استمع إلى الملخص
- **تفاصيل الشحنة والعملية**: الشحنة تُجهَّز في ميناء سكيكدة وتُنقل عبر ناقلة إينيكر، بهدف تزويد لبنان فورياً بالفيول لتشغيل محطات الكهرباء، مما يعزز العلاقات الثنائية.
- **أزمة الكهرباء في لبنان**: لبنان يعاني من انقطاع الكهرباء بسبب نفاد الوقود، مما دفع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي لطلب تحقيق فوري في الأزمة.
أعلنت شركة المحروقات الجزائرية سوناطراك شحن أول حمولة وقود باتجاه بيروت للمساهمة في حل أزمة كهرباء لبنان من خلال تشغيل معامل التوليد، وذلك تطبيقا لقرار أصدره الرئيس عبد المجيد تبون يوم الأحد الماضي. وأفاد بيان لشركة سوناطراك بأنها "شرعت أمس، في شحن أول حمولة من مادة الفيول إلى دولة لبنان، وتأتي هذه المبادرة لتدعيم لبنان بالطاقة ومساعدته على تجاوز أزمته الحالية، في خطوة تعكس عمق العلاقات الثنائية بين الجزائر".
وأكد المصدر نفسه أن "الشحنة التي يتم تجهيزها في ميناء سكيكدة البترولي، تُقدَّر بحوالي 30 ألف طن من مادة الفيول كمرحلة أولى، وستُشحن إلى لبنان عبر ناقلة الفيول إينيكر، التابعة لمجمع سوناطراك والتي ستنطلق يوم 22 أغسطس/آب الجاري باتجاه لبنان". وتهدف هذه العملية – بحسب البيان- إلى الوقوف بجانب لبنان الشقيق في هذه الظروف الصعبة، من خلال تزويده بشكل فوري بكميات من الفيول من أجل تشغيل محطات توليد الطاقة الكهربائية وإعادة التيار الكهربائي في البلاد، كما "ترجم هذه المبادرة التزام سوناطراك الراسخ، بدعم قرارات الدولة الجزائرية، وتعزيز الروابط الأخوية مع لبنان، مما يعكس روح التعاون والتضامن بين البلدين".
وكان رئيس الحكومة الجزائرية نذير العرباوي قد أبلغ في اتصال هاتفي رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان نجيب ميقاتي، بالقرار الصادر عن الرئيس تبون "بتزويد لبنان الشقيق وبشكل فوري، بكميات من الفيول من أجل تشغيل محطات توليد الطاقة الكهربائية وإعادة التيار الكهربائي في البلاد، وبالوقوف بجانب لبنان الشقيق في هذه الظروف العصيبة".
ويوم الاثنين الفائت، طلب ميقاتي إجراء تحقيق فوري بموضوع الانقطاع الكلي لتيار كهرباء لبنان مع الأشخاص المعنيين بالملف من دون استثناء وذلك في سبيل ترتيب المسؤوليات القانونية بناءً على النتائج. وذكر في كتاب أن "تقصيراً ظهر بعدم دعوة مجلس إدارة مؤسسة كهرباء لبنان للانعقاد أدى إلى وقوع أزمة كان من الممكن تفاديها ما يقتضي معه مساءلة المسؤولين عنها منعاً لتكرارها بعدما وضعت الحكومة مسألة الكهرباء من أولويات خطة الطوارئ لديها"، لافتاً إلى أن مجلس إدارة المؤسسة لم ينعقد بسبب غياب المدير العام لا بل بسبب قطع التواصل مع الجميع ولم يفوّض أي من أعضاء المجلس بالصلاحيات ولا سيما المالية منها.
وقال إنه "رغم الحالة الطارئة والخطيرة، ورغم تجاوب مجلس الوزراء مع طلبات وزارة الطاقة والمؤسسة، لم يبادر مجلس إدارة المؤسسة إلى القيام بواجباته ولم يجتمع لاتخاذ القرارات اللازمة بغياب أي دعوة من رئيسه حتى تاريخ يوم الأحد، بعدما حصلت العتمة الكاملة وانفصلت الشبكة عن الخدمة ووقعت الأضرار التي كنا نسعى جاهدين لتفاديها".
وكانت مؤسسة كهرباء لبنان أعلنت، السبت الفائت، انقطاع الكهرباء في جميع أنحاء البلاد، بما فيها مطار ومرفأ العاصمة بيروت والسجون ومرافق الصرف الصحي وضخ مياه الشرب، وذلك بعدما خرجت آخر مجموعة وحدات إنتاجية معمل الزهراني، عن الخدمة من جرّاء نفاد الوقود المشغل لها، ما أدى إلى توقف التغذية بالتيار الكهربائي كلياً لجميع الأراضي اللبنانية.
وتطلّ أزمة كهرباء لبنان برأسها من فترة إلى أُخرى رغم الزيادة الكبيرة التي طرأت على التعرفة، في ظل مشكلة السيولة التي تفاقمت إبان بدء الأزمة الاقتصادية أواخر عام 2019، ما جعل المواطنين والقطاعات والمؤسسات والشركات يعتمدون أساساً على المولدات الخاصة والطاقة الشمسية، الأمر الذي كان يغنيهم عن "كهرباء الدولة" التي بالكاد تتوفر ساعتين أو ثلاثاً في اليوم.