شهد النفط فترة متقلبة هذا الأسبوع بعد الصدمة الأولية التي أحدثتها عملية "طوفان الأقصى"، حيث يسعى التجار إلى توقع التداعيات على أسعار النفط، في ظل مخاوف من توسّع إلى جبهات أخرى في المنطقة، ما يعرض تدفقات النفط الخام للخطر، وفقا لوكالة "بلومبيرغ".
وأعلنت الوكالة الدولية للطاقة الخميس أن الحرب "لم تكن لها وطأة مباشرة على إمدادات النفط"، مؤكدة أن "احتمال" تأثيرها على صادرات النفط يبقى "محدودا حاليا".
وكتبت الوكالة، في تقريرها الشهري: "لم تسجل أي وطأة مباشرة على العرض الفعلي (بالنفط)، وستبقى الأسواق متأهبة في ظل تطور الأزمة"، مؤكدة "استعدادها للتصرف عند الضرورة لضمان إمدادات كافية للأسواق".
وقال نوربرت روكر، المحلل في جوليوس باير، لـ"بلومبيرغ": "يبدو أن الصراع يتطور وفقاً لقواعد اللعبة الجيوسياسية المعتادة. الصدمة ترفع الأسعار مؤقتا حتى تنحسر حالة عدم اليقين مرة أخرى، وتعود سوق النفط إلى حالتها السابقة".
وفي السياق ذاته، أعادت السعودية وروسيا التأكيد على تعاونهما الوثيق في سوق النفط من خلال عرض عام للوحدة في حدث صناعي كبير في موسكو.
وفي حديثهم خلال مقابلة مشتركة مع تلفزيون "روسيا 24" الحكومي، بعد أيام قليلة من اندلاع "طوفان الأقصى"، أدى ارتفاع أسعار النفط الخام، قال كبار مسؤولي الطاقة من قادة أوبك+ إن عدم اليقين في السوق يتطلب مراقبة دقيقة.
وقال وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان: "لا يمكن ترك هذا السوق دون مراقبة، نحن بحاجة إلى اتخاذ جميع الإجراءات الاحترازية. لا يمكننا أن نترك الأمر للصدفة، نحن بحاجة إلى التصرف بشكل استباقي، خاصة بالنظر إلى التحديات متعددة الأوجه".
وتحدث نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك عن "حالة حساسة وهشة إلى حد ما" في سوق النفط العالمية، و"لكنها متوازنة، بفضل التعاون داخل أوبك +".
ويقوم البلدان حالياً بإجراء تخفيضات إضافية في الإمدادات، علاوة على تلك التي اتفقت عليها منظمة البلدان المصدرة للبترول وحلفائها، لمنع السوق من تحقيق فائض.
وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الأربعاء، إنه "لولا قيود إنتاج أوبك+، لكان سعر النفط قد انخفض إلى حوالي 50 دولارًا للبرميل، مقارنة بالمستوى الحالي البالغ حوالي 85 دولارا".
واتفقت السعودية وروسيا على مواصلة عمليات الخفض الطوعية لإنتاج النفط بمقدار 1.3 مليون برميل يوميا في الإجمال، بما يشكل واحدا بالمائة من الطلب العالمي حتى نهاية العام.