ارتفاع أسعار اليورانيوم بعد توجّه واشنطن لحظر اليورانيوم الروسي

01 مايو 2024
منشأة طاقة نووية بولاية كاليفورنيا، 26 يونيو 2023 (برايان فاندر بروغ/(Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- الإدارة الأمريكية تفكر في حظر واردات اليورانيوم الروسي لتقليل اعتمادها على روسيا، التي تزود العالم بربع اليورانيوم المخصب، مما قد يرفع تكاليف الوقود النووي بنسبة 13%.
- الطلب العالمي على اليورانيوم في ازدياد، مع توقعات بضرورة مضاعفة متطلبات المفاعلات النووية بحلول عام 2040، مما يشير إلى نمو مستقبلي قوي في السوق.
- الولايات المتحدة تسعى لزيادة قدرتها الإنتاجية لليورانيوم من خلال تشجيع الإنتاج المحلي في ولايات مثل أريزونا ويوتا وتكساس ووايومنغ، في محاولة لتعزيز استقلالها الطاقي.

ارتفعت أسعار اليورانيوم أو ما يطلق عليه في الأسواق العالمية "الكعكة الصفراء" اليوم الأربعاء بنحو 1.15% إلى 87.25 دولارا، بعدما قالت تقارير إن الإدارة الأميركية تدرس حظر واردات اليورانيوم الروسي. ويتم التعامل في اليورانيوم عبر صفقات السوق المستقبلية ولا يتم تداوله بشكل مباشر في الأسواق المالية مثل المعادن الأخرى.

وترى نشرة "أويل برايس" في تقرير اليوم الأربعاء، أنه في حال صدور قانون بحظر أميركا لواردات اليورانيوم الروسي، فإن ذلك سيرفع أسعار رطل اليورانيوم بنحو 13%. وكانت مصادر مطلعة قد قالت لوكالة بلومبيرغ يوم الثلاثاء، إن إدارة بايدن تدرس حظر واردات اليورانيوم الروسي المخصب باستخدام السلطة التنفيذية في إطار جهود الكونغرس لخفض هيمنة روسيا على وقود المفاعلات النووية العالمية. 

وقالت المصادر، إن مسؤولين من مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض ووزارة الطاقة، أجروا محادثات بشأن الحد من واردات اليورانيوم الروسي، بما في ذلك فرض حظر مماثل للتشريع الذي أقره مجلس النواب بسهولة العام الماضي. ووفقاً لإدارة معلومات الطاقة، زودت روسيا العالم بنحو 25% من إجمالي اليورانيوم المخصب المستخدم في أكثر من 90 مفاعلاً تجارياً بدول العالم.

وتشير تقديرات مكتب الميزانية غير الحزبي في الكونغرس الأميركي إلى أن فرض حظر على واردات اليورانيوم الروسي قد يؤدي إلى ارتفاع تكاليف الوقود النووي في الولايات المتحدة بنسبة لا تقل عن 13%، إن لم يكن أكثر. من جانبه، قال تقرير في نشرة "بيزنس إنسايدر": "في الوقت نفسه، إن استبدال الإمدادات الروسية سيشكل تحديًا ومن شأنه أن يرفع تكاليف اليورانيوم المخصب للولايات المتحدة بما يصل إلى 20%".

