ما إن أعلن رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري اعتذاره عن عدم تشكيل الحكومة اللبنانية، بعد لقائه رئيس الجمهورية ميشال عون في قصر بعبدا، عصر اليوم الخميس، حتى قفز سعر صرف الدولار في السوق السوداء إلى أكثر من 20 ألف ليرة للمرة الأولى في تاريخه، مسجلاً 22 ألفاً، فيما تذهب التوقعات إلى انهيار أسوأ، مع أن سعره نزل قليلا إلى 21600 ليرة عند الساعة 6:15 بالتوقيت المحلي لمدينة بيروت، وهبط بعد ذلك بقليل إلى 21 ألفاً.
فبعد مرحلة امتدت لنحو 9 أشهر، تخللتها محاولات عديدة أخفقت في نهاية المطاف في تشكيل حكومة جديدة، وسط ضغوط داخلية وخارجية هائلة، أعلن الحريري اعتذاره عن عدم التأليف.
وقال الحريري بعد لقائه عون: "هناك تعديلات يطلبها الرئيس واعتبرتها جوهرية في التشكيلة التي قدمتها. وتناقشنا في الأمور التي لها علاقة بالثقة، والواضح أن لا شيء تغير، ويبدو أننا لا نتفق مع الرئيس. واقترحت مزيدا من الوقت، لكن الرئيس رأى أن لا مجال للاتفاق، فقدمت اعتذاري عن عدم التشكيل، والله يعين البلد".
وإثر اعتذار الحريري بنحو ساعة، والدولار متداول في تطبيقات السوق السوداء بهامش بين 19900 ليرة حدا أدنى للشراء، و20000 ليرة حدا أقصى للمبيع، علما أنه في الحركة التجارية بالأسواق يتخطى هذا الهامش عمليا، وفقا لتأكيد التاجر حسين علّوه لـ"العربي الجديد"، فيما تذهب التوقعات إلى ارتفاع دراماتيكي للدولار خلال الأيام المقبلة.