التصحر يهدد إيران ... ندرة في المياه وهجرة إلى المدن

02 اغسطس 2023
الكثبان الرملية تزحف على الأراضي الزراعية (getty)
+ الخط -

تواجه إيران أزمة تصحر تهدد الاقتصاد وقطاعها الزراعي وبنيتها التحتية وسط ندرة المياه وتراجع إنتاجية المحاصيل الزراعية والهجرة الكثيفة للسكان من الريف إلى المدن.

وحسب تقرير بموقع " زيرو هيدج" الأميركي، يحدث التصحر في إيران بوتيرة سريعة حيث حذر المسؤولون في طهران الشهر الماضي من أن أكثر من مليون هكتار من أراضي البلاد، أي ما يعادل تقريبًا مساحة محافظة قم أو لبنان، أصبحت غير صالحة للسكن والزراعة.

وحسب التقرير، يضغط التصحر على الحكومة الإيرانية للسيطرة على الوضع في بلد تصل نسبة الأراضي القاحلة أو شبه القاحلة إلى 90%.

حذر علماء إيرانيون من أن مستويات المياه في بحيرة أورميا، معرضة لخطر الجفاف الشديد

ويعترف مسؤولون بأن التصحر قد يؤدي إلى أزمة وجودية ونزوح جماعي في عدة مناطق بالبلاد، وظهرت علامات التحذير بالكامل هذا الشهر، حينما بلغت درجات الحرارة في جنوب غرب إيران 66.7 درجة مئوية (152 درجة فهرنهايت)، وهي أعلى مما يمكن تحمله الإنسان.

ويقول التقرير، حذر علماء إيرانيون من أن مستويات المياه في بحيرة أورميا، معرضة لخطر الجفاف الشديد، وبلغت المستويات الأدنى المسجلة منذ 60 عاماً. وأصبح روتينياً في إيران صدور تحذيرات من خطر العواصف الترابية.

ويتحمل تغير المناخ العالمي الكثير من اللوم، لكن العامل المناخي لا يمثل سوى جزء من القصة حول قضية ظلت إيران تصارعها منذ سنوات.

اقتصاد عربي
التحديثات الحية

وسعت الحكومة الإيرانية إلى معالجة ندرة المياه عبر بناء سدود ضخمة ومشاريع ري كثيفة الاستهلاك للمياه ساهمت في جفاف الأنهار وخزانات المياه الجوفية.

وأدت هذه السدود إلى اندلاع اشتباكات مع دول مجاورة واحتجاجات مناهضة للحكومة في المناطق المتضررة بشدة من إيران بسبب شح الموارد المائية.

كما ساهم تدهور التربة في زيادة الغبار والعواصف الرملية التي رفعت مستوى تلوث الهواء في إيران من بين الأسوأ في العالم.

كما أضرت درجات الحرارة المرتفعة والتصحر بالأراضي الصالحة للزراعة ومعدل الإنتاج الزراعي، مما بات يهدد سبل العيش ويؤدي إلى الهجرة الداخلية من الريف إلى المناطق الحضرية، والتي بدورها يمكن أن تطلق العنان لمجموعة كبيرة من المشكلات ذات الصلة.

سعت الحكومة إلى معالجة ندرة المياه عبر بناء سدود ضخمة ومشاريع ري كثيفة الاستهلاك للمياه ساهمت في جفاف الأنهار وخزانات المياه الجوفية

في هذا الصدد قال خبير في مركز الشرق الأوسط والنظام العالمي (CMEG) ومقره برلين لنشرة "أويل برايس": "بمرور الوقت، يمكن أن يؤدي الضغط المتزايد على المناطق الحضرية بسبب أنماط الهجرة وتداعياتها على إجهاد البنية التحتية والموارد الطبيعية وخلق تحديات اجتماعية اقتصادية". 

من جانبها تقول نشرة "أويل برايس"، تضاعف عدد سكان إيران أكثر من الضعف منذ ثورة عام 1979، حيث ارتفع من حوالي 35 مليوناً إلى ما يقرب من 88 مليوناً، مع نحو 70 بالمائة من السكان يقيمون في المدن.

ويقول خبير إيراني للنشرة إن طهران وحدها "شهدت تدفقاً متوسطاً لربع مليون شخص سنوياً على مدار العقدين الماضيين".

لكن نظراً لأن ندرة المياه والتصحر يجعلان المزيد من الأراضي غير صالحة للعيش، فهناك مخاوف من أن شريحة كبيرة من السكان قد لا يكون لديها في نهاية المطاف خيار سوى الفرار وسط الضغوط الاقتصادية.

وفي عام 2015، توقع عيسى كالانتاري، وزير الزراعة الإيراني السابق الذي كان يعمل في ذلك الوقت مستشاراً رئاسياً للمياه والبيئة، أنه ما لم تغير إيران نهجها بشأن استخدام المياه، فإن "ما يقرب من 50 مليون شخص، أي 70 بالمائة من الإيرانيين سيضطرون لمغادرة البلاد. لكن يبدو أن هذه التقديرات مبالغ فيها، وفق مراقبين وخبراء إيرانيين ودوليين.

المساهمون