البنوك المركزية الكبرى تنعى عصر أسعار الفائدة المرتفعة

24 اغسطس 2024
جيروم باول يوم 26 يوليو 2024، (سول لويب/ فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- **توجه عالمي نحو خفض أسعار الفائدة**: مسؤولون من البنوك المركزية الكبرى، بما في ذلك بنك الاحتياط الفيدرالي الأميركي، يخططون لخفض أسعار الفائدة لمواجهة تراجع الاقتصاد العالمي بعد كوفيد، كما أكد جيروم باول في جاكسون هول.

- **مخاوف النمو والتضخم في منطقة اليورو**: البنك المركزي الأوروبي يدعم خفض أسعار الفائدة الشهر المقبل، مع تحذيرات من ضعف النمو في أوروبا، خاصة في قطاع التصنيع، وتوقعات بتخفيضين إضافيين هذا العام.

- **توجهات البنوك المركزية الأخرى**: محافظ بنك إنكلترا، أندرو بيلي، يشير إلى مزيد من التخفيضات في أسعار الفائدة، مع تيسير السياسات في كندا ونيوزيلندا والصين، بينما اليابان تبدأ أول دورة تشديدية منذ 17 عاماً.

أشار مسؤولون في ثلاثة من البنوك المركزية الكبرى في العالم يوم الجمعة إلى أنهم في طريقهم بقوة إلى خفض أسعار الفائدة أو الاستمرار في خفضها في الأشهر المقبلة، ما يمثل بداية النهاية لعصر تكاليف الاقتراض المرتفعة مع تراجع الاقتصاد العالمي، من قبضة التضخم بعد كوفيد، وذلك وفق تقرير لوكالة بلومبيرغ مساء الجمعة. ووفقاً للتقرير، قال رئيس بنك الاحتياط الفيدرالي "البنك المركزي الأميركي"، جيروم باول، أمام تجمع سنوي لصانعي السياسات والاقتصاديين العالميين في جاكسون هول بولاية وايومنغ: "لقد حان الوقت لتعديل السياسة"، ما ألزم البنك المركزي الأميركي بخفض أسعار الفائدة عندما يجتمع المسؤولون في سبتمبر/أيلول المقبل.

غير أن تحديد تاريخ بدء عمل بنك الاحتياط الفيدرالي، وجعل العديد من البنوك المركزية الكبرى في العالم تجدف في الاتجاه نفسه، يزيلان بعض المخاوف بالنسبة إلى المستثمرين، بحسب بلومبيرغ. ومع ذلك، لا يزال هناك قدر كبير من عدم اليقين والمخاطر. ولم يقدم باول أو نظراؤه الكثير من التوجيهات عن مدى السرعة التي يعتزمون بها المضي قدمًا في خفض أسعار الفائدة خلال الأشهر القليلة المقبلة. ومن ناحية أخرى، وفي ظل حالة عدم اليقين هذه، يحل الضعف الناشئ في أسواق العمل والنمو الإجمالي محل التضخم باعتباره التهديد الرئيسي لصناع السياسات.

وقال جيروم باول، في الندوة الاقتصادية السنوية لبنك الاحتياط الفيدرالي في جاكسون هول بولاية وايومنغ، إن "اتجاه السفر واضح، وتوقيت ووتيرة تخفيضات أسعار الفائدة سيعتمدان على البيانات الواردة والتوقعات المتطورة وتوازن المخاطر".

وتابع التقرير، أنه بالإضافة إلى باول، كان العديد من أعضاء مجلس إدارة البنك المركزي الأوروبي حاضرين أيضًا في الحديث المتزعزع والمناظر الطبيعية الخلابة في منتزه غراند تيتون الوطني. وأشار أولي رين من فنلندا، ومارتينز كازاكس من لاتفيا، وبوريس فوجيتش من كرواتيا، وماريو سينتينو من البرتغال، إلى أنهم سيدعمون خفضًا آخر لأسعار الفائدة الشهر المقبل، بعد خفض تاريخي في يونيو/حزيران الماضي.

ووصف رين عملية خفض التضخم في منطقة اليورو بأنها "تسير على الطريق الصحيح"، فيما حذر من أن "توقعات النمو في أوروبا، وخصوصاً التصنيع، ضعيفة إلى حد ما". وأضاف أن "هذا يعزز حالة خفض أسعار الفائدة في سبتمبر/أيلول". ووصف سينتينو قرار التخفيف مرة أخرى في أقل من ثلاثة أسابيع بأنه "سهل"، بالنظر إلى البيانات المتعلقة بالتضخم والنمو.

ويبدو أن صناع السياسات في منطقة اليورو الآن أكثر قلقاً بشأن النمو، الذي تعثر بعد النصف الأول القوي من العام. كذلك فإنهم يشيرون إلى القلق بشأن تباطؤ أسواق العمل وتقليل التضخم، على الرغم من أن تفويض البنك المركزي الأوروبي لا يشمل التوظيف، وفقاً لبلومبيرغ التي تحدثت كذلك عن بعض الإجماع على تخفيضين إضافيين هذا العام، بما في ذلك خطوة سبتمبر/أيلول المقبل، طالما ظل التضخم متماشياً مع توقعات البنك، التي ترى أنه يتراجع إلى هدف 2% في النصف الثاني من عام 2025. كذلك ألقى محافظ بنك إنكلترا أندرو بيلي كلمة أمام تجمّع جاكسون هول. وفي تصريحات معدة صدرت قبل خطابه، أشار إلى الانفتاح على مزيد من التخفيضات في أسعار الفائدة عندما قال إن مخاطر التضخم المستمر تبدو وكأنها تتضاءل. وخفض البنك المركزي البريطاني سعر الإقراض القياسي بمقدار ربع نقطة مئوية في وقت سابق من هذا الشهر إلى 5%، وهو أول تخفيض منذ بداية الوباء.

وفي دول أخرى، بدأت البنوك المركزية في كندا ونيوزيلندا والصين بتيسير سياساتها. والاستثناء الأكبر هو اليابان، حيث شرع المسؤولون بأول دورة تشديدية منذ 17 عاماً.

المساهمون