الثورات والإرهاب وأكذوبة تدمير الاقتصاد

23 سبتمبر 2015
الإرهاب أفقد تونس مليون سائح (أرشيف/Getty)
+ الخط -

لا يزال البعض يزعم أن ثورات الربيع العربي التي جرت في العام 2011 هي التي دمرت الاقتصادات العربية وفي مقدمتها قطاعات السياحة والاستثمارات الأجنبية والصادرات الخارجية وتحويلات المغتربين في الخارج، ولا يزال البعض يزعم أيضاً أن السياحة المصرية على سبيل المثال تكبدت خسائر تجاوزت 30 مليار دولار خلال السنوات الأربع الماضية بسبب تداعيات ثورة 25 يناير 2011 والتي خلقت، حسب قولهم، حالة من عدم الاستقرار السياسي والأمني بالبلاد، وأن الأمر تكرر في دول أخرى شهدت مبكراً ثورات ربيع مثل تونس واليمن وليبيا وسورية، أو شهدت بوادر ثورة لم تكتمل.

لكن المدقق للأحداث يلحظ أن الإرهاب والانقلابات، هي التي دمرت الاقتصادات العربية أو كادت أن تقضي على ما تبقى منها، وأن الثورات العربية لم تكن السبب في الحالة الاقتصادية المتردية التي وصلنا لها، فتونس مثلاً خسرت مليون سائح أجنبي خلال عام 2015 وحده بسبب هجومين إرهابيين، الأول قتل فيه مسلحان 21 سائحاً أجنبياً، بمتحف باردو بالعاصمة، والثاني حينما هاجم مسلح سياحاً على شاطئ سوسة السياحي، وقتل 38 من بينهم 30 بريطانياً في أسوأ هجوم في تاريخ البلاد.

والمدقق للأرقام يلحظ أن قطاع السياحة المصري مثلاً حقق في عام الثورة 2011 إيرادات فاقت 9.8 مليارات دولار مقابل 5.8 مليارات دولار في 2013 الذي شهد الانقلاب على أول رئيس مدني منتخب في تاريخ البلاد و7.3 مليارات دولار في العام 2014، بل إن وزير السياحة الحالي هشام زعزوع قال إن مصر سجلت نمواً بنسبة 17% في عدد السائحين في العام 2012، وزيادة 13% في الإيرادات، لكن في المقابل تراجعت أرقام إيرادات السياحة وعدد السياح في العامين الأخيرين مع توسع مصر في سياسة مكافحة الإرهاب وعدم قصرها على ما يحدث في سيناء أو الصحراء الغربية، بل طالت هذه السياسة المعارضين السياسيين للنظام في كل أنحاء الجمهورية.

ودول الخليج خصصت مليارات الدولارات من موازنتها لمحاربة الإرهاب والانقلابات. انقلاب قادم من الجنوب في اليمن على أيدي الحوثيين، وإرهاب قادم من الشمال حيث تهديد تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" الذي بات يحتل أكثر من 45% من مساحة العراق ومثلها من مساحة سورية.

الإرهاب هو الأخطر في المنطقة، والثورات التي سعت لإخراج المنطقة من عبوديتها للأنظمة الحاكمة بريئة من تهاوي مؤشرات الاقتصاد والمعاناة التي يعيشها المواطن العادي حيث ارتفاعات مستمرة في الأسعار ونقص في الخدمات المعيشية وتدهور البنية التحتية من صحة وتعليم وشبكات مياة وكهرباء وطرق.


اقرأ أيضاً: الإرهاب يُفقِد تونس مليون سائح

المساهمون