الأضحى لم يطو ملف الوسطاء الزراعيين في المغرب

22 يونيو 2024
لا تسلم الخضر والفواكه واللحوم من تدخل الوسطاء /مدينة سلا 23 فبراير 2023 (فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- ارتفاع أسعار الأضاحي والخضر والفواكه في المغرب بسبب تدخل الوسطاء والمضاربون، مما أدى إلى مطالبات بتقليل تأثيرهم على الأسعار خاصة خلال موسم الصيف وعيد الأضحى.
- الأسعار المرتفعة للأضاحي دفعت بعض الأسر للتخلي عن شرائها، مع تأكيدات من وزارة الفلاحة بأن العرض يتجاوز الطلب، ولكن الوسطاء يستغلون الوضع لرفع الأسعار.
- تأكيد على أهمية ضبط السوق وحماية المنتجين والمستهلكين من الوسطاء والمضاربين، مع الإشارة إلى أن بعض الوسطاء يقدمون تمويلًا للمزارعين مقابل الحصول على المنتجات، مما يعقد الوضع.

لم يطو مرور عيد الأضحى صفحة المشاكل التي يتسبب فيها الوسطاء والمضاربون عبر الزيادة في أسعار الأضاحي والخضر والفواكه في المغرب، ما يدفع مراقبين وجمعيات حماية المستهلك إلى المطالبة برفع يدهم عن جيوب المستهلكين، خاصة مع ارتفاع الطلب في الصيف. ولا تسلم الخضر والفواكه واللحوم من تدخل الوسطاء في المغرب، حيث يتمكنون من فرض أسعارهم وتحقيق هوامش أرباح كبيرة على حساب الفلاحين والأسر على حد سواء.

وما زالت الأسر المغربية لم تستسغ الارتفاع القياسي الذي عرفته أسعار الأضاحي. تلك أسعار دفعت بعض الأسر إلى عدم أداء تلك الشعيرة، والاكتفاء بشراء اللحوم رغم غلائها. ووجهت أصابع الاتهام إلى الوسطاء الذين ينخرطون في المضاربة مستغلين حرص أغلب الأسر على شراء الأضحية، حيث ساهموا في زيادة الأسعار بحوالي 30% في بعض الأحيان.

وارتفعت الأسعار في العام الحالي رغم تأكيد وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، على تجاوز العرض للطب. فقد قدر العرض ب7.8 ملايين رأس، بينما لا يتعدى الطلب سنويا 6 ملايين رأس. ويذهب مجلس المنافسة إلى أن السعر الذي يتلقاه مزارع الخضر والفواكه، لا يمثل سوى ما بين 30 و40% من السعر النهائي الذي يدفعه المستهلك في أسواق التجزئة.
ويؤكد بوعزة الخراطي، رئيس الجامعة المغربية لحقوق المستهلك، أن الوسطاء لهم جذور في التاريخ القريب للمغرب، حيث كانت تعتمد عليهم الدولة لشراء العشرات من السلع التي كانت تدعمها. 

ويضيف في تصريح لـ "العربي الجديد" أنه بعد تحرير سوق العديد من السلع، بقي العديد من الوسطاء الذين كان يفترض أن يتراجع حضورهم في السوق، غير أنهم واصلوا ممارسة ذلك النشاط، حيث يشترون السلع من المنتجين ويطرحونها في السوق بأسعار مرتفعة. ويذهب إلى أن عدم التدخل من أجل محاصرة نشاط أولئك الوسطاء بعد تحرير الأسعار، شجع آخرين على الانضمام إليهم من أجل تحقيق أرباح تضر بالمنتجين والمستهلكين.

ويرى أن هناك من الوسطاء من دأبوا على توفير التمويل للمربين والمزارعين في مرحلة الإنتاج، مقابل التزام بالحصول على المنتج النهائي، معتبرا أن لجوء مزارعين للتمويل الذي يتيحه الوسطاء ناجم عن صعوبة الحصول على التمويل المصرفي. ويؤكد أن حماية المنتجين والمستهلكين من الوسطاء والمضاربين، تقتضي ضبط السوق كما حدث بالنسبة للوسطاء في سوق الأسماك، حيث يمنع من ليس مهنيا معترفا به من دخول السوق.
 

المساهمون