- النسخة الثالثة من مؤتمر السياحة الحلال في إزمير شهدت مشاركة 300 شخصية من 40 بلداً، ما يعكس الاهتمام المتزايد بالسياحة الحلال والنجاح في تبادل الخبرات لتطوير القطاع.
- تستهدف تركيا تصدر قائمة الوجهات السياحية الحلال عالمياً بفضل إمكانياتها الكبيرة والإنفاق الكبير للسياح المسلمين، مع أكثر من 150 فندقاً حلالاً و160 منتجعاً، وتعمل على تعزيز عائداتها السياحية.
تسعى تركيا لزيادة جذب السياح والاستثمارات عبر عقد قمة سنوية لبرامج السياحة الحلال ومؤتمرات مستمرة للتعريف بالمناخ الاستثماري وتأهيل المنشآت والمواقع التركية لتأمين جميع متطلبات السياحة الحلال وفقاً للقواعد والمعتقدات الإسلامية، سواء لجهة الفصل أو تزويد المنشآت بالمساجد وإقامة مناشط ومرافق خاصة بالمحجبات.
وتختتم اليوم الأحد في مدينة إزمير جنوب غربيّ تركيا، فعاليات مؤتمر السياحة الحلال بنسخته الثالثة، بمشاركة 300 شخصية من 40 بلداً في 86 قطاعاً، بحسب تصريح رئيس مجلس قطاع السياحة في جمعية رجال الأعمال والصناعيين المُستقلين "موصياد" مراد كونداك، الذي أشار إلى أن الهدف من المؤتمر الثالث في تركيا، تبادل الخبرات والوقوف على آراء المشاركين من أجل تطوير السياحة الصديقة للمسلمين، والتحضير لزيادة عدد المنشآت التي تقدم خدمات السياحة الحلال وإثراء جودتها وزيادة عدد السياح، خاصة من دول الخليج العربي.
ويقول الدليل السياحي فهري آيت إنّ تركيا تسعى عبر نشاطات مختلفة، منها السياحة الحلال والسياحة العلاجية، لزيادة عدد القادمين وعائدات السياحة، بعد أن بلغت عائدات القطاع العام الماضي 54.3 مليون دولار، وتجاوز عدد السياح 57.1 مليوناً، زيادة بمعدل 11.1% عن عام 2022.
وأكد آيت في حديث لـ"العربي الجديد" أنّ مؤتمر السياحة الحلال لهذا العام يلقى اهتماماً خاصاً، بعد ما وصفه بـ"طيب العلاقات مع دول الخليج العربي"، واستهداف دول إسلامية أخرى آسيوية وأفريقية ببرامج الترويج للسياحة الحلال، لذا كان التحضير والدعوات والتنظيم تختلف عن المؤتمرين السابقين، إذ لم يزد عدد المشاركين بالنسخة الأولى من المؤتمر على 123 شخصية من 13 بلدًا في 2017، بينما شارك 200 شخص من 20 بلدًا في النسخة الثانية عام 2019.
وأضاف: "اليوم يشارك 300 شخص من 40 دولة بعد جهود المنظمين من وزارة الثقافة والسياحة، ووكالة التعاون والتنسيق التركية (تيكا)، وجامعة أفيون كوجا تبه، وجمعية السياحة الحلال الدولية، وجمعية رجال الأعمال والصناعيين المستقلين، ووكالة اعتماد الحلال ومعهد المواصفات والمقاييس للدول الإسلامية".
وعن أهم أدوات الترويج للسياحة الحلال، يضيف المختص بالشأن السياحي أن تسليط الضوء على الفنادق الحلال تمّ من خلال توافر حوض السباحة الخاص بالنساء والمنتجعات العلاجية والمقاهي الخالية من الكحول، والتأكد من وجود المكان المخصص للصلاة مع تحديد جهة القبلة، وتزويد الحمام بمستحضرات تجميل وأدوات النظافة الشخصية الحلال، إضافة إلى الطعام الحلال.
وبيّن أنّ تركيا أهّلت 150 فندقاً حلالاً، تمثل نصف عدد الفنادق الحلال في العالم، إضافة إلى 160 منتجعاً للسياحة الحلال، متوقعاً أن تتبوأ تركيا المرتبة الثالثة أو الرابعة عالمياً بتأمين مستلزمات السياحة الحلال، من خلال تخصيص بعض مرافق ومنشآت لهذا القطاع في أنطاليا ومرمريس، وأجزاء من إسطنبول وإزمير وطرابزون وبقية مدن البحر الأسود، لتنفرد مدينة ألانيا بصدارة السياحة الحلال، بعد أن اعتمدت الأحكام الرئيسية في الشريعة الإسلامية، كتحريم الكحول والحرص على تقديم اللحوم والدواجن المذبوحة وفق الشريعة الإسلامية، إضافة إلى توفير مسابح خاصة للنساء ومساجد للمصلين.
ويلفت الدليل السياحي التركي إلى أن إنفاق السياح المسلمين حول العام يزيد على 150 مليار دولار سنوياً، ما جعل الدول تتسابق على تأمين جميع مستلزماتهم لجذب تلك الشريحة التي تتصدر هولندا قائمة الدول الجاذبة لها، وتليها ماليزيا.
وأوضح سعي تركيا لتبوّؤ الصدارة خلال العامين المقبلين، فهي برأيه تزخر بجميع متطلبات السائح الحلال من مساجد وأوابد ومواقع سياحة وترفيه وعلاج لزيادة العائدات، على اعتبار أن السائح الحلال مستهلك نموذجي، لكونه الأصغر سناً ويمتلك الدخل الأكبر، ما جعله قادراً على السياحة والترحال والإنفاق.