يستنزف غلاء الأسعار وانهيار أسعار الصرف أموال اليمنيين، إذ يواجه العمال المياومون منهم ظروف عمل صعبة ممثلة بعدم استدامتها ما يجعل الجوع عند أعتاب ديارهم، في الوقت الذي ارتفعت نسبة البطالة في هذا البلد 60%.
ففي بلد يعاني واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية والاقتصادية في العالم، يواصل عمال اليمن الكفاح يوميا لمواجهة مخاطر الجوع التي تهدد ملايين الأسر، أبرزهم عمال المياومة.
ومع ارتفاع الأسعار الناجم عن تدهور العملة بشكل غير مسبوق، تستمر العائلات اليمنية في النضال اليومي، لتوفير لقمة العيش التي باتت بعيدة عن متناول الكثيرين.
هم وجوع
أحمد عبدالملك (عامل بالأجر اليومي) يحكي معاناته في سبيل الحصول على لقمة العيش له وأسرته في تعز (جنوب غرب)، أكبر المحافظات اليمنية سكانا.
يقول عبدالملك للأناضول: "نواجه معاناة كبيرة في الحياة.. نعمل في بعض الأيام لكن أجورنا لا تكفي بسبب الغلاء". وأضاف: "علينا التزامات خاصة بإيجار السكن، ونعيش حياة هم وغم بسبب صعوبة الأوضاع".
وتابع: "نبحث كثيرا من أجل الحصول على فرصة عمل يومية، حتى تنكسر أجسادنا من شدة الجوع ونحن نكافح في سبيل العيش.. "بالكاد نستطيع توفير القوت الأساسي، بعد معاناة كبيرة في سبيل ذلك".
وتابع قائلا: "نكافح كثيرا في سبيل توفير أساسيات العيش، فعندما نستطيع توفير الطحين لا نقدر على شراء السكر، وعند حصولنا على سكر يكون الطحين قد انتهى".
بدوره، يوجه العامل عبد الرحمن القدسي رسالة للحكومة والرئيس اليمني عبدربه منصور هادي: "ارحمونا.. نحن نعاني من البطالة؛ فالعمل الدائم غير موجود".
وأضاف للأناضول: "نعمل أحيانا ونحصل على 10 آلاف ريال (نحو 10 دولارات) أو 20 ألف ريال، لكنها لا تكفي لأدنى بمتطلبات الحياة".
ويتابع: "الغلاء أرهقنا، حيث أصبح حاليا سعر كيس الطحين 50 كيلو بخمسين ألف ريال، فيما كيس السكر بأربعين ألفاً.. نحن نعاني معاناة كبيرة، فعلى المسؤولين أن ينظروا إلى هذه المعاناة".
اضطهاد العمال
وأدت تداعيات الحرب في اليمن إلى ارتفاع نسبة البطالة إلى 60%، وفق تقارير حكومية، فيما تراجعت العملة اليمنية (الريال) من 215 ريالا للدولار مطلع عام 2015 إلى نحو 1200 ريال للدولار في 2022.
وفي عام 2021 وحده ارتفعت الأسعار بنسبة 100%، ما أدى إلى زيادة الجوع، وفق برنامج الأغذية العالمي.
أحمد قاسم (يعمل في مجال المقاولات العامة) يقول للأناضول: "العمال في اليمن مضطهدون، فهم يصحون منذ صلاة الفجر بحثا عن عمل لإعالة أسرهم".
وأضاف: "يعمل العامل منذ الصباح الباكر حتى بداية الليل، ويحصل على مبلغ زهيد لا يكفي حتى لشراء أسطوانة غاز.. المبلغ الذي يحصل عليه العامل لا يستطيع عبره توفير متطلبات الحياة الكبيرة".
وتابع: "بعض العمال يحصلون على فرصة ليوم واحد وأربعة أيام من دون عمل، ما يجعلهم وأسرهم يعانون من الجوع ".
ودعا الدولة والمنظمات الإغاثية "إلى الاهتمام بهذه الشريحة المهمة، مشددا على أن هؤلاء العمال يستحقون الوفاء فهم جوعى وسط واقع كله غلاء".
ويشهد اليمن منذ نحو 7 سنوات حربا مستمرة بين القوات الموالية للحكومة المدعومة بتحالف عسكري عربي تقوده الجارة السعودية، والحوثيين المدعومين من إيران، المسيطرين على عدة محافظات بينها العاصمة صنعاء منذ سبتمبر/ أيلول 2014.
وأدت الحرب إلى خسارة اقتصاد البلاد 126 مليار دولار، وفق تقديرات منظمات أممية، حيث يعتمد معظم السكان البالغ عددهم 30 مليونا على المساعدات، وفق الأمم المتحدة.
والثلاثاء، أوضح نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة فرحان حق، أن نقص التمويل يهدد بقطع المساعدة المنقذة للحياة عن ملايين الأشخاص المستضعفين في جميع أنحاء اليمن".
وأضاف في مؤتمر صحافي بنيويورك "اعتبارًا من يناير/كانون الثاني الماضي، تم بالفعل تقليص أو إغلاق ما يقرب من ثلثي برامج المساعدات الرئيسية للأمم المتحدة بسبب فجوات التمويل، ومن المتوقع إجراء المزيد من التخفيضات في الأشهر المقبلة ما لم يتم تلقي دعم إضافي على وجه السرعة".
(الأناضول)