رغم انخفاض أسعار الخام والمشتقات النفطية عالمياً، إلا أن الحكومة الأردنية، حسب تأكيدات رسمية، سترفع أسعار المحروقات نهاية الشهر الجاري، وفقاً للخطة التي أعلنتها سابقاً، والمتضمنة زيادة الأسعار بواقع أربع مرات متتالية لتعزيز إيرادات الخزينة.
وفيما طالب أعضاء في مجلس النواب ومختصون في قطاع الطاقة والنفط الحكومة بتخفيض أسعار المشتقات النفطية للشهر المقبل، استجابة لانخفاض الأسعار عالمياً على السوق المحلي، إلا أن خبراء يستبعدون اتخاذ الحكومة قراراً كهذا، بل ستُخالَف التطورات التي جرت على الأسعار عالمياً، وذلك بزيادة أسعار المحروقات.
وبلغت أسعار المشتقات النفطية مستويات قياسية غير مسبوقة في الأردن، وخاصة مادتي البنزين والسولار، بسبب الزيادة التي طرأت على الأسعار عدة مرات هذا العام، إضافة إلى الضريبة المفروضة عليها.
وطالب عضو مجلس النواب النائب موسى هنطش الحكومة بالتراجع عن توجهها لرفع أسعار المشتقات النفطية للشهر المقبل بموجب المراجعة التي تجريها نهاية كل شهر، وذلك نتيجة للانخفاض الكبير الذي طرأ على أسعار النفط الخام، ولم يعد مبرراً لزيادة الأسعار.
وقال لـ"العربي الجديد" إن أسعار المحروقات رتبت أعباءً مالية كبيرة على المواطنين إذ زاد الإنفاق على هذا البند المكون الأساسي لسلة المستهلك على حساب المجالات الأخرى، وخاصة الحاجات الأساسية.
وأضاف أن الفاتورة النفطية ستنخفض أيضاً خلال الأشهر المقبلة، بعدما شهدت ارتفاعاً منذ بداية العام الحالي، وسط توقعات بأن تواصل أسعار النفط الخام تراجعها خلال الفترة الباقية من 2022.
وأشار إلى ارتفاع العبء الضريبي على المشتقات النفطية، وبعضها تتجاوز الضريبة قيمة المنتج بكثير، وخاصة بعد تثبيت نسبة الضريبة على المحروقات منذ عدة سنوات.
وتقدر وزارة الطاقة والثروة المعدنية عوائد المحروقات بأكثر من 1.4 مليار دولار سنوياً. وكانت الحكومة قد رفعت الدعم عن المشتقات النفطية منذ عام 2012، وفرضت ضريبة بمقدار 57 قرشاً على كل ليتر بنزين 95 أوكتان و37 قرشاً على بنزين 90 أوكتان و16 قرشاً على الكاز والسولار.
وقال الخبير النفطي عامر الشوبكي إن أسعار النفط انخفضت عالمياً بحدود الـ 20% خلال نحو شهر وأسعار البنزين عالمياً بحدود الـ 8%، وبالتالي يجب خفض أسعار المشتقات النفطية محلياً.
وتوقع ارتفاع أسعار المشتقات النفطية محلياً الشهر المقبل بنسبة مماثلة للارتفاع الذي طرأ الشهر الحالي.
ورفعت الحكومة الأردنية أسعار المشتقات النفطية لشهر يوليو/ تموز الحالي بنسب تزيد على 4% لمادتي السولار (الديزل) والكاز و3% للبنزين فئة 90 أوكتان وحوالى 5% للبنزين 95 أوكتان.
وتعتبر أسعار المشتقات النفطية في الأردن الأعلى عربياً بسبب الضريبة المفروضة عليها والإضافات المتعلقة بكلف النقل وتكرير النفط الخام من خلال مصفاة البترول الأردنية الوحيدة في البلاد.
تابع آخر أخبار العربي الجديد عبر Google News
