بيانات التضخم والبطالة والنمو تهيمن على أسواق المال في نهاية تعاملات أغسطس

30 اغسطس 2024
بورصة نيويورك أثناء التداول الصباحي، 6 أغسطس 2024 (مايكل م. سانتياغو/ Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- **أداء الأسواق المالية العالمية:** ارتفعت الأسهم الأوروبية والآسيوية، حيث صعد المؤشر ستوكس 600 بنسبة 0.2% ونيكاي الياباني بنسبة 0.74%. بلغ المؤشر داو جونز مستوى إغلاق قياسي، مدعوماً ببيانات اقتصادية قوية وتوقعات خفض الفائدة في منطقة اليورو.

- **أسعار الذهب والنفط:** ظلت أسعار الذهب قرب أعلى مستوياتها، حيث ارتفعت بنسبة 0.1% إلى 2523.59 دولاراً للأونصة. ارتفعت أسعار النفط بشكل طفيف، حيث صعد خام برنت بنسبة 0.3% إلى 80.17 دولاراً، وخام غرب تكساس بنسبة 0.2% إلى 76.09 دولاراً.

- **التضخم والبطالة في منطقة اليورو:** انخفض التضخم إلى 2.2%، وهو أدنى مستوى في ثلاث سنوات، مما يمهد لخفض الفائدة. انخفض معدل البطالة إلى 6.4% في يوليو، وهو أدنى مستوى منذ إبريل 1998، مع صمود سوق العمل رغم النمو الاقتصادي الضعيف.

استحوذت بيانات التضخم والبطالة والنمو الصادرة الجمعة، على حركة أسواق المال العالمية مع قرب نهاية تعاملات أغسطس/آب هذا اليوم. وقد ارتفعت الأسهم الأوروبية إلى أعلى مستوى على الإطلاق، ويتجه المؤشر الرئيسي لتحقيق مكاسب أسبوعية لرابع مرة على التوالي رغم حالة حذر هيمنت على تعاملات المستثمرين قبل أن تُعلَن لاحقاً بيانات تضخم مهمة في منطقة اليورو.

وصعد المؤشر ستوكس 600 الأوروبي 0.2% إلى 525.65 نقطة بحلول الساعة 07:13 بتوقيت غرينتش اليوم الجمعة، متجاوزاً ذروته السابقة عند 525.59 نقطة التي بلغها في يونيو/حزيران. ويتجه المؤشر القياسي إلى تسجيل ارتفاع أسبوعي بنحو 1.3% لرابع مرة على التوالي في سلسلة ستكون الأطول منذ أكثر من خمسة أشهر، وفقاً لوكالة رويترز. ومن المتوقع أن يحقق المؤشر أيضاً زيادة شهرية للمرة الثانية على التوالي في اتجاه لم يشهده منذ نحو ستة أشهر.

ودعمت قفزة بنسبة 1.4% في قطاع العقارات الحساس لأسعار الفائدة المؤشر اليوم الجمعة. ومن المقرر أن يجتمع المركزي الأوروبي خلال أقل من أسبوعين في وقت تتوقع فيه الأسواق إلى خفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس. وربح المؤشر كاك 40 الفرنسي 0.3% بعد بيانات أظهرت نمو إنفاق المستهلكين في أغسطس/آب. وارتفع المؤشر إيبكس 35 الإسباني 0.6% بعد بيانات أظهرت زيادة مبيعات التجزئة 1% في يوليو/تموز.

وفي طوكيو، ارتفع المؤشر نيكاي الياباني عند الإغلاق اليوم الجمعة، وقادت أسهم قطاع التكنولوجيا المكاسب مع متابعة المتعاملين الارتفاع القياسي للمؤشر داو جونز عند الإغلاق الليلة الماضية بعد بيانات اقتصادية أميركية قوية. وصعد نيكاي 0.74% إلى 38647.75 نقطة عند الإغلاق وأنهى الأسبوع مستقراً، لكنه خسر أكثر من 1% خلال الشهر. وزاد المؤشر توبكس الأوسع نطاقاً 0.73% إلى 2712.63 نقطة وحقق مكاسب أسبوعية 0.3%، لكنه خسر نحو 3% خلال الشهر في أكبر انخفاض منذ أكتوبر/تشرين الأول. ومن بين 225 سهماً على نيكاي، ارتفع 155 سهماً بينما انخفض 67 واستقر ثلاثة عند الإغلاق.

