ارتفاع أسعار الغذاء العالمية بعد إنهاء روسيا اتفاق الحبوب وتقييد الهند صادرات الأرز

04 اغسطس 2023
اتفاق الحبوب ساهم في استقرار أسعار الغذاء العام الماضي (Getty)
+ الخط -

ارتفعت الأسعار العالمية للسلع الغذائية، مثل الأرز والزيت النباتي، للمرة الأولى منذ أشهر، بعد انسحاب روسيا من اتفاق يسمح لأوكرانيا بشحن الحبوب إلى العالم، وتقييد الهند بعض صادراتها من الأرز، وفقا لما أعلنت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) الجمعة.

وارتفع مؤشر الفاو لأسعار الغذاء، الذي يتتبع التغيرات الشهرية في الأسعار الدولية للسلع الغذائية المتداولة بشكل شائع، بنسبة 1.3% في يوليو/تموز مقارنة بشهر يونيو/حزيران، مدفوعا بارتفاع تكاليف الأرز والزيت النباتي.

وكان هذا أول ارتفاع منذ إبريل/ نيسان، عندما أدى ارتفاع أسعار السكر إلى ارتفاع طفيف في المؤشر لأول مرة في عام.

وكانت أسعار السلع الأساسية في انخفاض منذ أن بلغت مستويات قياسية العام الماضي في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا، حيث أدى تعطل الإمدادات من البلدين إلى تفاقم أزمة الغذاء العالمية لأنهما من الموردين الرئيسيين للقمح والشعير وزيت عباد الشمس ومنتجات غذائية أخرى بأسعار معقولة، لا سيما لدول في أجزاء من أفريقيا والشرق الأوسط وآسيا، حيث يعاني الملايين من الجوع.

وخفف الاتفاق، على مدار عام كامل، الحصار البحري الروسي لأوكرانيا في البحر الأسود، وأنشأ ممراً بحرياً إنسانياً شهد مرور أكثر من ألف سفينة تحمل ما يقرب من 33 مليون طن متري من القمح الأوكراني والشعير والذرة ودقيق عباد الشمس.

ولا يزال العالم يتعافى من صدمات الأسعار تلك، التي أدت إلى زيادة التضخم والفقر وانعدام الأمن الغذائي في الدول النامية التي تعتمد على الواردات.

الآن، هناك مخاطر جديدة بعد أن خرجت روسيا في منتصف يوليو/تموز من اتفاق توسطت فيه الأمم المتحدة وتركيا يوفر الحماية للسفن التي تحمل المنتجات الزراعية الأوكرانية عبر البحر الأسود. إلى جانب الهجمات الروسية على الموانئ الأوكرانية والبنية التحتية للحبوب، كانت أسعار القمح والذرة متقلبة في الأسواق العالمية.

وقالت موسكو إنها بعد عام واحد فقط من تطبيق الاتفاق، شعرت بالإحباط بسبب عدم استفادتها من العمل به، مشيرة إلى أن أوكرانيا كانت المستفيد الوحيد.

واشتد قصف المنشآت الزراعية الأوكرانية بعدما انسحبت روسيا من الاتفاق. وقال مكتب المدعي العام في بيان: "منذ بدء الغزو الشامل، شنّت القوات الروسية أكثر من 100 هجوم على البنية التحتية للحبوب والموانئ في أوكرانيا".

وقال ماكسيمو توريرو، كبير الاقتصاديين في الفاو، إن أسعار القمح العالمية ارتفعت 1.6% في يوليو/تموز مقارنة بشهر يونيو/حزيران، وهي أول زيادة في تسعة أشهر.

الأمر الأكثر إثارة للقلق هو الحظر التجاري الهندي على بعض أنواع الأرز الأبيض غير البسمتي، ما أدى إلى تخزينه في بعض أنحاء العالم. وجاءت القيود التي فرضت أواخر الشهر الماضي في الوقت الذي تسببت فيه ظاهرة النينيو في وقت أبكر من المتوقع في حدوث طقس أكثر جفافا ودفئا في بعض أجزاء آسيا، ومن المتوقع أن يضر بإنتاج الأرز.

وقالت الفاو إن أسعار الأرز ارتفعت بنسبة 2.8% في يوليو/تموز عن الشهر السابق و19.7% هذا العام، لتصل إلى أعلى مستوى لها منذ سبتمبر/أيلول 2011.

وقالت المنظمة في بيان إن ارتفاع تكلفة الأرز "يثير مخاوف كبيرة تتعلق بالأمن الغذائي لقطاع كبير من سكان العالم، خاصة أولئك الأكثر فقرا، والذين يخصصون حصة أكبر من دخولهم لشراء الطعام".

وقال توريرو للصحافيين إنه سيكون تحديا خاصا لأفريقيا جنوب الصحراء لأنها مستورد رئيسي للأرز.

والأكثر حدة كانت القفزة في أسعار الزيوت النباتية، كما تتبعتها منظمة الأغذية والزراعة، حيث ارتفعت بنسبة 12.1% الشهر الماضي مقارنة بشهر يونيو/حزيران بعد انخفاضها لمدة سبعة أشهر متتالية. وأشارت المنظمة إلى زيادة بنسبة 15% في أسعار زيت عباد الشمس بعد "تجدد الشكوك" بشأن الإمدادات بعد انتهاء صفقة الحبوب.

(أسوشييتد برس، العربي الجديد)

المساهمون