كثف الأثرياء الروس من عمليات شراء العقارات في إمارة دبي، هرباً من العقوبات المفروضة على الدائرة المقربة من الرئيس فلاديمير بوتين، على خلفية الحرب على أوكرانيا.
ووفقاً لوكالة "بلومبيرغ"، تبوأ الزبائن الروس المركز الخامس خلال الربع الأول من العام الجاري بين الجنسيات الأكثر شراءً للعقارات في دبي، علماً أنهم كانوا في المركزين السابع خلال العامين الماضيين والتاسع في عام 2019.
وأضافت الوكالة أن رجل الأعمال المعروف رومان أبراموفيتش، الذي يتمتع بعلاقات قوية مع بوتين، من بين هؤلاء الزبائن.
وفرضت الحكومة البريطانية والاتحاد الأوروبي عقوبات على أبراموفيتش الذي يحمل أيضاً الجنسية الإسرائيلية.
يمتلك أبراموفيتش نادي تشيلسي وعدداً من اليخوت الفاخرة والعقارات، وهو أحد المتبرعين بملايين الدولارات لمنظمة "أليعاد" اليهودية المتطرفة المتخصصة في تنفيذ مشاريع لتهويد البلدة القديمة من القدس المحتلة، عبر بناء منازل للمستوطنين اليهود، وفقاً لوسائل إعلام إسرائيلية.
وأشارت صحيفة شبيغل الألمانية، نهاية الشهر الماضي، إلى التسهيلات التي تقدمها المناطق والدول التي توصف بالملاذات الضريبية، ومنها دبي وسنغافورة وجزر الكايمان وغيرها، ودورها في سهولة تحرك الأموال الروسية. فيما أشارت مواقع الطيران المتخصصة إلى قدوم الطائرات النفاثة التابعة لأباطرة الأعمال الروس، بما في ذلك طائرة أبراموفيتش، إلى دبي، على الرغم من عدم معرفة من كان على متنها بالفعل.
وقالت شركة "بيتر هومز"، ومقرها دبي، إن مشتريات الروس قفزت 67 بالمئة على أساس سنوي، وامتنعت عن الكشف عن إجمالي المعاملات.
وقال الرئيس التنفيذي للشركة رايان ماهوني، إن العملاء الروس الأثرياء أو المعروفين بالأوليغارش، يركزون في عمليات الشراء على العقارات المطلة على الشاطئ، وخاصة في جزيرة النخلة جميرا الشهيرة في دبي، التي تُعَدّ موطناً للعقارات التي تقدَّر قيمتها بملايين الدولارات.
وأضاف ماهوني أن الروس كانوا دائماً جزءاً من سوق الإمارات العقارية، على الرغم من أن الزيادة الأخيرة في المشترين بدأت من قاعدة منخفضة.
وبرزت دبي أخيراً كإحدى الوجهات المفضلة لبعض الشركات الدولية، بما في ذلك بنك "غولدمان ساكس" الذي يسعى لنقل موظفيه من روسيا.
وتشهد سوق العقارات في دبي تعافياً بعد 7 سنوات من الركود، وهو القطاع الذي يساهم بنحو ثلث اقتصاد دبي.
وارتفعت مستويات الإشغال في مناطق التملك الحر مع تخفيف قيود فيروس كورونا، لتصل إلى 93٪ في الربع الأول من 79٪ خلال الفترة نفسها من عام 2021.
وبلغ إجمالي المعاملات خلال الأشهر الثلاثة الأولى قرابة 18 ألفاً، بقيمة مبيعات بلغت نحو 43 مليار درهم (11.7 مليار دولار) ، مقارنة بنحو 10 آلاف في الفترة نفسها من العام الماضي.
وشهدت دبي أيضاً مبيعات قياسية للمنازل الخاصة بقيمة 280 مليون درهم خلال الربع الأول، وفقاً لشركة "بيتر هومز".
احتل الأوروبيون، وخاصة البريطانيين، المرتبة الأولى في شراء العقارات في دبي خلال الربع الأول من عام 2022، تلاهم الهنود في المركز الثاني، ثم الإيطاليون، فالكنديون والروس في المركز الخامس، وفقاً لرصد الشركة ذاتها، حيث أكدت أن مبيعات العقارات أعلى بكثير من مستويات ما قبل الجائحة.