عاشت أسواق الأسهم والعملات، اليوم الثلاثاء، على وقع ثلاثة أحداث هامة. أولها ما أشار إليه استطلاع للرأي من أن تقدم مرشحة اليمين المتطرف للرئاسة الفرنسية، مارين لوبان، سيتسبب في إلحاق الضرر بالعملة الموحدة، وتلميح الفدرالي الأميركي برفع أسعار الفائدة الشهر المقبل، بالإضافة إلى خطاب أمين عام أوبك ، محمد باركيندو، والذي أشار إلى أن المنظمة متمسكة باتفاق خفض الإنتاج. هذه الأحداث، ساهمت في تعزيز موقع الدولار من جهة، وارتفاع الإسترليني إلى أعلى مستوى في شهرين أمام اليورو من جهة ثانية، بالإضافة إلى صعود النفط نحو 2%.
الإسترليني يرتفع
ارتفع الإسترليني نحو واحد بالمائة مقابل اليورو، اليوم الثلاثاء، ليسجل أعلى مستوى في شهرين بعدما تسبب استطلاع رأي أظهر تقدم مرشحة اليمين المتطرف للرئاسة الفرنسية، مارين لوبان، في إلحاق الضرر بالعملة الموحدة.
وارتفع الإسترليني إلى 84.45 بنساً لليورو بزيادة 0.9 بالمائة بعدما أظهر استطلاع الرأي أن تفوق مرشح الوسط إيمانويل ماكرون، ومنافسه المحافظ فرانسوا فيون على لوبان، تقلص إلى 18 و12 نقطة على الترتيب.
ويشير الاستطلاع إلى أن لوبان التي تتبنى اتجاها قوميا معاديا للاتحاد الأوروبي ربما يكون لديها فرصة أكبر لتحقيق مفاجأة، إذا تمكنت من الوصول إلى الجولة الثانية من الانتخابات في مايو / أيار.
وجرى تداول الجنيه الإسترليني دون تغير يذكر أمام الدولار بعد تقلبات كادت في وقت سابق تنزل بالإسترليني عن مستوى 1.24 دولار. وارتفع الإسترليني نحو أربعة بالمائة مقابل اليورو وعملات مثل الين الياباني منذ منتصف يناير/ كانون الثاني، لكنه انخفض انخفاضا مطرداً مقابل الدولار منذ ذلك الوقت.
رفع أسعار الفائدة
من جهة أخرى، ارتفعت العملة الأميركية اليوم الثلاثاء مع تنامي التوقعات برفع أسعار الفائدة في الولايات المتحدة الشهر المقبل، ومن المرجح أن تظل الأسعار تتلقى دعما من حالة الضبابية السياسية والاقتصادية في أوروبا والولايات المتحدة.
وقد هبط الذهب في المعاملات الفورية 0.7 في المائة إلى 1229.60 دولاراً للأونصة، ولكنه يظل مرتفعا أكثر من ستة في المائة منذ بداية العام.
وارتفع الدولار بعد أن لفت مجلس الاحتياطي الاتحادي إلى احتمال رفع أسعار الفائدة الأميركية الشهر المقبل، وهو ما يرفع تكلفة السلع الأولية المقومة بالعملة الأميركية لغير الأميركيين.
خفض الإنتاج
ارتفعت أسعار النفط نحو اثنين بالمائة يوم الثلاثاء مقتربة من أعلى مستوياتها في ثلاثة أسابيع، بعدما قال الأمين العام لأوبك "إن المنظمة متمسكة باتفاق خفض الإنتاج"، مبدياً أمله في درجة أعلى من الالتزام مع توقع انضمام منتجين آخرين إلى الجهود الرامية لكبح تخمة المعروض العالمي.
وأبلغ محمد باركيندو مؤتمرا نفطيا في لندن أن بيانات يناير/ كانون الثاني أظهرت التزام دول المنظمة المشاركة في خفض الإنتاج بنسبة تجاوزت 90 بالمائة، وأن المخزونات ستشهد مزيدا من التراجع هذا العام. وقال: "جميع الدول المشاركة تظل عاقدة العزم على تحقيق مستوى أعلى من الامتثال".
وأضاف باركيندو أن من السابق لأوانه القول إن خفض الإنتاج، الذي يستمر ستة أشهر من أول يناير/ كانون الثاني، سيحتاج إلى التمديد أو الزيادة في اجتماع أوبك القادم في مايو/ أيار.
وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 90 سنتا بما يعادل 1.6 بالمائة إلى 57.08 دولاراً للبرميل.
وزاد الخام الأميركي الخفيف 1.07 دولار أو اثنين بالمائة إلى 54.47 دولاراً للبرميل بعدما صعد إلى 54.68 دولاراً مسجلا أعلى مستوى له منذ الثالث من يناير/ كانون الثاني.
وفي سياق آخر، قال رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، في مؤتمر صحافي ببغداد يوم الثلاثاء، إن العراق بحاجة إلى أن تبلغ أسعار النفط 60 دولارا للبرميل من أجل سد عجز الميزانية العامة.
(العربي الجديد)