وبلغ المؤشر داو جونز مستوى إغلاق قياسياً أمس الخميس، في تداولات متباينة، في حين انخفض سهم إنفيديا لصناعة الرقائق بعدما عجزت توقعاتها عن نيل استحسان المستثمرين. ولعب أداء شركة إنفيديا دوراً أساسياً في حركة المؤشر نيكاي لأن معظم الشركات ذات الثقل المدرجة عليه هي شركات تكنولوجيا. وقالت وزارة التجارة الأميركية إن اقتصاد الولايات المتحدة نما بوتيرة أسرع من التقديرات الأولية بفضل إنفاق المستهلكين القوي، مما يدعم التوقعات بأن الولايات المتحدة ستتجنب الركود.

أعلى مستوى لأونصة الذهب على الإطلاق

هذا وظلت أسعار الذهب قرب أعلى مستوياتها على الإطلاق اليوم الجمعة وتتجه إلى تسجيل مكاسب شهرية مع تزايد توقعات خفض مجلس الاحتياطي الاتحادي (المركزي الأميركي) أسعار الفائدة الشهر المقبل ووسط حالة غموض جيوسياسي في الشرق الأوسط وترقب صدور بيانات تتعلق بالتضخم في الولايات المتحدة.

وارتفع سعر أونصة الذهب في المعاملات الفورية 0.1% إلى 2523.59 دولاراً بحلول الساعة 09:08 بتوقيت غرينتش، بما يقل قليلاً فقط عن أعلى مستوياته على الإطلاق المسجل في 20 أغسطس عند 2531.6 دولاراً للأوقية. وصعد المعدن الأصفر بما يزيد عن 3% هذا الشهر. وتراجعت العقود الأميركية الآجلة للذهب قليلاً بنسبة 0.1% إلى 2556.7 دولاراً.

ووفقاً لأداة فيد ووتش التابعة لمجموعة سي إم إي، يتوقع المتعاملون خفض أسعار الفائدة الأميركية الشهر المقبل وفرصة بنسبة 67% لخفض بمقدار 25 نقطة أساس وفرصة بنسبة 33% لخفض بمقدار 50 نقطة أساس.

صعود طفيف لبرميل النفط وسط مخاوف الإمدادات

وفي سوق البترول، ارتفعت أسعار النفط ارتفاعاً طفيفاً اليوم، وسط مخاوف بشأن الإمدادات العالمية. وصعدت العقود الآجلة لبرميل خام برنت تسليم أكتوبر/تشرين الأول المقبل والتي ينتهي أجلها اليوم 0.3% إلى 80.17 دولاراً، أما العقود الآجلة تسليم نوفمبر/تشرين الثاني المقبل الأكثر تداولاً فزادت 0.2% إلى 79.02 دولاراً. كما ارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 0.2% إلى 76.09 دولاراً، بحسب وكالة قنا، إذ زاد الخامان بأكثر من دولار عند التسوية أمس الخميس، بسبب مخاوف بشأن إمدادات النفط.

وتوقف أكثر من نصف إنتاج ليبيا من النفط أو نحو 700 ألف برميل يومياً أمس الخميس، وتم تعليق الصادرات في عدة موانئ. كما تستمر المخاوف بشأن الطلب في التأثير على السوق، إذ أظهرت بيانات أميركية انخفاض مخزونات الخام في الأسبوع المنتهي في 23 أغسطس/آب الماضي بنحو ثلث المتوقع.

انخفاض معدلات التضخم في منطقة اليورو

وفي نبأ من فرانكفورت، أفادت فرانس برس بانخفاض التضخم في منطقة اليورو إلى أدنى مستوى له في ثلاث سنوات في أغسطس، مما مهد الطريق إلى مزيد من خفض أسعار الفائدة من جانب البنك المركزي الأوروبي الشهر المقبل على الرغم من ارتفاع أسعار الخدمات بسبب الألعاب الأولمبية. وبدأ البنك المركزي الأوروبي بإنهاء حملة استمرت عامين ضد التضخم المرتفع والتي أعقبت إعادة فتح الاقتصاد بعد جائحة كورونا وغزو روسيا لأوكرانيا.

