التوترات الجيوسياسية تصعد بالذهب والدولار إلى مستويات قياسية

16 ابريل 2024
صعد سعر الذهب إلى 2387.11 دولاراً للأوقية (فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- ارتفعت أسعار الذهب بشكل ملحوظ، متأثرة بالتوترات الجيوسياسية بين إيران وإسرائيل والبحث عن ملاذ آمن، حيث وصلت إلى مستويات قياسية تقارب 2387.11 دولار للأوقية في المعاملات الفورية و2403.90 دولارات للعقود الآجلة الأمريكية.
- شهد الدولار ارتفاعاً إلى أعلى مستوياته في 5 أشهر مقابل العملات الرئيسية بعد بيانات إيجابية عن مبيعات التجزئة الأمريكية، مما أثار مخاوف من تدخل السلطات اليابانية لدعم الين وتأثر اليوان الصيني ببيانات الناتج المحلي الإجمالي.
- تأثرت توقعات أسواق العملات والفائدة بالبيانات الاقتصادية الأخيرة، مما قلص التوقعات بخفض أسعار الفائدة الأمريكية بنهاية العام، وأدى إلى تراجع العملات الرئيسية وانخفاض طفيف في قيمة بيتكوين.

ارتفعت أسعار الذهب، اليوم الثلاثاء، مقتربة من المستوى القياسي المرتفع الذي سجلته الأسبوع الماضي، إذ عززت المخاوف إزاء تصاعد التوترات الجيوسياسية بين إيران وإسرائيل الطلب على المعدن الأصفر باعتباره ملاذا آمنا، كما ارتفع الدولار إلى ذروة 5 أشهر.

وبحلول الساعة 03.55 بتوقيت غرينتش، ارتفع الذهب في المعاملات الفورية 0.2% إلى 2387.11 دولارا للأوقية (الأونصة)، بعدما سجل أعلى مستوى على الإطلاق وهو 2431.29 دولارا يوم الجمعة. وزادت العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.9% إلى 2403.90 دولارات.

وقال مات سيمبسون، كبير المحللين في سيتي إندكس، إن الذهب حصل على دعم آخر من أحدث الأنباء الواردة من الشرق الأوسط، لكنه كان يرتفع حتى قبل ذلك بفضل مشتريات البنوك المركزية وارتفاع توقعات التضخم، وهو ما يعني أن الذهب يُستخدم تحوطا من التضخم من جديد.

وصعد الذهب 1.6% في الجلسة السابقة، وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، تراجعت الفضة 0.3% إلى 28.80 دولارا للأوقية، وارتفع البلاتين 0.4% إلى 966.49 دولارا، وخسر البلاديوم 1% ليصل إلى 1025.43 دولارا. 

الدولار عند ذروة 5 أشهر 

وفي أسواق العملات، سجل الدولار أعلى مستوى له في 5 أشهر مقابل العملات الرئيسية، اليوم الثلاثاء، بعد مبيعات التجزئة الأميركية التي فاقت التوقعات، ما أثار مخاوف من تدخل السلطات اليابانية مع تراجع الين إلى أدنى مستوى منذ عام 1990.

واستقر اليوان بعدما لامس أدنى مستوياته منذ نوفمبر/ تشرين الثاني خلال التعاملات الآسيوية المبكرة، بعد أن فاقت بيانات الناتج المحلي الإجمالي للربع الأول في الصين التوقعات، وهو ما يمثل دفعة لصناع السياسات الذين يحاولون تعزيز الثقة في مواجهة أزمة عقارية طويلة الأمد.

وأظهرت بيانات صدرت في الولايات المتحدة أمس الاثنين، زيادة مبيعات التجزئة 0.7%، الشهر الماضي، مقارنة مع ارتفاع 0.3% توقعه اقتصاديون استطلعت رويترز آراءهم. وتم تعديل بيانات شهر فبراير/ شباط أيضا بالرفع لتظهر انتعاش المبيعات 0.9%، وهي أكبر زيادة في ما يزيد قليلا عن عام، بدلا من 0.6% المعلن عنها سابقا.

