احتجاج ضد الغلاء والتطبيع في المغرب

29 مايو 2022
الغلاء يضرب المواطن بالمغرب وأسعار الغذاء والخضروات نار في الدار البيضاء (getty)
+ الخط -

شهدت الدار البيضاء اليوم الأحد وقفة احتجاجية ضد الغلاء والزيادة في الأسعار، غير أن الداعين للوقفة لم ينشغلوا فقط بالأسعار، بل اعتبروها مناسبة للتنديد بتراجع الحريات والتطبيع.

وكانت الجبهة الاجتماعية التي تضم أحزابا يسارية واتحادات عمالية دعت إلى مسيرة وطنية اليوم غير أنه تم منعها من قبل السلطات التي بررت المنع بالحفاظ على الأمن والنظام العامين، ما دفع المنظمين إلى تنظيم وقفة احتجاجية بوسط مدينة الدار البيضاء.

ودعت الجبهة الاجتماعية خلال الوقفة إلى خفض أسعار المحروقات وتأميم شركة سامير التي توقفت مصفاتها عن التكرير منذ سنوات، علماً أنها، كانت، حسب الحسين اليماني، منسق جبهة الدفاع عن سامير، تساهم في تجنيب المغرب تقلبات أسعار النفط في السوق الدولية.

وطالبت الجبهة الاجتماعية، كذلك بخفض أسعار السلع الغذائية وأسعار فواتير الماء والكهرباء، وأكدت على الحق في خدمات عمومية جيدة ومجانية التعليم الصحية.

وعبر المشاركون في الوقفة الاحتجاجية، بساحة النصر وسط الحي التجاري درب عمر بالدار البيضاء، عن رفضهم لغلاء المعيشة، مطالبين بالعيش الكريم.

وتأتي هذه الوقفة ضد ارتفاع غير مسبوق للأسعار، وهو ما يتجلى على مستوى التضخم، الذي ينتظر أن يصل في العام الحالي إلى أكثر من 4 في المائة، بعدما لم يكن يتجاوز في الأعوام السابقة  السقف المستهدف الذي كان في حدود 2.0%. 

وطاولت الزيادات أغلب السلع في الفترة الأخيرة، حيث يتجلى ذلك أكثر على مستوى محطات الوقود، حيث ارتفع سعر السولار أكثر من 30 في المائة منذ فبراير/شباط الماضي، ليصل إلي حوالي 1.5 دولار للتر الواحد.

وأكدت الحكومة على زيادة مخصصات الدعم في العام الحالي بحوالي 1.5 مليار دولار، كي يصل إلي 3.2 مليارات دولار، حيث يشمل الدعم السكر والدقيق عبر صندوق المقاصة، ورفعت الدعم الموجه لشركات النقل للتخفيف من تداعيات ارتفاع أسعار الوقود والدعم المخصص لقطاع السياحة.

غير أن الجبهة الاجتماعية ترى أن الزيادات في الأسعار التي طاولت العديد من السلع والخدمات، تضر بالقدرة الشرائية للأسر، بينما يفترض في الحكومة حمايتها في ظل تراجع الإيرادات بعد الأزمة الصحية.

وطالب اتحاد الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، بمراجعة اختيارات الحكومة القائمة، وتصورها الذي يتبنى التقشف، ووضع حد لموجة الغلاء وارتفاع أسعار المواد الأساسية والمحروقات والتوجه نحو ضمان الأمن الغذائي والطاقة.

وفي كلمة له خلال الوقفة، أكد المنسق الوطني للجبهة الاجتماعية، أن منع المسيرة لن يحول دون مناهضة ارتفاع الأسعار والتطبيع. وكانت مناهضة التطبيع مع إسرائيل حاضرة بقوة في الوقفة التي شارك فيها حوالي 400 مشارك وسط حضور أمني كبير، حيث رفعت الأعلام الفلسطينية وصور الصحافية شيرين أبو عاقلة، بينما عمد مشاركون إلى إحراق العلم الإسرائيلي.

المساهمون