وانخفض التضخم في الدول العشرين التي تشترك في عملة اليورو إلى 2.2% هذا الشهر، وهو أبطأ وتيرة منذ يوليو 2021 ويقترب من هدف البنك المركزي الأوروبي البالغ 2%، وفقاً لقراءة أولية لمكتب الإحصاء في الاتحاد الأوروبي يوروستات. وفي حين كان الانخفاض مدفوعاً في الغالب بانخفاض أسعار الطاقة وقد ينعكس في وقت لاحق من هذا العام، من المرجح أن يحسم الاتفاق على خفض ثان لأسعار الفائدة من جانب البنك المركزي الأوروبي في 12 سبتمبر بعد خطوة أولى في يونيو.

وانخفض معدل البطالة انخفاضاً طفيفاً في منطقة اليورو في يوليو ليصل إلى 6.4% من السكان العاملين، بعدما كان 6.5% في إبريل ومايو ويونيو بحسب أرقام نشرها يوروستات اليوم الجمعة. وعلى أساس سنوي، يتراجع المؤشر 0.2 نقطة. ورغم إطار من نمو اقتصادي ضعيف، بلغ معدل البطالة أدنى مستوياته منذ بدأ مكتب الإحصاء الأوروبي جمع هذه السلسلة في إبريل 1998 للدول التي اعتمدت العملة الموحدة.

وأمّا ما يخص مجمل الاتحاد الأوروبي، فإن معدل الأشخاص العاطلين عن العمل بقي عند 6% في يوليو وهو أيضاً أدنى معدل تاريخي واستقر على شهر كما على سنة. وصمد سوق العمل عامةً صموداً جيداً في مواجهة الوضع الاقتصادي الصعب الذي تشهده أوروبا منذ نهاية 2022. ويعاني النمو زيادة أسعار الفائدة التي قررها البنك المركزي الأوروبي لتهدئة التضخم الذي ارتفع في سياق الحرب في أوكرانيا.

وانخفضت معدلات البطالة انخفاضاً ملحوظاً في أوروبا بعد منتصف عام 2021 بفضل الانتعاش الاقتصادي القوي جداً الذي أعقب الركود التاريخي الناجم عن جائحة كورونا عام 2020. واستقر المؤشر على العموم منذ ربيع 2023 عند مستوى لم يشهده منذ ربع قرن. وكان هناك 13.11 مليون شخص عاطلون عن العمل في يوليو في الدول الـ27 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي بينهم 10.99 ملايين في صفوف الدول العشرين ضمن منطقة اليورو. واستقر معدل البطالة عند 7.5% في فرنسا مقابل 3.4% في ألمانيا بحسب يوروستات. وتم تسجيل أدنى المعدلات في الاتحاد الأوروبي في تشيكيا (2.7%) وبولندا (2.9%)، فيما سجّلت أعلى المستويات في إسبانيا (11.5%) واليونان (9.9%). وتستند بيانات يوروستات إلى تعريف البطالة الصادر عن مكتب العمل الدولي.

ويعرّف العاطلون عن العمل بأنهم الأشخاص الذين لا يعملون وكانوا يبحثون عن عمل في الأسابيع الأربعة السابقة، وهم على استعداد لبدء العمل في الأسبوعين المقبلين.

وبحسب فرانس برس، نما الاقتصاد الفرنسي بوتيرة أبطأ مما كان متوقعاً في الربع الثاني من العام، وفق ما أظهرت بيانات رسمية الجمعة، في حين تباطأ التضخم إلى أدنى مستوياته منذ ثلاث سنوات في أغسطس. وارتفع الناتج المحلي الإجمالي 0.2% في الفترة من إبريل/نيسان إلى يونيو/حزيران مقارنة بالربع الأول من العام، وفقاً لوكالة الإحصاء الوطنية. وفي تقديراتها لشهر يوليو/تموز، أعلنت الوكالة ارتفاع الناتج المحلي الإجمالي 0.3%.

وتباطأ التضخم إلى 1.9% في أغسطس، ليصبح أقل من هدف البنك المركزي الأوروبي البالغ 2%، وهي المرة الأولى منذ أغسطس 2021.

المساهمون