رغم بدء فصل الصيف رسمياً منذ قرابة أسبوع في مصر، إلا أن جميع أسواقها تشهد غياباً تاماً لمحصول المانغو الذي تشتهر به البلاد، جراء تراجع الإنتاج بصورة غير مسبوقة هذا الموسم للإصابات البالغة في المحصول على مستوى الجمهورية، على خلفية تقلبات الجو والآفات المصاحبة للثمار، الأمر الذي أدى إلى سقوط كميات كبيرة منها على الأرض قبل نضجها.
وتعرض الآلاف من المزارعين في مصر لخسائر مالية فادحة وسط صمت حكومي، بسبب فقد نحو 90% من محصول المانغو الذي كان من المقرر حصاده في يونيو/حزيران الجاري، نتيجة تفاقم المشاكل السنوية التي تؤثر بالسلب على إنتاجية "فدان المانغو"، ومن بينها الحشرة القشرية وذبابة الفاكهة والبياض الدقيقي، فضلاً عن "العفن الهبابي"، أو ما يطلق عليه المزارعون "الهباب الأسود".
وأنهى "العفن الهبابي" موسم المانغو الشهير في محافظة الإسماعيلية قبيل الحصاد بسبب تساقط الثمار، والذي نتج عنه خسارة ضخمة للمزارعين، لا سيما أن تكلفة زراعة الفدان تتجاوز 100 ألف جنيه (6370 دولار تقريبا) على مدار الموسم، وسط اتهامات للحكومة بالسماح بتداول المبيدات الزراعية المغشوشة في الأسواق، ما أثر سلباً على الثمار.
و"العفن الهبابي" عبارة عن حشرة تشبه الذبابة، تتعلق بورق الشجر، وتتسبب إفرازاتها الكثيفة في تغطية الورقة بالكامل باللون الأسود، وهي إفرازات لزجة تمنع الورقة من أداء أهم أدوارها، وهو التمثيل الضوئي، بما يتسبب في إضعاف الشجرة، وعدم وصول الغذاء إليها.
وتوقع مزارعون ارتفاع أسعار المانغو بنسب تصل إلى 40% مقارنة بالعام الماضي للندرة في المحصول، سواء في الأنواع المصرية أو الهجينة، فضلاً عن محاولة المزارعين تعويض خسائرهم الكبيرة برفع أسعار بيع المحصول لتجار الجملة، وهو ما يرفع أسعار بعض الأنواع الشهيرة مثل "عويس" إلى 50 جنيهاً مقارنة بـ30 جنيهاً في المتوسط العام الماضي.
من جهتها، تقدمت آمال رزق الله، عضو مجلس النواب عن محافظة الإسماعيلية، الأحد، بطلب إحاطة عاجل إلى وزير الزراعة السيد القصير، بشأن انتشار "الهباب الأسود" في محصول المانغو هذا الموسم، بسبب تقاعس الجهات المسؤولة في الوزارة عن توفير المبيدات الحشرية، وغياب دور الإرشاد الزراعي في الرقابة على محال بيع الأسمدة بشكل دوري، لمنع انتشار وتداول المبيدات المغشوشة.
وأشارت رزق الله في الطلب إلى التهام "العفن الهبابي" العشرات من حدائق المانغو المثمرة بقرى أبو دهشان والسبع والسماكين بمحافظة الإسماعيلية، وسط توقعات بتراجع الإنتاج بصورة لم تشهدها البلاد من قبل، وتعرض المزارعين لخسائر بالجملة خلال موسم 2021، علماً أن ذلك هو مصدر دخل الغالبية العظمى منهم.
(الدولار=15.7 جنيها تقريبا)