يعصف الجفاف الذي يضرب الأرجنتين، إلى جانب تداعيات الحرب الروسية المستمرة في أوكرانيا، بالتزامات الدولة مع صندوق النقد الدولي، إذ تتوقع الدولة أن تتسبب موجة الجفاف الأكثر تدميراً منذ 2009 في معاناة محاصيل فول الصويا وبالتالي التأثير على صادرات السلع الأساسية بالبلاد التي توفر الدولارات التي تشتد الحاجة إليها.
ويعتزم مسؤولو الأرجنتين خفض مستهدف احتياطي النقد الأجنبي، الذي جرى التوافق عليه في اتفاق القرض الموقع في مارس/آذار من العام الماضي والبالغة قيمته 44 مليار دولار، وذلك بسبب ضعف التوقعات الاقتصادية للبلاد نتيجة موجة الجفاف الشديد، وفقاً لما نقلت وكالة بلومبيرغ عن مسؤول حكومي.
ويناقش الجانبان التوصل إلى رقم أقل لصافي احتياطي النقد الأجنبي في 2023. ويتعيّن على الحكومة تجميع 4.8 مليارات دولار من الاحتياطيات في المجمل هذا العام للامتثال للأهداف التي جرى الاتفاق عليها سابقاً.
ويُعد صافي الاحتياطيات، أو السيولة النقدية التي يحتفظ بها البنك المركزي، جزءاً أساسياً من الاتفاقية للمساعدة في منع الانخفاض المفاجئ في قيمة البيزو الأرجنتيني وكبح التضخم تدريجياً. والتقى المفاوضون في بوينس آيرس وواشنطن في الأسابيع الأخيرة لإجراء المراجعة الرابعة للبرنامج الاقتصادي المتفق عليه.
وربما يجرى الإعلان عن اتفاق على مستوى المسؤولين، الإثنين، طبقاً للمسؤول الأرجنتيني، الذي فضّل عدم الإفصاح عن هويته نظراً لاستمرار المحادثات.
وتوقع المسؤول أن يصوت المجلس التنفيذي لصندوق النقد الدولي على المراجعة الرابعة للبرنامج في 22 مارس/ آذار المقبل تقريباً حتى يتمكن من تقديم نحو 5.4 مليارات دولار للحكومة لسداد ديونها السابقة المستحقة للصندوق.
كان وزير الاقتصاد سيرخيو ماسا قد قال في بيان، السبت الماضي، إن الحرب في أوكرانيا والجفاف يؤثران على برنامج القرض، مضيفاً "لا بد أن نكون واقعيين".
وأكد ماسا أن "الهدف هو الواقعية وقابلية التنبؤ بحيث يكون البرنامج موجهاً بشكل حقيقي لشيء ما وليس مجرد وثيقة يتم الالتزام بها".
وتابع أن "الحرب والجفاف يلعبان دوراً رئيسياً في اقتصادنا ومن الأفضل مواجهة ذلك بأهداف قابلة للتحقيق حتى لا نتخلف عن التزاماتنا كل ثلاثة أشهر".