"لا توجد لدينا عملة معدنية" تتردد هذه العبارة كل يوم في الأسواق الليبية، وفقاً لصاحب سوق الخيرات في طرابلس مروان بن عروس، الذي يشرح لـ "العربي الجديد" أن ارتفاع الأسعار ساهم في اختفاء العملة المعدنية الموجودة بكميات قليلة أساساً لدى الأفراد.
وأشار صاحب محطة وقود مسعود القماطي، إلى أن البنزين مدعوم وبسعر 0.15 درهم، لكن في أغلب الأحيان لا نستلم ولا نرد للزبون، لأنه لا توجد عملة معدنية متداولة في السوق.
ورأى أستاذ الاقتصاد في الجامعات الليبية أحمد المبروك أن العملة المعدنية بدأت في الاختفاء لعدة أسباب، منها انخفاض القدرة الشرائية للدينار منذ مطلع عام 2021. والأمر الثاني يتعلق بقفزات في الأسعار منذ أزمة كورونا، إلى الحرب الروسية على أوكرانيا، فضلا عن غياب الرقابة على الأسواق. وشرح أنه من النادر أن تتواجد سلعة في السوق بسعر العملة المعدنية، فالتضخم مرتفع والأسعار تبدأ من 5 دنانير وما فوق.
وأكد الباحث الاقتصادي محمد أبوغالية أن العملة المعدنية غير موجودة في المصارف التجارية لمن يطلبها. وقال لـ"العربي الجديد" إن الفئات النقدية الصغيرة بدأت في الاختفاء منذ تخفيض قيمة العملة والعمل بسعر الصرف الموحد، والآن الدولار أصبح بـ4.83 دنانير بينما كان بـ1.4 دينار، وبذلك قلما يتم التعامل بالفكة.
من جهته، قال المواطن عادل الطابوني إن عدم وجود عملة معدنية في السوق أصبح أمرا مألوفا في التعاملات المالية في الجهات العامة والخاصة على حد سواء، وبالتالي فإن العملة المعدنية منها الـ 10 قروش اختفت تماما وكذلك الربع دينار، والآن أصبح نصف الدينار محدود التعامل به، إن وجد.
وقال المحلل الاقتصادي صبري ضوء إن سبب اختفاء العملة المعدنية في السوق المحلي يرجع إلى عمليات بيع المعدن في سوق الخردة وليس قصورا في عرضها من قبل المصرف المركزي، وفي ظل الفوضى الأمنية أصبحت العملة المعدنية إحدى الأدوات التي يتم صهرها وتهريبها.
وخفضت ليبيا سعر صرف الدولار مطلع عام 2021، بنحو 70 في المائة من 1.5 دينار إلى 4.83 دنانير، وفق خطّة زمنية مدتها 3 سنوات، ورفعت حكومة الوحدة الوطنية أخيراً الحد الأدنى للأجور وسط تهاوي القوة الشرائية للمواطنين إلى الضعف.