ارتفاع أسعار الدواجن بنسبة 75% خلال شهر في سورية

06 سبتمبر 2022
تربية الدواجن باتت مهنة خاسرة في ظل الأوضاع الحالية (فرانس برس)
+ الخط -

ارتفعت أسعار الدواجن في سورية إلى نحو 14 ألف ليرة (3 دولارات تقريبا)، من نحو 8 آلاف ليرة للكيلوغرام وبنسبة ارتفاع بلغت نحو 75%، بينما وصل سعر كيلوغرام شرحات الدجاج إلى نحو 27 ألف ليرة سورية. 
ويُجمل مربي الدواجن السابق مصطفى موحّد أسباب ارتفاع الأسعار إلى غلاء أسعار الصيصان والأعلاف والمشتقات النفطية، إضافة إلى نفوق نحو 40% من القطعان بسبب الحر وقطع الكهرباء لمدة تصل إلى 22 ساعة يوميا، خلال الشهر الماضي.

وأضاف موحّد متحدثا لـ"العربي الجديد"، أن سماح حكومة بشار الأسد بتصدير الأغنام الشهر الماضي، أدى لزيادة  الطلب على اللحوم البيضاء في ظل قلة المعروض.
واعتبر موحد أن تربية الدواجن باتت مهنة خاسرة لأن الحكومة وبعد إيقاف كل طرق الدعم تضغط على المزارعين عبر رفع أسعار الأعلاف والمشتقات النفطية وشح الأدوية البيطرية.

واكتفى مدير عام المؤسسة العامة للدواجن (حكومية) سامي أبو الدان بالقول: إن موجة الحر أدت الى نفوق قطعان الدجاج، مضيفاً خلال تصريحه لجريدة الحزب الحاكم بسورية "البعث"، أن نسبة النفوق تراوحت بين 30 و40% وأن المربين قاموا بتنسيق أجزاء كبيرة من قطعانهم المنتجة (الدجاج البياض) لتجنب الخسائر، ولتأمين سعر العلف. 

مهنة مجازفة 

وترى المهندسة الزراعية بتول أحمد أن تربية الدواجن باتت "مهنة مجازفة" بسبب نفوق القطعان وسط تكاليف مرتفعة سواء للتدفئة في الشتاء أو التهوية خلال الصيف، في ظل الاعتماد على مصادر بديلة لانقطاع الكهرباء.
وأضافت في تصريحات لـ"العربي الجديد"، أنه يضاف إلى ذلك ارتفاع أسعار الأعلاف والأدوية البيطرية بسبب تداعيات الحرب الروسية على أوكرانيا.

وأشارت إلى أن المواطن السوري بات يعاني هو الآخر بسبب ارتفاع الأسعار حيث ارتفع سعر طبق البيض إلى 17 ألف ليرة من 9 آلاف ليرة قبل أشهر قليلة.
وتساءلت أحمد عن عائدات تصدير الأغنام التي وعد بتوظيفها رئيس حكومة الأسد حسين عرنوس خلال السماح بتصدير الأغنام الشهر الماضي.

وفرضت حكومة الأسد على التجار إعادة 300 دولار عن كل رأس مصدر مقابل استلام المقابل بالليرة السورية بدعوى "دعم القطاع الزراعي، بشقيه النباتي والحيواني".
وتتوقع المهندسة السورية استمرار عزوف المربين، بسبب الخسائر المستمرة، الأمر الذي سيزيد من تهديم هذه الصناعة التي وصلت صادراتها قبل الثورة عام 2011 إلى 15 مليار ليرة سورية (300 مليون دولار بأسعار الصرف حينئذ)، جراء إنتاج 180 ألف طن من لحم الفروج ونحو 3 مليارات بيضة مائدة. 

تراجع حاد بالإنتاج 

وبحسب مصادر خاصة، فإن المؤسسة العامة للدواجن بسورية تلجأ إلى القطاع الخاص أو الاستيراد للإيفاء بعقودها مع "إدارة التعيينات التابعة لوزارة الدفاع" بعد أن كان إنتاجها يفيض عن عقود إطعام الجيش ويحقق التوازن بالسوق.

وتضم المؤسسة الحكومية 11 منشأة فيها 20 خطاً إنتاجيا، منها 10 خطوط لإنتاج بيض المائدة و5 خطوط لإنتاج الفروج و3 خطوط لإنتاج صوص الفروج، وخطان لإنتاج صوص البياض.
كما تراجع عدد المربين بالقطاع الخاص، بحسب المصادر، من نحو 12 ألف مزرعة مرخصة ومثلها غير مرخصة، إلى أقل من 10 آلاف مزرعة تتكبد الخسائر اليوم، بعد ارتفاع أسعار مستلزمات الإنتاج وتراجع قدرة السوريين الشرائية.

وتزيد ارتفاعات أسعار اللحوم من حرمان السوريين الذين لا يزيد دخلهم الشهري عن 100 ألف ليرة، في حين وصلت تكاليف الطعام فقط إلى أكثر من مليوني ليرة بحسب مركز "قاسيون" للدراسات بالعاصمة السورية دمشق.

(الدولار = 4430 ليرة سورية)

المساهمون