تعاني المدن الزراعية في إقليم شبيلى الوسطى في جنوب الصومال من موجة جديدة من انتشار الجراد الذي يهدد المحاصيل الزراعية والمراعي؛ حيث تعد الماشية العمود الفقري للاقتصاد الصومالي.
وشهدت مدينة جوهر الزراعية (90 كيلومتراً شمال مقديشو) موجة ثانية من الجراد، الذي بعث القلق في نفوس سكان المدينة، حيث تعتمد حياتهم على المحاصيل الزراعية التي تزرع على جانبي نهر شبيلى، كما حطت أسراب الجراد رحالها في معظم البلدات والمناطق القريبة من هذه المدينة.
ويقول حسن عبدالله لـ "العربي الجديد" إن ملايين من الجراد انتشرت في المدينة، وبدأت تأكل حشائش الأرض والنباتات التي تقصدها الماشية، مشيراً إلى أن انتشار أسراب الجراد يأتي في وقت يعكف فيه الفلاحون على الزراعة للاستفادة من مياه الأمطار الموسمية. ويضيف عبدالله أن الجراد انتشر على نطاق واسع في جميع القرى المحيطة بمدينة جوهر، وشمل أيضاً المراعي والمرتفعات في الإقليم، ويبدي محمود تخوفه من أن تكون أسراب الجراد الذي تجتاح الإقليم مجرد طليعة أولى للمزيد من أسراب الجراد، هو ما سيهدد الإنتاج الزراعي، وخاصة محصول القمح والذرة والأرز.
وبحسب السكان المحليين فإن أسراب الجراد تجتاح بكثافة الأراضي الزراعية والمرتفعات في إثيوبيا، وخاصة المناطق المتاخمة حدودياً مع الصومال، حيث بدأت أسراب الجراد تنتقل إلى الصومال، بعد أن دمرت المحاصيل الزراعية في الإقليم الصومالي بإثيوبيا.
ويقول المزارع الصومالي إبراهيم أدم لـ "العربي الجديد" إن انتشار الجراد في مدينة جوهر أمر يخيف أهالي بلدة جمبلول الزراعية بإقليم شبيلى السفلى جنوب الصومال، مضيفاً أن هناك أزمات متراكمة يواجهها المزارعون حالياً. ويضيف إبراهيم أن ارتفاع منسوب مياه نهر شبيلى أغرق العديد من المحاصيل الزراعية، وما زال يتدفق نحو المناطق اليابسة في منازل المزارعين، مشيراً إلى أن وصول أسراب الجراد إلى بلدتهم سيعني إتلاف المحاصيل الزراعية التي نجت من مياه الفيضانات.
ويقول الخبير الاقتصادي يحيى عامر إن الصومال يواجه مشكلة في إدارة أزمة احتواء الجراد، وإن البنك الدولي ساهم في منح الصومال نحو 40 مليون دولار لمواجهة أسراب الجراد، مشيراً إلى أن أسراب الجراد قد تصل إلى أربعين مليون حشرة، فإذا خصصت الحكومة الصومالية دولاراً واحداً لكل حشرة، يمكن القضاء عليها. ويتساءل أين ذهبت منح المنظمات الدولية لمواجهة تلك الآفة التي تهدد الإنتاج الزراعي في البلاد.