وأثارت أحدث البيانات المزيد من التساؤلات حول الموعد الذي قد يبدأ فيه مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) خفض أسعار الفائدة، بعد مكاسب قوية في التوظيف في مارس/ آذار وارتفاع تضخم أسعار المستهلكين.

وتتوقع السوق إجراء تخفيضين أقل من ربع نقطة بحلول نهاية العام، مقارنة بثلاثة تخفيضات قبل شهر تقريبا. كما تتوقع الأسواق الآن فرصة 41% لأن يخفض المركزي الأميركي أسعار الفائدة في يوليو/ تموز، مقارنة بنحو 50% قبل صدور البيانات، وفقا لأداة فيد ووتش التابعة لمجموعة "سي.إم.إي". وزاد احتمال أن يتم التخفيض الأول في سبتمبر /أيلول إلى ما يقرب من 46%.

وقال مات سيمبسون، كبير محللي السوق في سيتي إندكس: "لا أرى أي فرصة لرفع أسعار الفائدة في يوليو/ تموز، على افتراض أننا جميعا ننظر إلى البيانات نفسها". وفي تأكيد لرهانات السوق، قالت ماري دالي، رئيسة بنك الاحتياطي الاتحادي في سان فرانسيسكو، في وقت متأخر من مساء أمس الاثنين، إنه "ما من حاجة ملحة" لخفض أسعار الفائدة الأميركية.

ولامس مؤشر الدولار 106.37 نقاط، اليوم الثلاثاء، وهو أعلى مستوى منذ الثاني من نوفمبر/تشرين الثاني، وأمام قوة العملة الأميركية، تجاوز الين 154 للدولار ليهبط إلى مستوى منخفض جديد هو الأدنى منذ 34 عاما.

ويترقب المتعاملون أي مؤشرات على تدخل السلطات اليابانية بشراء الين. وقال وزير المالية الياباني شونيتشي سوزوكي، اليوم الثلاثاء، إنه يراقب تحركات العملة عن كثب وسيتخذ "ردا شاملا حسب الحاجة" بعد هذا الارتفاع في الدولار. وحوم الين في أحدث تعاملات حول 154.40 للدولار، وهو ليس بعيدا عن مستوى المقاومة الجديد البالغ 155.

وانخفض اليوان في التعاملات الخارجية إلى 7.2831 للدولار مسجلا أدنى مستوى منذ 14 نوفمبر/تشرين الثاني، لكنه ارتفع بعدما أظهرت بيانات رسمية نمو الاقتصاد الصيني 5.3% في الربع الأول على أساس سنوي، متجاوزا توقعات المحللين بفارق كبير. ولكن مبيعات التجزئة في الصين جاءت دون التوقعات، في مؤشر مثير للقلق بالنسبة لثقة المستهلكين وانعكاس للانتعاش الاقتصادي المتفاوت.

في غضون ذلك، تراجع اليورو إلى 1.06070 دولار، وهو أدنى مستوى منذ الثاني من نوفمبر/تشرين الثاني، إذ واصل تراجعه بعدما ترك البنك المركزي الأوروبي الأسبوع الماضي الباب مفتوحا أمام خفض أسعار الفائدة في يونيو/حزيران. وهبط الدولار الأسترالي إلى أدنى مستوى منذ 14 نوفمبر/تشرين الثاني عند 0.64085 دولار. وتراجع الدولار النيوزيلندي إلى أدنى مستوى في خمسة أشهر مسجلا 0.58815 دولار.

وعلى صعيد العملات المشفرة، هبطت عملة بيتكوين في أحدث تعاملات 0.26% إلى 62978.00 دولارا. 

(رويترز، العربي الجديد)

المساهمون