استمع إلى الملخص
- **مدن مثل البندقية وروما قد ترفع الرسوم الحالية لحماية التراث وتحسين جودة الخدمات وسط ارتفاع الطلب السياحي.**
- **الخطوة تهدف إلى تحقيق توازن بين جذب السياح والحفاظ على جودة الحياة، لكن هناك مخاوف من تأثيرها السلبي على السياحة.**
مع تدفق مئات الملايين من السياح إلى الوجهات الأوروبية المشمسة هذا الصيف، تخطط دول لفرض ضرائب على نزلاء الفنادق مثل إيطاليا لخفض عدد السياح وإيجاد موارد إضافية للبلديات والمدن. ويبدو أن الارتفاع الكبير في عدد السياح هذا الصيف أصبح مصدرًا للغضب العام في جميع أنحاء أوروبا، وفقاً لتقرير نشرته مجلة "فورتشن" الأميركية اليوم الجمعة.
وقد حاولت بعض المدن الإيطالية الأكثر رواجًا، مثل البندقية، معالجة المشكلة من خلال فرض رسوم دخول وإجراءات للحد من المجموعات الكبيرة من الزوار. ورغم أنه من المبكر قياس مدى نجاح مثل هذه التدابير، إلا أن البلاد تبدو مصممة على تجاوز مشكلة السياحة المفرطة وحلها عبر رفع الرسوم التي يدفعها السائحون عند الإقامة في أغلى الفنادق في إيطاليا.
وبحسب مجلة "فورتشن"، تدرس الحكومة الإيطالية فرض ضريبة على الفنادق الفخمة تصل إلى 25 يورو في الليلة، بحسب صحيفة فاينانشال تايمز اليوم الجمعة، وذلك لتحقيق الهدف المزدوج المتمثل في ردع بعض الزوار وملء خزائن المدن. ومن المرتقب أن يضاف هذا الإجراء إلى الضريبة الحالية في مدن مثل البندقية، حيث يتم تطبيق رسوم تتراوح بين 1 و5 يورو بالفعل على الإقامات الليلية. ويمكن أن ترتفع هذه الرسوم في العاصمة روما. وتهدف الرسوم إلى حماية التراث وتحسين جودة الخدمات وسط ارتفاع الطلب، وفقًا للموقع الرسمي للسياحة في البندقية.
وإذا طبق هذا المقترح، فسيكون له مستويات مختلفة، على سبيل المثال، سيتم فرض رسوم يورو واحد على أرخص غرفة بقيمة 5 يورو، فيما الغرف التي تكلف أكثر من 750 يورو في الليلة ستواجه رسومًا بقيمة 25 يورو، وفقًا للوثائق التي اطلعت عليها "فاينانشال تايمز". نظرياً، يمكن لهذه الخطوة أن تدر عائدات كبيرة على البلديات في إيطاليا، وسيتم استخدام جزء من الأموال لترتيب المدن من خلال تحسين جمع القمامة. ولكن تشعر هيئات صناعة السياحة بالقلق من أن الرسوم المحتملة تذهب إلى أبعد من ذلك، إلى حد تثبيط الزوار. وقالت باربرا كاسيلو، رئيسة ممثل صناعة الفنادق "كونفيندوستريا ألبيرجي"، لمجلة "فورتشن": "إذا أخفنا المسافرين الذين يأتون إلينا من خلال إعطاء الانطباع بأننا نريد أن نأخذ ما في وسعنا منهم ولا نقدم خدمة جيدة للبلاد. وبالتالي يجب أن نكون حذرين للغاية".
ويبدو أن السياحة المفرطة باتت مصدر قلق في معظم أنحاء أوروبا، وخاصة إيطاليا، هذا الصيف. وسعت دول مثل هولندا إلى تضييق الخناق على السياح من خلال فرض حظر مستقبلي على الرحلات البحرية. كما تحدث عمدة أثينا عن أن السياحة في المدينة ليست مجدية اقتصاديًا كما هي اليوم. وقال خبراء لمجلة "فورتشن" إن خيارات السفر والإقامة ذات الأسعار المعقولة حفزت هذا الاتجاه بمرور الوقت.