أوكرانيا تتحدث عن استئناف تفتيش السفن بموجب مبادرة حبوب البحر الأسود وروسيا تتهمها بـ"تخريب" الاتفاق

19 ابريل 2023
تأتي الاتهامات الروسية قبل أسابيع من موعد تجديد الاتفاق (Getty)
+ الخط -

قالت وزارة الخارجية الروسية، اليوم الأربعاء، إنّ أوكرانيا والأمم المتحدة تتسببان في عراقيل لعمليات تفتيش السفن التي تنقل الحبوب من الموانئ الأوكرانية وكذلك لتسجيل السفن الجديدة، متهمة أوكرانيا بمطالبة أصحاب السفن برشاوى مقابل تسجيل سفن جديدة وإجراء عمليات التفتيش.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، في بيان، إنّ مركز التنسيق المشترك في إسطنبول، الذي يشرف على تنفيذ الاتفاق، يواجه صعوبات في تسجيل السفن الجديدة وعمليات التفتيش.

وأضافت أنّ المشاكل تنتج "فقط من تصرفات ممثلي أوكرانيا وكذلك مندوبي الأمم المتحدة الذين يبدو أنهم لا يريدون، أو لا يستطيعون، التصدي لهم".

وفي البيان نفسه اتهمت زاخاروفا أوكرانيا "بمحاولة استغلال ’مبادرة البحر الأسود’ قدر الإمكان، وعدم التورع عن انتهاك قواعد النظام أو طلب الرشاوى من أصحاب السفن، كل ذلك من أجل تحقيق أكبر أرباح تجارية".

وقالت إنّ أصحاب السفن الذين يرفضون دفع رشوة للأوكرانيين أجبروا على الانتظار لأكثر من شهر للتسجيل.

وأضافت أنّ المقترحات الروسية لإضافة سفن تحمل الحبوب إلى الدول الأفريقية المحتاجة "لاقت رداً عدائياً" من ممثلي أوكرانيا، الذين أوقفوا بعد ذلك عمليات تفتيش 27 سفينة تحمل 1.2 مليون طن من البضائع.

ولم تصدر أوكرانيا بعد أي تعليق على الاتهامات التي وجهتها وزارة الخارجية الروسية، بل ألقت باللوم على موسكو في مشكلات تواجه الاتفاق. ولم تقدم موسكو أدلة موثقة لدعم ما تقوله.

ومن المقرر أن يناقش وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الاتفاق مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس في نيويورك، الأسبوع المقبل، وذلك قبيل أسابيع فحسب من إمكانية انقضاء الاتفاق ما لم تتحقق مطالب روسيا بخصوص صادراتها.

في المقابل، قال نائب رئيس الوزراء الأوكراني أولكسندر كوبراكوف، اليوم الأربعاء، إنّ عمليات تفتيش السفن تُستأنف بموجب الاتفاق الذي توسطت فيه الأمم المتحدة بشأن التصدير الآمن للحبوب من موانئ أوكرانيا على البحر الأسود.

وكتب على "فيسبوك": "يجري استئناف عمليات تفتيش السفن، على الرغم من محاولات روسيا الاتحادية عرقلة الاتفاق".

وبدورها قالت وكالة الإعلام الروسية اليوم الأربعاء نقلاً عن المكتب الصحافي لمنسق الأمم المتحدة إنه جرى استئناف عمليات تفتيش السفن بموجب اتفاق البحر الأسود لتصدير الحبوب بعد مفاوضات على مدى يومين.

غير أنّ وزير الزراعة الأوكراني ميكولا سولسكي، عبّر مجدداً، اليوم الأربعاء،عن مخاوف بشأن وضع اتفاقية مع موسكو حول المرور الآمن للسفن التي تنقل الحبوب من الموانئ الأوكرانية على البحر الأسود، قائلاً إنّ من المستحيل التنبؤ بعدد السفن التي ستسمح موسكو لها بالعبور.

وحذرت روسيا، الأسبوع الماضي، من أنّ التوقعات بشأن تمديد الاتفاق الذي يسمح بالتصدير الآمن للحبوب والأسمدة في زمن الحرب من موانئ البحر الأسود الأوكرانية بعد 18 مايو/ أيار "ليست كبيرة جداً".

وقال السفير الروسي لدى المنظمة الدولية فاسيلي نيبينزيا، الثلاثاء، للصحافيين إنه "لم يتحقق تقدم، وثمة جهود تُبذل لكنها للأسف غير مثمرة بالنسبة لنا" في إشارة إلى محاولات الأمم المتحدة للمساعدة في تسهيل صادرات روسيا من المواد الغذائية والأسمدة رغم العقوبات الغربية الواسعة المفروضة على موسكو بسبب غزوها لأوكرانيا في 24 فبراير/ شباط 2022.

وأردف قائلاً: "قلنا بوضوح إننا نريد أن نرى تقدماً".

وقالت النائب الأول لرئيس الوزراء الأوكراني يوليا سفيريدنكو، الثلاثاء، إنّ اتفاق تصدير الحبوب عبر البحر الأسود عرضة لخطر التوقف.

وقالت سفيريدنكو، في مؤتمر صحافي في وارسو، إنّ "الاتفاق يواجه خطر التوقف وروسيا تمنع مجدداً عمليات تفتيش السفن".

وتوسطت الأمم المتحدة وتركيا في اتفاق تصدير الحبوب، في يوليو/ تموز 2022، للمساعدة في معالجة أزمة غذاء عالمية قال مسؤولو الأمم المتحدة إنها تفاقمت بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا، وهي الحرب الأكثر دموية في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.

وجرى تمديد الاتفاق في نوفمبر/ تشرين الثاني ثم وافقت روسيا الشهر الماضي على تجديده لمدة 60 يوما فقط أي نصف الفترة المستهدفة. وقالت موسكو إنها لن تسمح بتمديده مرة أخرى إلا إذا تمت تلبية عدة مطالب تتعلق بصادراتها.

وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوغاريك، الثلاثاء: "عازمون على تنفيذ هذا الاتفاق بالكامل إذ نواصل بعزم العمل على الجزء الآخر من الحزمة، وهو تسهيل تصدير الحبوب والأسمدة الروسية. المخاطر المتعلقة بهذا كبيرة جدا".

وللمساعدة في إقناع روسيا بالسماح لأوكرانيا باستئناف صادرات الحبوب عبر موانئ البحر الأسود، تم إبرام اتفاق منفصل مدته ثلاث سنوات في يوليو/ تموز ووافقت بموجبه الأمم المتحدة على مساعدة روسيا في تصدير المواد الغذائية والأسمدة.

(رويترز، العربي الجديد)

المساهمون