دخلت الجزائر رسميا في مسار مراجعة أسعار الغاز، واطلاق مفاوضات مع زبائنها، تماشيا مع ارتفاع الأسعار في الأسواق العالمية.
وأعلنت شركة المحروقات الجزائرية سوناطراك عن قرار مراجعة أسعار بيع الغاز إلى مجمع إنجي الفرنسي.
وأفاد بيان للشركة عن اتفاق بيع وتوريد الغاز الطبيعي عبر خط أنبوب نقل الغاز ميدغاز الموقع عام 2011، بين مؤسسة سوناطراك مع المجمع الطاقوي الفرنسي إنجي بالجزائر، ينص على مراجعة سعر بيع الغاز التعاقدي المطبق على مدى 3 سنوات، والممتد إلى غاية سنة 2024، وفق تطورات ظروف السوق.
وأكد البيان أن الطرفين كانا قد اتفقا بمناسبة التوقيع على هذه الاتفاقية قبل 11 عاما على "توسيع شراكتهما لتشمل الغاز الطبيعي المميع والغاز الطبيعي، حيث ستعزز سوناطراك حصتها ضمن الواردات الخاصة بـإنجي، مما يسمح للمجمعين بمواصلة التنويع والمساهمة في تحقيق الأمن الطاقوي للمتعاملين الأوروبيين، والعمل معا للتقليل من البصمة الكربونية وتثمين فرص الشراكة الجديدة، لاسيما تلك المتعلقة بتطوير الهيدروجين".
وكان الرئيس المدير العام لسوناطراك الجزائرية توفيق حكار قد كشف، مطلع الأسبوع الحالي، عن مراجعة أسعار الغاز التفضيلية التي منحتها الشركة لزبائنها التاريخيين في إيطاليا، فرنسا، إسبانيا، وحتى البرتغال، كاشفا، يوم الأحد الماضي، أن بلاده "ستتفاوض مع جميع عملائها لمراجعة أسعار الغاز"، مشدداً على أنّ "مراجعة الأسعار لا تستهدف شركة أو دولة بعينها".
وعانت الجزائر، سنتي 2018 و2019، من ضغط زبائنها الكبار، في مقدمتهم "ناتورجي" الإسبانية، من أجل تخفيض الأسعار آنذاك تماشيا مع أسعار الأسواق العالمية، مستغلين وصول العقود طويلة الأمد إلى نهايتها، في ختام 2019، ما دفع الجزائر إلى مراجعة بنود العقود.
ودخلت الجزائر في مطلع 2019 مرحلة تجديد عقود الغاز مع شركائها التقليديين، بعد وصول أغلب العقود إلى نهاية آجالها مع انتهاء السنة.
وكانت البداية في 16 مايو/ أيار 2019، مع شركة "إيني" الإيطالية، الشريك التاريخي للجزائر و"سوناطراك"، حين وقّع الطرفان على تجديد عقود توريد الغاز لإيطاليا لعشر سنوات اعتبارا من 2020، وبكميات تراوح بين 9 مليارات و10 مليارات متر مكعب سنويا، رغم أنها كمية أقل مما كانت عليه سابقا بالنظر إلى تراجع نمو الاقتصاد الإيطالي.
ثم اتفق الطرف الجزائري مع نظيره البرتغالي "غالب"، في 11 يونيو/ حزيران 2019، على تجديد عقد تصدير الغاز لعشر سنوات أخرى اعتبارا من 2020، بكميات تصل إلى 2.5 مليار متر مكعب سنويا. وجاء الدور في نهاية يونيو/ حزيران 2019 على شركة "إيني" الإيطالية التي ستزودها "سوناطراك" بـ3 مليارات متر مكعب سنويا لمدة 8 سنوات، اعتبارا من 2020، كما توصلت "سوناطراك" في نوفمبر/ تشرين الثاني 2019 إلى اتفاق مع نظيرتها "إديسون"، لمدة ثماني سنوات.