الاضطرابات الجيوسياسية تهدد أهم صناعة في العالم

30 يونيو 2023
الصراعات الجيوسياسية تهدد صناعة الرقائق (رويترز)
+ الخط -

قال تشين نانشيانغ، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي بالإنابة لمُصَنِّعة الرقائق Yangtze Memory Technologies (YMTC) الصينية، يوم الخميس، إن العوامل الجيوسياسية ومخاوف الأمن القومي لبعض الدول تهدد عولمة صناعة الرقائق في العالم ونموها المستقبلي.

وقال نانشيانغ، في خطاب ألقاه في حفل افتتاح مؤتمر Semicon China في شنغهاي، إن هذا جعله يشك في ما إذا كانت صناعة أشباه الموصلات العالمية، التي تعد الأهم عالمياً حالياً، ستتمكن من تحقيق توقعات سابقة بوصول مبيعاتها إلى قيمة تريليون دولار بحلول عام 2030.

وأضاف: "هناك الكثير من التدخل الحكومي، ويضاف الآن الكثير من المحتوى السياسي"، مضيفًا أنه يتفق تمامًا مع التعليقات التي أدلى بها مؤسس TSMC التايواني موريس تشانغ، في مارس/آذار، والتي أشار فيها إلى "وفاة العولمة في صناعة الرقائق". ولم يشر نانشيانغ إلى أي دولة، ولكن كان واضحاً تلميحه إلى الاضطرابات الجيوسياسية الحالية بين الولايات المتحدة والصين.

وقبل يومين، أعلنت واشنطن نيتها فرض المزيد من القيود على تصدير رقائق الذكاء الاصطناعي إلى بكين، موضحة أن "المخاوف تتزايد لدى الإدارة الأميركية من إمكانية استخدامها في التجسس أو غيره، ما يضر المصالح الأميركية".

وكشفت مصادر مطلعة أن وزارة التجارة الأميركية قد تتحرك، الشهر المقبل، لإيقاف شحنات الرقائق الإلكترونية التي تصنعها شركة "إنفيديا" الأميركية وغيرها إلى العملاء في الصين ودول أخرى أيضا، من دون الحصول على ترخيص، وفق ما نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال".

وفي سبتمبر/أيلول الماضي، قالت إنفيديا إن المسؤولين الأميركيين طلبوا من الشركة التوقف عن تصدير اثنين من أفضل شرائح الحوسبة لأعمال الذكاء الاصطناعي إلى الصين.

وقال نانشيانغ: "صناعتنا نفسها دورية، ولكل ممارس طريقته الخاصة في التعامل مع الدورة. ومع ذلك، فإن الدرجة العالية من عدم اليقين التي نواجهها ترجع على وجه التحديد إلى تدمير العولمة". وأوضح نانشيانغ أنه شعر شخصيًا بأن الصناعة تدخل "فترة اضطراب" على المستوى العالمي.

وتتضمن صناعة الرقائق الحديثة أكثر من ألف خطوة، وتتطلب ملكية فكرية معقدة، وأدوات ومواد كيميائية، من جميع أنحاء العالم.

وتعد الصين واحدة من أكبر أسواق الرقائق، وتحاول الدولة بناء قدرتها التصنيعية المحلية، ولكن في السنوات الأخيرة، تعرضت لضغوط من الولايات المتحدة التي تحرص على تقويض هذه الجهود.

وتعد YMTC من بين الشركات الصينية الرئيسية التي وقعت في مرمى نيران الاضطرابات الأخيرة، بعد أن فرضت واشنطن قيودًا على الصادرات، مستها ومست أكثر من عشرة لاعبين آخرين في قطاع رقائق الذكاء الاصطناعي الصيني في قائمة سوداء تجارية العام الماضي، بسبب مخاوف من استخدام التكنولوجيا الأميركية في تطوير شركات التكنولوجيا الصينية المدرجة سابقًا في القائمة السوداء، ومنها شركتا هواوي تكنولوجيز العملاقة، وشركة هيكفيجن.

ومنعت هذه الخطوة موردي YMTC من شحن البضائع الأميركية إليها من دون الحصول على ترخيص ليس من السهل الحصول عليه.

وألمح نانشيانغ إلى مشاكل YMTC الخاصة خلال خطابه، مع مناشدة مباشرة لموردي المعدات الحاضرين.

وقال: "بالنسبة لشركة YMTC التي أديرها، لم يعد بإمكاننا الوصول إلى قطع غيار ومكونات للمعدات التي اشتريناها بشكل قانوني. إذا كان ذلك عادلاً، يرجى وضع بعض القواعد العادلة لإعادة شراء المعدات".

(رويترز، العربي الجديد)

المساهمون