جاءت "الجمعة الزرقاء" على الطريقة الكويتية لتكسر حالة الركود التي ضربت الأسواق التجارية، إذ بلغ إجمالي المبيعات خلال 3 أيام ما يقرب من 500 مليون دولار، حسب بيانات الشبكة المصرفية للخدمات المالية والتي اطلعت عليها "العربي الجديد".
وبدأت عروض التخفيضات لـ"الجمعة الزرقاء" يوم الجمعة الماضي وتنتهي في آخر شهر ديسمبر/ كانون الأول المقبل.
وأشارت بيانات الشبكة المصرفية للخدمات المالية إلى أن إجمالي مبيعات الأيام الثلاثة الأولى من التخفيضات منذ الجمعة 20 نوفمبر/ تشرين الأول الجاري، وحتى الأحد الماضي، بلغ 500 مليون دولار، حيث شهد أول أيام "الجمعة الزرقاء"، يوم الجمعة الماضي مبيعات تقدر بـ 235 مليون دولار، فيما شهد يوم السبت مبيعات بـ 190 مليون دولار فيما شهد يوم الأحد مبيعات بنحو 75 مليون دولار.
واحتلت الملابس المرتبة الأولى من إجمالي المبيعات بنسبة 55% بـ 275 مليون دولار، ثم الأجهزة الإلكترونية في المرتبة الثانية بنسبة 25 % بـ 125 مليون دولار، وجاءت بعدها الوجبات السريعة والمطاعم، ثم الإكسسوارات.
على جانب آخر، قال مصدر مسؤول في وزارة التجارة والصناعة، رفض ذكر اسمه، إن العروض التي تشهدها "الجمعة الزرقاء" حصلت على موافقات الوزارة، مشيرا إلى أن السلطات قدمت تسهيلات كبيرة وغير مسبوقة للمتاجر من أجل تسهيل عمل الأنشطة التجارية في مختلف القطاعات.
وذكر المصدر الذي يعمل في وزارة التجارة أن وزارته اشترطت تطبيق الإجراءات الاحترازية التي أقرتها السلطات الصحية، مشيرا إلى أن التعليمات الصادرة عن مجلس الوزراء أكدت ضرورة العمل على تذليل العقبات لمساعدة الأنشطة التجارية من دون الإخلال بالاشتراطات الصحية بهدف السيطرة على أعداد الإصابات بفيروس كورونا.
وشهدت الأسواق التجارية خصومات متفاوتة، فيما بلغت بعض الخصومات ما يقرب من 75 % على الملابس والمفروشات، وصلت نسبة الخصومات على الأجهزة الإلكترونية والهواتف المحمولة والأجهزة اللوحية إلى 50%، كما قدمت المطاعم خصومات من خلال الشراء عبر تطبيقات الجوال وخدمات الأونلاين.
وخلال جولة في الأسواق الكويتية في منطقة السالمية، رصدت "العربي الجديد" إقبالا غير مسبوق على المتاجر والمحال والمجمعات التجارية والمطاعم وخدمات التوصيل، في ظل التخفيضات الكبيرة التي لم تشهدها الكويت منذ عروض الأعياد الوطنية في شهر فبراير/ شباط الماضي.
وكانت النسبة الأكبر للإقبال على الشراء من جانب المواطنين، فيما تراجعت أعداد الوافدين المقبلين على الشراء بسبب تردي الأوضاع المعيشية لغالبيتهم بسبب تداعيات فيروس كورونا.
من جانبه، قال الخبير الاقتصادي الكويتي، مروان سلامة، لـ "العربي الجديد" إن الإقبال غير المسبوق على عروض "الجمعة الزرقاء" ساهم في انتشال الأسواق التجارية في الكويت من حالة الركود الناجمة عن تداعيات كورونا.
وذكر سلامة أن الأنشطة التجارية بحاجة إلى الدعم الحكومي من أجل الوصول إلى مرحلة التعافي، بعد المعاناة الكبيرة والخسائر الفادحة خلال الأشهر الماضية التي تضمنت إغلاقا لأكثر من 3 أشهر بقرار من السلطات، مشيرا إلى أن هناك المئات من المحلات والمتاجر والمطاعم أغلقت بصورة نهائية بسبب تراجع الإيرادات.
وأضاف أن غالبية المتاجر اضطرت إلى تسريح آلاف الموظفين أو تخفيض عدد الموظفين لديها، بسبب الخسائر وضعف الإقبال على الشراء.
وخلال الفترة الماضية، دشن نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي حملة تحت وسم يحمل اسم "الجمعة الزرقاء" بدلا من مصطلح "الجمعة السوداء" الذي يتم ترويجه عالميا لزيادة المبيعات من خلال تقديم العلامات التجارية الشهيرة تخفيضات كبيرة خلال الفعالية.
على جانب آخر، قال أستاذ الاقتصاد في جامعة الكويت، محمد الهاجري، إنه من الضروري تنظيم فعاليات وأحداث عديدة على غرار "الجمعة الزرقاء" من أجل جذب الجماهير، داعيا إلى عدم التقيد بالمناسبات العالمية، حيث إن مواسم التخفيضات تساهم في زيادة نسبة المبيعات وحالة الرواج.
وأوضح الهاجري خلال اتصال هاتفي مع "العربي الجديد" أن نسبة كبيرة من أصحاب الأعمال والمتاجر في الكويت تراكمت عليهم الديون والإيجارات بسبب فترة الإغلاق وفرض الإجراءات الاحترازية خلال الأشهر الماضية.
وأكد أن هناك العديد من المشكلات التي تواجه العلامات التجارية الشهيرة وأصحاب المتاجر والمحال والأنشطة التجارية، مثل الخلافات بين ملاك المجمعات الشهيرة وأصحاب المحال بسبب الإيجارات المتأخرة، فضلا عن الاضطرابات المتعلقة بسلاسل التوريد، داعيا الحكومة إلى تسهيل الإجراءات وخفض الرسوم الحكومية على أصحاب الأنشطة التجارية.