وكان الرئيس الأميركي جو بايدن بعد وقت قصير من غزو روسيا لأوكرانيا، وتحديداً في مارس/آذار العام 2022، وقع أمرًا تنفيذيًا يحظر استيراد النفط الروسي والغاز الطبيعي والفحم الروسي إلى الولايات المتحدة، لكنه تجاهل حظر الوقود النووي. والسر في ذلك ببساطة يعود إلى أن الولايات المتحدة وحلفاءها يعتمدون بشكل كبير على استيراد اليورانيوم والوقود النووي الروسي. ووفقًا للرابطة النووية العالمية، تمتلك روسيا وحدها 48 مليون وحدة تخصيب مقابل 33 مليون وحدة للعالم من بين 81 مليون وحدة تخصيب في العالم. ويقول التقرير الصادر عن الرابطة، إن حظر صادرات روسيا من التخصيب النووي سيقود إلى فجوة في الطلب العالمي على الوقود النووي تقدر بنحو 30%.
وكانت الكتلة الأوروبية قد ناقشت إصدار قرار بحظر واردات الوقود النووي الروسي، ولكن القرار وجد معارضة كبيرة من دول أوروبا الشرقية التي تعتمد على شركة "روساتوم" الروسية في إدارة معظم مفاعلاتها النووية، وكذلك وجد معارضة من فرنسا التي تستخدم بكثافة المفاعلات النووية لتوليد الكهرباء وتعتمد في ذلك على الوقود النووي الروسي.

واستمر الطلب على اليورانيوم في التوسع عام 2023، ومن المتوقع أن يحقق نموًا كبيرًا في السنوات المقبلة. وتتوقع الرابطة النووية العالمية (WNA) طلبًا قويًا على اليورانيوم الصالح للاستخدام في المفاعلات، حيث من المتوقع أن تتضاعف متطلبات المفاعلات النووية في توليد الطاقة بحلول عام 2040، مقارنة بمستويات عام 2023.
وشهد عام 2023 انتعاشًا ملحوظًا لليورانيوم، حيث أغلقت أسعار العام الماضي 2023 فوق 90 دولارًا أميركيًا. بينما يتطلع المستثمرون إلى العام الجاري 2024.
ووفق تقرير بوكالة ستاندرد آند بورز، ارتفع السعر الفوري لليورانيوم عام 2023 للرطل الواحد ليتجاوز 90 دولارًا بحلول نهاية العام. وكان التوليد النووي للطاقة قد واجه تحديات في أعقاب حادثة فوكوشيما النووية في العام 2011، لكن التحول نحو الطاقة الخضراء لخفض التسخين الحراري دفع الدول للعودة إلى الطاقة النووية في سد النقص في الكهرباء. 
وكانت الكتلة الأوروبية قد ناقشت في العام الماضي إصدار قرار بحظر واردات الوقود النووي الروسي لكن القرار وجد معارضة كبيرة من دول أوروبا الشرقية التي تعتمد على شركة "روساتوم" الروسية في إدارة معظم مفاعلاتها النووية، وكذلك وجد معارضة من فرنسا التي تستخدم بكثافة المفاعلات النووية لتوليد الكهرباء وتعتمد في ذلك على الوقود النووي الروسي. ووفق وكالة "ستاندرد آند بورز" بدأت الولايات المتحدة منذ مدة التجهيز لرفع نسبة التخصيب. حيث بدأت شركات Energy Fuels وenCore وUr-Energy الإنتاج في منشآت بأريزونا ويوتا وتكساس ووايومنغ.

ومن المتوقع أن تنتج الشركات الأميركية، مجتمعة نحو 2.2 مليون رطل من اليورانيوم المخصب من نوعية "U3O8" خلال العام الجاري 2024. وقد أنتجت مناجم اليورانيوم الأميركية إجمالي 194000 رطل من يورانيوم "U3O8" في العام 2022، وفقًا لوكالة الطاقة الذرية الأميركية.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة سبروت لإدارة الأصول، جون سيامباليا، في 3 كانون الثاني/يناير، في تقرير أصدرته الشركة: "إذا أردنا توسيع قدرتنا النووية... فسنحتاج إلى إنتاج كمية هائلة من اليورانيوم". وتدير الشركة الصندوق المعروف باسم SPUT، وهو صندوق للتداول العام يحتفظ باليورانيوم، ويسعى إلى أن يكون وسيلة للمستثمرين للتعرف على هذه المادة. وذلك وفقاً لوكالة "ستاندرد آند بورز". 

المساهمون