تعيش سوق الماشية في الجزائر ركودا مع دخول موسم عيد الأضحى، حيث أدى ارتفاع الأسعار إلى غياب المشترين عن الأسواق، في وقت يتوقع فيه تجار الماشية أن تنخفض الأسعار جراء تراجع الطلب.
ويُرجع مراقبون أسباب ركود سوق الماشية في الجزائر لهذا العام، إلى غلاء الأضاحي مقارنة بالسنوات الماضية، يضاف إلى ذلك تراجع القدرة الشرائية للمواطن، يضاف إليها تزامن العيد مع العطلة الصيفية.
في سوق "الحراش" الأسبوعي المخصص للماشية في الضاحية الشرقية للعاصمة الجزائر، أبدى مربو وتجار الماشية تخوفهم من خروجهم بخسائر عوضا عن الأرباح.
وإلى ذلك، أعرب التاجر نور الدين بوقرعة عن قلقه من تراجع الطلب على شراء الأضاحي، موضحا أن "كمية ما تم نقله للبيع هذه السنة 400 رأس، وما تم بيعه حتى أيام مضت لا يتجاوز 50 رأسا من الخرفان والعجول، وهو ما يعني أننا على أبواب خسائر مالية في حالة الفشل في بيع ما تبقى من رؤوس الماشية".
وأضاف التاجر الجزائري، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن "هذا العيد هو الأصعب الذي يمر على الموالين (مربو الماشية) منذ سنوات، حيث لم نشهد ظروفا كالتي نشهدها هذه الأيام بسبب الظروف المعيشية التي أثرت على قدرة المواطنين على شراء الأضاحي."
وفي السياق ذاته، كشف تاجر الماشية خالد نوازي، أن "أسعار الماشية مستقرة، لكن رغم تخفيض الأسعار لم يشهد سوق الماشية أي مؤشرات على تحسّنه رغم قدوم العيد".
وفى سابقة غير معتادة في مثل هذا التوقيت قبيل الأضحى، تشهد مختلف أسواق الماشية التي زارتها "العربي الجديد"، حالة من الركود في حركة البيع والشراء، حيث امتلأت الأسوق بالأغنام والخرفان والعجول، وغاب المشترون، ما جعل التجار يكثفون من ساعات عملهم ووجودهم داخل السوق، على أمل الفوز بزبون.
يقول أحد مربي الماشية جمال عوادي أنه "في السنوات الماضية كان الزبائن يحجزون ويشترون قبل عيد الأضحى بشهر أو أكثر، واليوم قبل أقل من 3 أسابيع عن العيد كان هناك ركودا كبيرا، رغم استقرار الأسعار."
وأضاف نفس المتحدث لـ"العربي الجديد" أن "مربي الماشية والتجار يعرضون على المشترين البيع بالتقسيط ولا يوجد تجاوب معهم، ونحن على مقربة من تسجيل خسارة كبيرة."
يقول أحد مربي الماشية جمال عوادي أنه "في السنوات الماضية كان الزبائن يحجزون ويشترون قبل عيد الأضحى بشهر أو أكثر،
ورغم أن المؤشرات كانت تؤكد أن أسعار الأضاحي في الجزائر يفترض أن تنخفض بنسبة لا تقل عن 20 بالمائة هذا العام مقارنة بالعام السابق، بسبب انخفاض أسعار الأعلاف وتخفيض الحكومة لأسعار الشعير المُدعم الموجه للماشية، إلا أن العكس هو ما جرى، حيث فرضت المضاربة منطقها على الأسواق رغم المحاولات الحكومية لإغراق الأسواق برؤوس الماشية.
ويرى رئيس الفدرالية الجزائرية لمربي الماشية جيلالي عزاوي، أن "المضاربين هم من أدخلوا السوق في حالة ركود لا يُعلم عواقبها، فرغم ارتفاع المعروض إلا أننا نجد الأسعار مرتفعة في بعض المناطق".
وأضاف عزاوي، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن "مربي الماشية يفرضون هامش ربح معقول يغطي مصاريف الأعلاف والنقل، وبالمقابل نجد جشع المضاربين يقفز بالأسعار."