أجرى رئيس النظام السوري، بشار الأسد، اتصالًا هاتفيًا مع الرئيس الصيني، شي جين بينغ، وذلك في إطار محاولات النظام توسيع خياراته السياسية والاقتصادية. ويتزايد التردي الاقتصادي الذي تعيشه مناطق سيطرة نظام الأسد الذي يسعى أيضا لاستعادة السيطرة على حقول النفط في شرق البلاد التي تسيطر عليها "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) المدعومة من الولايات المتحدة.
وذكرت وكالة أنباء "سانا" التابعة للنظام أن الأسد أكد خلال الاتصال مع الرئيس الصيني، أمس، أهمية تطوير العلاقة بين المؤسسات الحكومية في البلدين، وخاصةً مع "تحسن الوضع الأمني في أغلب المناطق" وفق الوكالة.
كما تحدث عن ضرورة الانضمام لـ"مبادرة طريق الحرير"، معتبرًا أنها تشكل "طريقًا للاقتصاد والتنمية، وأسلوبًا جديدًا في تعامل الدول مع بعضها من أجل ربط المصير المشترك للشعوب وللبشرية".
وتهدف مبادرة "الحزام والطريق" الصينية إلى ربط الصين بالعالم، عبر استثمار مليارات الدولارات في البنى التحتية على طول طريق الحرير القديم الذي يربطها بالقارة الأوروبية، ليكون أكبر مشروع بنية تحتية في تاريخ البشرية.
من جانبه، اعتبر الرئيس الصيني، وفق الوكالة، أن الصداقة بين الصين وسورية "متجذرة في أعماق التاريخ، وأن سورية من أوائل الدول العربية التي أقامت علاقات دبلوماسية مع الصين".
وفي مطلع يونيو/ حزيران الماضي، أرسل الرئيس الصيني برقية تهنئة إلى الأسد، بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية، ذكر فيها أن بلاده تعتزم رفع مستوى التعاون بين الجانبين إلى مستوى جديد.
ويرى مراقبون أن الصين تحاول من خلال دعم النظام السوري الوصول إلى أسواق المنطقة وشواطئ البحر المتوسط بالعموم، بهدف ترسيخ مشروعها الاقتصادي بترويج المنتج الصيني وإيصاله إلى العالم.
إلى ذلك، أبدى حزب "الاتحاد الديمقراطي" الكردي استعداده لتسليم حقول النفط في مناطق سيطرة "الإدارة الذاتية" شمال شرقي سورية إلى النظام السوري، بشرط أن يكون ملف النفط والثروات الموجودة في المنطقة جزءًا مما وصفه بـ"عملية الحوار النهائية" مع النظام.
وقال عضو الهيئة الرئاسية للحزب آلدار خليل، خلال لقاء بثه تلفزيون "روسيا اليوم" إن الخيرات والثروات الموجودة في شمال شرقي سورية ليست فقط لهذه المنطقة، وإن حزبه لا يريد احتكار الثروات، ويعتبرها ثروات وطنية لجميع السوريين.
لكنه رأى أن الاتفاق حول حقول النفط يجب أن يكون جزءًا من التفاوض في عملية الحوار النهائية، مضيفًا أن مناقشة التفاصيل حول هذه الموارد الموجودة في هذه المنطقة مرهونة بقابلية المفاوضات مع النظام السوري.