اقتصاد تونس المنهك بالديون يتوسّم خيراً بموسم سياحي واعد

16 يونيو 2023
تونس تتوقع أن يزورها نحو 8.5 ملايين سائح هذا العام (أسوشييتد برس)
+ الخط -

فيما تشتد حاجتها إلى تحريك اقتصادها المثقل بالديون وتأمين العملة الصعبة لاحتياطيها المتآكل، تستعد تونس لموسم سياحي قوي مع عودة الوافدين بأعداد كبيرة آملة في إنقاذ اقتصادها الغارق في أزمة باتت تهدّد بالإفلاس المالية العامة للدولة.

وتشكل صناعة السياحة الحيوية حوالي 7% من الناتج المحلي الإجمالي لتونس، لكن أعداد الزائرين تراجعت بشدة خلال جائحة كورونا، وهو ما زاد من الضغط على الاقتصاد الذي كان بالفعل يتخبط في أزمات.

وقال المدير المركزي للترويج في الديوان الوطني للسياحة لطفي ماني، لـ"رويترز"، إن السلطات تتوقع نحو 8.5 ملايين سائح هذا العام، أي حوالي 90% من 9.4 ملايين زاروا البلاد في 2019، قبل الوباء، وقفزة كبيرة من 6.4 ملايين العام الماضي.

وأضاف أن "المؤشرات تدل على موسم جيد مع زيادة في عدد الحجوزات"، فيما بلغت إيرادات السياحة منذ بداية العام نحو 1.7 مليار دينار (550 مليون دولار)، بزيادة 57% عن الفترة نفسها من العام الماضي. (الدولار = 3.0855 دنانير).

اقتصاد عربي
التحديثات الحية

وحتى موسم السياحة القوي لن يساهم إلا قليلا في التخفيف من الفجوة الهائلة في المالية العامة التونسية، والتي أدت إلى نقص بعض السلع الغذائية والأدوية.

وانخفضت احتياطيات العملات الأجنبية إلى ما يغطي 91 يوما من الواردات من 123 يوما قبل عام، وصنفت وكالة التصنيف الائتماني فيتش الديون السيادية التونسية على أنها عالية المخاطر، وهو ما يشير إلى مخاوف السوق من احتمال تخلف تونس عن سداد القروض الأجنبية.

بلغت إيرادات السياحة منذ بداية العام نحو 1.7 مليار دينار (550 مليون دولار) بزيادة 57%

ويبذل المانحون جهدا في الآونة الأخيرة لإقناع الرئيس قيس سعيد بالموافقة على شروط صندوق النقد الدولي بشأن خطة إنقاذ، لكن ليس من الواضح ما إذا كان يمكن التوصل إلى أي اتفاق قريبا.

ورغم التراث التاريخي الكبير الذي ورثته تونس من الحضارات القديمة والقبائل البربرية والتاريخ الإسلامي، تركز السياحة في الغالب على المنتجعات الشاطئية والسفن السياحية المتجولة.

السائحة البولندية آنا جلان قالت في ضاحية سيدي بوسعيد: "أستمتع حقا بهذا المكان، إنه مكان جميل جدا.. أعتقد حقا أنه الخيار الأفضل لقضاء عطلة".

وبالنسبة للعديد من المحال التي تخدم السياح في سيدي بوسعيد، تمثل عودة السياح أخبارا طيبة، حتى لو كانت التوقعات الاقتصادية عموما قاتمة بشكل متزايد.

أما توفيق الحقيل وبينما كان يقلي فطائر البمبلوني الشهيرة في سيدي بوسعيد، قال: "ننتظر بفارغ الصبر موسما سياحيا جيدا ونحن متفائلون جدا لأن المؤشرات إيجابية. السفن السياحية قادمة ويبدو أيضا أن الحجوزات كبيرة".

(رويترز)

المساهمون