إيرهان جيتينكايا... رئيس هيئة الإحصاء التركية الجديد الوافد من عالم المخاطر

01 فبراير 2022
إيرهان جيتينكايا تنتظره مهمة صعبة
+ الخط -

تعوّل الحكومة التركية على إيرهان جيتينكايا، القادم من هيئة التنظيم المصرفية التركية، المؤسسة المعنية بالرقابة على المصارف، إلى هيئة الإحصاء التركية، بأن يكون "أكثر حرصاً" من سلفه، سعيد إردال دينجر، خلال عرض الأرقام والنسب التي تراجعت بتركيا، لتبلغ المرتبة الأسوأ منذ عشرين عاماً بالنسبة لمعدل التضخم.
فحجر نسبة التضخم التي رماها سابقه دينجر، في مياه الأسواق الراكدة، حركت ردود أفعال المعارضة، وفتحت شهية المؤسسات والمراكز الدولية على مزيد من نبوءات التراجع، لتتعدى النسبة 36.1% التي أعلنها رئيس الهيئة المعزول عن شهر ديسمبر الماضي، الأمر الذي أربك خطط وخطابات الحزب الحاكم "العدالة والتنمية" خلال العام ونصف عام ما قبل الانتخابات، المصيري والحساس.

إدارة الأزمات
الرئيس الجديد لهيئة الإحصاء جيتينكايا المولود في ولاية ملاطية عام 1981، وهو المقرّب من حزب العدالة والتنمية، يعي أنّ أيّ تصريح لا بدّ أن يقاس بميزان الذهب، فالقصة من منظور من عوّل عليه على الأقل، تتعدى مواجهة الشارع بالحقائق، لأنّها متبدلة برأيهم.

ولا بدّ من ضخ الآمال لشارع تبدلت مستوى معيشته 180 درجة خلال عام، بعدما خسرت العملة التركية ما يزيد عن 45% من قيمتها. والقصة ليست كما رأى الرئيس المقال إردال دينجر "مسؤولية ومصداقية وضرورة وضع 84 مليون تركي بصورة التبدلات"، بل لا بدّ من البراغماتية وتحسين صورة المستقبل وفق مراقبين، فالعام المتبقي من عمر البرلمان ورئاسة الجمهورية، يستوعب الرمي بكلّ الأسلحة، وربما يتطلبها، وفق أبجدية علم السياسة على الأقل، حسب مراقبين.
وربما، رئيس الهيئة الجديد لهيئة الإحصاء الذي كان خيار الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، مكنته مسيرته المهنية بعد الخلفية الأكاديمية الوافية، من إدارة الأزمات والكوارث، وهو المتمرس في "إدارة الأزمات" خلال عمله في وكالة التنظيم والإشراف على المصارف فور عودته من كارولاينا الشمالية بالولايات المتحدة عام 2005.

مسيرة مهنية
خاض الرئيس الجديد لهيئة الإحصاء مسيرة أكاديمية ومهنية في جامعة "بيلكنت" بالعاصمة أنقرة التي حاز منها إجازة الهندسة الصناعية، مع الإشارة إلى أنّه حصل على درجة الماجستير في إدارة الأعمال من جامعة "ديوك" بالولايات المتحدة.
مهنياً، لعلّ عمله كمحلل في مشروع ‏تكنولوجيا المعلومات السيبرانية "Cybersoft Information Technologies" منذ عام 2005 أعطاه من الخبرة ما يكفي، لمعرفة أثر الرقم في زمن التكنولوجيا ومدى تأثير ضخ المعلومات، حسب مراقبين. وهو الذي خبر واختبر بوكالة التنظيم والإشراف على المصارف منذ عام 2005، وترقّى في إدارة الأزمات حتى بلغ رئاستها عام 2012.

كما أنّ خبرة جيتينكايا، المتزوج من ابنة رئيس بلدية بيرم باشا، أتيلا آيدنير، بالعمل العام وتمثيل تركيا في محافل خارجية، زاد من وضوح صورة استهداف مشاريع بلاده وأحلامها خلال مئوية تأسيس الجمهورية، من الخارج. فهو من مثل أنقرة في مجموعات عمل لجنة بازل المصرفية، بعد حصوله على شهادتي CFA (محلل مالي معتمد) وFRM (مدير المخاطر المالية) لينخرط بعد ذاك في 2017 في العمل المصرفي كمساعد مدير العمليات في بنك وقف التركي.
وتابع مسيرته المظفرة بتبوّئه عام 2019 منصب نائب رئيس مجلس إدارة وكالة الرقابة على المصارف، قبل أن يصدر المرسوم الرئاسي، السبت الماضي، بتعيينه رئيساً لهيئة الإحصاء الوطنية.
واليوم، وبعد إقالات عدة، طاولت كلّ من نشز عن سيمفونية حلم تركيا، من محافظي المصرف المركزي ومديري إدارات حكومية وحتى وزراء، يبدو أنّ ضوء المرحلة المقبلة سيركّز على هيئة الإحصاء، لضبط نغمات الخطط والآمال مع إيقاع الأرقام الرسمية الصادرة عن الهيئة الحكومية المعنية.
فالثمانية عشر شهراً المقبلة، قبل موعد الانتخابات الرئاسية في تركيا، ستكون حبلى بكلّ مفاجآت البرامج الانتخابية التي ستنجبها الحكومة والمعارضة في ما يخص الجانب الاقتصادي، أو التي سترميها دول خارجية تؤثر على مسيرة تركيا نحو أفضل 10 اقتصادات في العالم، في شارع بدأ يضجّ بالتنوع ومستويات الخلاف.