الاقتصاد الروسي يواجه أزمة أيد عاملة بسبب الحرب وتراجع المواليد

20 اغسطس 2023
الحرب قلصت عددالسكان في موسكو (getty)
+ الخط -

يعاني الاقتصاد الروسي من أزمة تناقص السكان وتراجع عدد المواليد، ومع تفاقم تلك الأزمة باتت روسيا تعاني من نقص شديد في العمالة جراء الاستدعاء للحرب الدائرة في أوكرانيا منذ 25 فبراير 2022، وهجرة الشباب في سن العمل لتأمين حياة بعيداً عن الصراعات والحروب والمخاطر الجيوسياسية.

وقال المختص في علم السكان، إن الحرب الروسية الأوكرانية، تسببت بتفاقم الأزمة الديموغرافية التي تواجهها روسيا منذ فترة طويلة، وهي أزمة كافح الرئيس فلاديمير بوتين لمعالجتها، وقد تؤدي إلى إلحاق المزيد من الضرر باقتصاد البلاد جراء العقوبات الغربية.

وتؤكد رئيسة قسم السكان في كلية الاقتصاد في جامعة موسكو الحكومية، إيرينا كالابيكينا، لصحيفة RBC الروسية: "كقاعدة، خلال فترة الأزمات ينخفض ​​معدل المواليد".

من المتوقع أن تترك الأزمة تأثيرات خطيرة على الاقتصاد الروسي الذي يعاني بشدة بسبب العقوبات الغربية وهروب الاستثمارات وكلفة حرب أوكرانيا

وفي بلد يعاني في الأساس من تقلص القوة العاملة بسبب استمرار انخفاض معدلات المواليد، من المتوقع أن تستفحل الأزمة مع استمرار الحرب الأوكرانية ويحتاج حلها لسنوات.

كما أنه من المتوقع أن تترك أزمة نقص المواليد تأثيرات خطيرة على الاقتصاد الروسي الذي يعاني بشدة بسبب العقوبات الغربية وهروب الاستثمارات وكلفة الحرب الدائرة في أوكرانيا.

وقال أليكسي راكشا، الذي عمل سابقاً في وكالة "روستات " للإحصاء الروسية، لموقع "فوربس"، إن روسيا تفتقر إلى العمال ... إنها مشكلة قديمة لكنها تفاقمت بسبب التعبئة للحرب والرحيل الجماعي".

اقتصاد دولي
التحديثات الحية

يذكر أن تعبئة الآلاف من الرجال للمشاركة في حرب أوكرانيا وفرار بعضهم من البلاد لتفادي التجنيد أدى إلى أزمة في سوق العمل في روسيا.

وورثت روسيا معدلات مواليد منخفضة مع انهيار الاتحاد السوفييتي في التسعينيات، عندما انخفضت معدلات المواليد إلى النصف بسبب الصعوبات الاقتصادية والشكوك حول مستقبل البلاد.

ومنذ ذلك الحين، حاول بوتين حضّ العائلات الروسية على إنجاب الأطفال، حيث أعلن تقديم مكافأة مالية للعائلات بدءاً من الطفل الثاني.

وفي 18 ديسمبر الماضي أصدر البنك المركزي الروسي أقوى تحذير له بسبب استدعاء الكرملين للرجال للقتال في أوكرانيا، ما يترك الاقتصاد محروماً من العمال ويمكن أن يضغط على التضخم.

تعبئة الآلاف من الرجال للمشاركة في حرب أوكرانيا وفرار البعض من البلاد لتفادي التجنيد أدى إلى أزمة بسوق العمل في روسيا

ومن بين مؤشرات الأزمة الديموغرافية التي تعاني منها روسيا، في شهر أغسطس/ أب من هذا العام بمدينة نوفوسيبيرسك، تم إغلاق مستشفى الولادة رقم 25 بسبب انخفاض معدلات المواليد في المدينة.

وفي وقت سابق، للسبب نفسه، توقف مستشفى الولادة في أكساي بمنطقة روستوف عن العمل. ويهدد نفس المصير مستشفى الولادة رقم 1 في كيميروفو، حيث انخفض عدد المواليد هناك إلى 1-2 في اليوم، وذلك وفقاً لصحف روسية محلية.

وبلغ الانخفاض الطبيعي في عدد السكان في الفترة من يناير/كانون الأول إلى يونيو/حزيران من هذا العام 272.5 ألف شخص مقابل 383.8 ألف في النصف الأول من عام 2022، وفقًا لمصلحة الإحصاء الروسية، "روستات".

ويعود الانخفاض الطبيعي في عدد السكان إلى التراجع المستمرفي الوفيات بعد جائحة فيروس كورونا، إذ انخفض عدد السكان في الأشهر الستة الأولى بالبلاد بنسبة 12.8%، إذ توفي 888.7 ألف شخص مقابل أكثر من مليون شخص في نفس الفترة من العام الماضي. 

وفي شهر الأولى من عام 2023 ، وُلد 104.4 ألف طفل في روسيا، وهو ما يقل بنسبة 6.7% عن شهر يونيو/حزيران من العام الماض.

ووفقاً لصحيفة RBC الروسية، فإن أبرز المدن ذات الأرقام القياسية للانخفاض في معدل المواليد منطقتا ماجادان ونوفغورود، حيث كان هناك انخفاض بنسبة 33.6% و29.5% على التوالي.