الإنفاق على "شنغن" يكشف نزيف هجرة التونسيين

16 اغسطس 2024
حلم الهجرة يراود آلاف الشباب (الأناضول)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- **الإنفاق على تأشيرات شنغن**: أنفق التونسيون 135.5 مليون يورو بين 2014 و2023 للحصول على تأشيرات شنغن، مع تقديم 159,740 طلب في 2023، وكلفة 12.7 مليون يورو في العام الماضي.

- **أزمة الهجرة ورفض التأشيرات**: شهد العقد الماضي موجات هجرة للكفاءات التونسية، مع نسبة رفض تأشيرات بلغت 24.3% في العام الماضي، حيث تم رفض 38,893 طلب، مما أثر بشكل كبير على الفئات الهشة.

- **التضييق الأوروبي وأثره**: يأتي التضييق الأوروبي على تأشيرات التونسيين في إطار ضغوط لترحيل المهاجرين غير النظاميين، مع تقديرات بإنفاق يتجاوز الأرقام المعلنة بنسبة 50%.

كشفت أرقام أوردها موقع شنغن نيوز أن التونسيين أنفقوا خلال تسع سنوات ما يزيد عن 135.5 مليون يورو، أي ما يربو على 447 مليون دينار (147 مليون دولار) من أجل الحصول على تأشيرات لدخول منطقة اليورو، خلال الفترة الممتدة ما بين 2014 و2023.

وبحسب البيانات الصادرة عن الموقع المتخصص فإن تونس جاءت في المرتبة التاسعة عشرة التي لديها أكبر عدد من طلبات تأشيرة "شنغن" المقدمة خلال سنة 2023، حيث قدم مواطنوها 159 ألفاً و740 طلباً للحصول على التأشيرات، أي ما يمثل 1.55% من مجموع الطلبات المقدمة على مستوى العالم.

والعام الماضي كلّف الإنفاق على التأشيرات التونسيين نحو 12.7 مليون يورو، بينما وصل معدل الإهدار بسبب التأشيرات المرفوضة إلى ما يزيد عن 3.1 ملايين يورو.

يقول المتحدث باسم المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، رمضان بن عمر،: إن الإنفاق العالي للتونسيين على طلب التأشيرات بغاية الوصول إلى أوروبا خلال السنوات العشر الماضية يكشف نزيف الهجرة الذي تعيشه البلاد.

وأكد بن عمر لـ"العربي الجديد" أن العقد الماضي شهد موجات هجرة غير مسبوقة للكفاءات التونسية التي استقرت في دول الاتحاد الأوروبي بغاية الدراسة أو العمل.

وأفاد بأن تحقيق حلم الوصول إلى منطقة اليورو يكلّف التونسيين كثيراً من الأموال التي تذهب للمكاتب المتخصصة في التأشيرات، مقابل نسبة رفض عالية تصل إلى أكثر من 20% من معدل الطلبات المودعة.
واعتبر أن الفئات الأكثر هشاشة من طالبي العمل أو عائلات الطلبة الجامعيين تتحمل الكلفة الأكبر في تجهيز ملفات التأشيرات التي تصل في بعض الأحيان إلى نحو 600 دينار، أي ما يعادل 200 دولار.
وتشير بيانات موقع شنغن نيوز أنه جرى رفض 38 ألفاً و893 طلب فيزا العام الماضي، ما يقدر بـ24.3% من مجموع الطلبات المودعة.

رفض شنغن 

وقال المتحدث باسم المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية إن "التونسيين الذين رفضت ملفات تأشيراتهم خسروا خلال عام واحد ما يزيد عن 10 ملايين دينار" وهو رقم وصفه بـ"المرتفع".
خلال السنوات الماضية زادت أزمة التونسيين المرتبطة بالحصول على تأشيرات السفر نحو الوجهات الأوروبية، بسبب طول مدّة تحديد مواعيد إيداع الملفات لدى المكاتب المتخصصة، بالإضافة إلى ارتفاع نسبة الرفض غير المبرّر لمئات الملفات الأخرى، الأمر الذي يحدّ من قدرة التونسيين على الانتقال إلى دول الاتحاد الأوروبي.

بحسب البيانات الصادرة عن الموقع المتخصص فإن تونس جاءت في المرتبة التاسعة عشرة التي لديها أكبر عدد من طلبات تأشيرة "شنغن" المقدمة خلال سنة 2023


يأتي التضييق الأوروبي على تأشيرات السفر الممنوحة للتونسيين في إطار ضغوط بلدان شمال المتوسط على بلدان المغرب العربي حتى تقبل بترحيل المهاجرين غير النظاميين إليها، بحسب ما يوضح المتحدث باسم المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية.
يقدر رئيس جمعية إرشاد المستهلك، لطفي الرياحي، حجم إنفاق التونسيين على تأشيرات السفر لدول الاتحاد الأوروبي بأكثر من الأرقام المعلنة من قبل موقع شنغن نيوز بـ50%.
وقال الرياحي لـ"العربي الجديد" إن أرقام الموقع تتعلق برسوم التأشيرة المحددة بنحو 80 يورو، في المقابل يهدر طالبو التأشيرات أموالاً طائلة في إعداد الملفات وترجمة وثائق رسمية صادرة عن الدوائر الحكومية التونسية. وتابع: "يجني الاتحاد الأوروبي أرباحاً عالية من رفض التأشيرات بينما يتكبد تونسيون الخسائر لتحقيق حلم الهجرة".

المساهمون