أعطت السلطات الإماراتية الضوء الأخضر لتسليم عبد المؤمن ولد قدور، المدير العام السابق لشركة "سوناطراك" النفطية، إلى الجزائر، بموجب مذكرة توقيف دولية صدرت في حقه بسبب متابعات قضائية لها علاقة بقضايا فساد.
وأوردت جريدة "الوطن" الناطقة بالفرنسية، اليوم الخميس، أن ولد قدور جرى توقيفه في 20 مارس/آذار الماضي في مطار دبي، بعد أن احتجزته شرطة المطار لوجود اسمه في النشرة الحمراء لـ"الإنتربول"، وأطلق سراحه بكفالة مع منعه من مغادرة التراب الإماراتي، بعد سحب جواز سفره.
وقالت الجريدة الجزائرية إن ولد قدور غادر فرنسا التي يقيم بها مع أفراد عائلته، في 20 مارس/آذار الماضي، متوجها إلى عمان لحضور مؤتمر، عبر دبي، وعند مروره أمام شرطة الحدود بمطار دبي، تم توقيفه بسبب النشرة الحمراء إثر مذكرة التوقيف الدولية التي أصدرتها الجزائر ضده.
وقضى ولد قدور الليلة محتجزا من طرف الشرطة بمطار دبي، قبل أن يتصل بابنه الذي أوكل محاميا تمكن بعد 48 ساعة من إطلاق سراحه بكفالة، بشرط أن لا يغادر الحدود مع سحب جواز سفره.
وعلى إثرها بدأت المفاوضات بين البلدين على المستوى القضائي لتسليم ولد قدور وأيضا عشرات الجزائريين المطلوبين الذين يعيشون على أرض الإمارات.
ونقلت الصحيفة الجزائرية المقربة من أجهزة الأمن أنه "على المستوى القضائي تم الفصل في القضية ولا يوجد أي مانع يحول دون تسليمه، ولكن في مثل هذه الحالات، حتى لو كانت هناك اتفاقيات ثنائية لتسليم المجرمين، فإن الجانب السياسي له وزنه بشكل كبير، وقبل كل شيء يستغرق وقتًا".
أضافت: "وقبل بضعة أسابيع، تم الاتفاق من حيث المبدأ على نقل الرئيس التنفيذي السابق لسوناطراك إلى الجزائر وعشرات الجزائريين الآخرين الذين صدرت بحقهم مذكرات توقيف دولية وموجودين على التراب الإماراتي".
وكان رئيس الوزراء الجزائري عبد العزيز جراد قد أعلن في فبراير/شباط الماضي عن إصدار القضاء أمرا دوليا بالقبض على المتسبب الرئيس في ملف شراء مصفاة أوغوستا بصقلية الإيطالية المقيم بالخارج.
وفي ديسمبر/كانون الأول 2018، أعلنت "سوناطراك" الاستحواذ على المصفاة النفطية "أوغوستا"، التي كانت مملوكة في حينه لـ"إكسون موبيل" الأميركية، بكلفة 700 مليون دولار.
وغادر ولد قدور الجزائر عام 2019، عقب إقالته من رئاسة الشركة في إبريل/نيسان من العام ذاته.
وتبلغ الطاقة التكريرية لمصفاة "أوغوستا" 200 ألف برميل نفط يوميا (10 ملايين طن سنويا)، وشملت مصنع التكرير (المصفاة النفطية) الواقعة في أوغوستا (صقلية)، و3 نهائيات نفطية (مستودعات) تقع بكل من باليرمو ونابولي وأوغوستا.
ومطلع يوليو/ تموز 2020، فتحت محكمة جزائرية تحقيقا في صفقة استحواذ شركة "سوناطراك" على مصفاة أوغوستا، بسبب شبهات فساد.
وقبل ذلك، تم سجن مدير التسويق الأسبق في "سوناطراك" أحمد مازيغي، على ذمة التحقيق ذاته.
وعلى صعيد آخر، كشف رئيس الوزراء الجزائري أن بلاده لم تستورد "قطرة" وقود منذ يوليو 2020، وأن "الإدارات الحكومية ستحول المركبات التابعة لها للسير بوقود غاز النفط المسال، وتوفير البنزين والديزل".