البنك الدولي: خسائر عربية جراء تلوث "الأصول الزرقاء"

07 فبراير 2022
بحار المنطقة أضحت أكثر تلوثاً ومساهمة الفرد في المتوسط 6 كيلوغرامات من النفايات (Getty)
+ الخط -

قدر البنك الدولي التكلفة البشرية والاقتصادية لتلوث الهواء وتدهور البحار والسواحل بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا بأكثر من 3% من إجمالي الناتج المحلي في المنطقة، التي يضر فيها التلوث بالاقتصادات وسبل العيش، مشيرا إلى أن تكلفة تلوث الهواء تناهز 141 مليار دولار سنويا.

ونُقل عن فريد بلحاج، نائب رئيس البنك الدولي لشؤون منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا قوله: "إن السماء والبحار الملوثة باهظة التكلفة على الصحة والرفاهية الاجتماعية والاقتصادية لملايين الناس في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا".

أضاف: "ومع تعافي بلدان المنطقة من جائحة كورونا، هناك فرصة لتغيير مسارها واختيار مسار نموٍ أكثر خضرة وأكثر زرقة وأكثر استدامة كي تقل الانبعاثات ويتراجع التدهور البيئي".

وذهب تقرير صادر اليوم الاثنين، عن المؤسسات المالية الدولية تحت عنوان "سماوات صافية وبحار نقية: تلوث الهواء والبلاستيك البحري وتآكل المناطق الساحلية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا"، إلى أن مستويات تلوث الهواء في المدن الكبرى في المنطقة، هي من بين أعلى المستويات في العالم، حيث يتنفس سكان المناطق الحضرية في المتوسط أكثر من 10 أمثال مستوى الملوثات في الهواء التي تعتبرها منظمة الصحة العالمية آمنة.

وأكد التقرير الذي يركز على تدهور الأصول الطبيعية "الزرقاء" المتمثلة في الهواء النظيف والبحار الزرقاء والسواحل النقية المستقرة، على أن تلوث الهواء يتسبب في حوالي 270 ألف حالة وفاة سنوياً (أكثر من حالات الوفيات الناجمة عن حوادث المرور والسكري والملاريا والسل وفيروس ومرض الإيدز والتهاب الكبد الحاد مجتمعة)، ويصاب سكان المنطقة في المتوسط بالمرض لمدة 60 يوماً على الأقل خلال حياتهم بسبب التعرض لارتفاع مستويات تلوث الهواء.

واعتبر التقرير أن التكاليف الاقتصادية لتلوث الهواء في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، هائلة، حيث يقدرها بحوالي 141 مليار دولار سنوياً، أو 2% من إجمالي الناتج المحلي للمنطقة.

ومن جهة أُخرى، سجل أن بحار المنطقة أضحت أكثر تلوثاً، إذ تبلغ نسبة مساهمة الفرد في المتوسطة 6 كيلوغرامات من النفايات البلاستيكية في بحار المنطقة كل عام، وهو أعلى مستوى في العالم. ووفقاً للتقرير، يبلغ متوسط التكلفة السنوية للتلوث البحري بالنفايات البلاستيكية حوالي 0.8% من إجمالي الناتج المحلي.

وأكد أن من بين الأسباب الرئيسية لهذه النفايات والمخلفات البلاستيكية سوء إدارة النفايات الصلبة، والإفراط في استخدام البلاستيك، معتبرا أن ذلك يعزى جزئيا إلى عدم وجود بدائل بلاستيكية.

ولاحظ أن منطقتي المغرب والمشرق تسيئان إدارة نحو 60% من نفاياتهما، بل إن مكبات النفايات المكشوفة، تنتشر حتى في بلدان الخليج الأعلى دخلاً، متوقعاً أن يتضاعف إجمالي توليد النفايات تقريباً بحلول عام 2050 ليصل إلى 255 مليون طن (من 129 مليون طن في 2016)، مما يزيد من تفاقم هذه المشكلة.

وتعتبر المؤسسة المالية الدولية، أن تآكل السواحل بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، يشكل مخاطر متزايدة، خاصة أن معدله يُعد ثاني أسرع معدل عالمياً. 

ويلاحظ التقرير في منطقة المغرب العربي وحدها، تتآكل السواحل بمتوسط يبلغ نحو 15 سنتيمتراً سنوياً، وهو ما يمثل أكثر من ضعف المتوسط العالمي البالغ 7 سنتيمترات سنوياً.

وينبه إلى أن اختفاء شواطئ المنطقة، يهدد سبلَ كسب العيش، لا سيما بين الفئات الفقيرة، حيث يؤدي تقلص السواحل إلى تضرر مصائد الأسماك، والحد من سياحة السواحل، وإلحاق الضرر بالأنشطة المرتبطة بها.

ويسجل أن التكلفة المباشرة التقديرية لتآكل السواحل من حيث الأراضي والمباني المدمرة (باستثناء التكاليف غير المباشرة مثل انخفاض إيرادات السياحة) تتراوح من 0.2% من إجمالي الناتج المحلي في الجزائر إلى 2.8% في تونس.

وتعتبر آيات سليمان، مديرة التنمية المستدامة لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بالبنك الدولي، أن "الأصول الزرقاء السليمة هي محور التجارة والسياحة والصناعة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ومع ضرورة بذل المزيد من الجهود، تدرك بلدان عديدة الآن الحاجة الملحة لحماية رأس المال الطبيعي الحيوي من خلال الإصلاحات والضوابط التنظيمية والشراكات والاستثمارات".

المساهمون