نقلت صحيفة "إزفيستيا" الروسية في عددها الصادر اليوم الأربعاء، عن مصادر دبلوماسية مطلعة، قولها إن "صفقة الحبوب" لن يتم تمديدها نظرا لعدم الوفاء بشروط روسيا، وسط رضا موسكو عن نقل المنتجات الزراعية الأوكرانية عبر المياه الإقليمية البلغارية والرومانية.
وأوضحت المصادر أن روسيا لا ترى آفاقا لاستئناف "صفقة الحبوب" التي انسحبت منها في يوليو/تموز الماضي، ولذلك لم تعد الأطراف تبحث عن سبل للعودة إلى الاتفاق.
وقال أحد المصادر: "صفقة الحبوب لن يتم تمديدها. لا ولن يتم، على ما يبدو، الوفاء بشروط روسيا. يتحدث ممثلو الأمم المتحدة من جميع المنابر عن جهودهم لتحقيق المطالب الروسية في إطار الاتفاق. إلا أن كل ذلك يبقى فعليا كلاما. وموسكو راضية إلى حد كبير عن المسار البديل الذي تنقل عبره الحبوب الأوكرانية الآن".
ومن اللافت أن المسار البديل الذي تنقل الحبوب الأوكرانية عبره حاليا، لا يقتضي مرورا عبر المياه الإقليمية للبحر الأسود، بل يمر عبر حوضي بلغاريا ورومانيا، وهما عضوان في حلف الناتو.
وفي تلك الأثناء، تواصل كييف المطالبة بفتح المسارات البرية للتصدير عبر أوروبا الشرقية، إذ لفت مصدر آخر إلى أن أغلبية بلدان الاتحاد الأوروبي تواصل عرقلة هذه الإمدادات، لأنه "من المهم للمجر وسلوفاكيا وبولندا مراعاة مصالحها الوطنية".
وأضاف المصدر ذاته: "تحملوا طويلا التسهيلات والتنازلات من أجل أوكرانيا. إلا أن الصبر نفد عند بدء تظاهرات المزارعين للمطالبة بعدم إغراق الأسواق المحلية بالحبوب الأوكرانية الذي يؤثر على الأسعار. هذا دليل آخر على أن الحبوب لم تكن تذهب إلى المقصد الصحيح".
وكانت مبادرة البحر الأسود المعروفة إعلاميا بـ"صفقة الحبوب" والتي وقّعها ممثلون عن روسيا وتركيا وأوكرانيا والأمم المتحدة في 22 يوليو/تموز 2022، تقتضي إخراج الحبوب والمنتجات الغذائية الأوكرانية عبر البحر الأسود من ثلاثة موانئ، بما فيها ميناء أوديسا.
والجزء الثاني من الاتفاق هو مذكرة بين روسيا والأمم المتحدة تقتضي فك الحصار عن الصادرات الروسية من المنتجات الغذائية والأسمدة، وإعادة توصيل مصرف "روس سلخوز بنك" الزراعي الروسي بمنظومة "سويفت" العالمية للتحويلات المالية، واستئناف إمدادات المعدات الزراعية وقطع الغيار والصيانة، وإعادة تشغيل خط الأمونيا "تولياتي - أوديسا"، وغيرها من الإجراءات التي لم يتم الوفاء بها خلال فترة سريان الصفقة، مما دفع روسيا إلى الانسحاب منها في نهاية الأمر.
وفي بداية سبتمبر/أيلول الجاري، لم تسفر قمة الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين، والتركي رجب طيب أردوغان، في منتجع سوتشي جنوب روسيا، عن انفراجة في ملف إعادة إحياء "صفقة الحبوب".