إيران و"قسد" تلتفان على العقوبات وتسعفان نظام الأسد بالوقود

04 أكتوبر 2020
يواجه السوريون أزمة وقود متصاعدة (فرانس برس)
+ الخط -

وعد نظام بشار الأسد بانتهاء أزمة الوقود اعتباراً من الأحد و"تراجع الازدحام أمام محطات الوقود"، بعد أن استفحلت معاناة السوريين لتأمين احتياجاتهم من المشتقات النفطية، وفي مقدمتها البنزين الذي ارتفع سعر اللتر منه من 450 ليرة سورية إلى نحو 2000 ليرة، بعد تخفيض كميات البنزين للمركبات الحكومية والخاصة بنحو 40 في المائة من مخصصاتها، وتوقف منح البنزين عبر "البطاقة الذكية" التي يباع لتر البنزين عبرها بنحو 250 ليرة.

وقال مصدر في وزارة النفط بحكومة بشار الأسد لوسائل إعلام محلية "تم البدء بزيادة مخصصات كل المحافظات من البنزين، وستتم زيادة الكمية الإجمالية التي توزع بنحو 1.5 مليون ليتر يومياً، لتصل إلى أربعة ملايين ليتر، علماً بأن نحو 2.5 مليون ليتر توزع يومياً خلال فترة الأزمة". ويتساءل مراقبون عن طرائق حل مشكلة شح المشتقات النفطية "فجأة" خاصة مع صعوبات يواجهها نظام بشار الأسد، في الاستيراد من الخارج خاصة من أوروبا وأميركيا، إضافة إلى أزمة الدولار المستفحلة في البلاد التي تؤثر على عمليات الاستيراد.

وقال الخبير النفطي عبد القادر عبد الحميد لـ"العربي الجديد" إنه "تم التغاضي عن دخول شحنات نفط خام لنظام بشار الأسد سواء من إيران أو من الآبار التي تسيطر عليها قوات سورية الديمقراطية (قسد) شمال شرق سورية. لأن الآبار السورية محمية أميركياً، كما أن الباخرة الإيرانية المحملة بمليون برميل نفط وصلت إلى مرفأ طرطوس وأفرغت الشحنة "علانية" الأربعاء الماضي".

وكشف الخبير النفطي لـ"العربي الجديد" عن أن أكثر من 500 صهريج نفط مملوكة لشركة القاطرجي، زودت نظام الأسد بالنفط الخام من مناطق "قسد" بعد دخولها، الأسبوع الماضي، حقل رميلان بريف مدينة الحسكة عبر معبر الهورة. ويضيف عبد القادر أن نحو 700 صهريج تبعتها محملة بالنفط، من مناطق سيطرة "قسد" إلى مصفاة حمص وسط سورية، دخلت من معبر الطبقة في منطقة صفيان "وقبل ذلك نقلت صهاريج تتبع لشركة القاطرجي نفطاً لنظام الأسد من حقول "العمر والتنك والجفرة" بمحافظة دير الزور، ما يعني برأي الخبير السوري أن العقوبات "مطاطة" تتعلق بصفقات سياسية وأحياناً بالأسعار، "لكن شركة القاطرجي لم تتوقف عن نقل النفط من المناطق التي تسيطر عليها الميلشيات الكردية إلى مناطق الأسد.. لكنها تتفاوت بحسب الضغط والمقايضات".

ويأتي كل ذلك رغم فرض وزارة الخزانة الأميركية، منذ عام 2014، عقوبات على منشآت نفطية تابعة للنظام، وعقوبات على شركة "القاطرجي" عام 2018، لدورها في تسهيل نقل شحنات نفطية لنظام الأسد ورغم العقوبات والحظر على صادرات إيران وفرض الإدارة الأميركية، قبل أشهر، عقوبات على النظام السوري وكيانات تدعمه بموجب قانون قيصر، حيث وصلت بالأول من تشرين الأول/ أكتوبر وبحسب مصادر إعلامية متطابقة، ناقلة نفط إلى مصب مصفاة "بانياس" في محافظة طرطوس غربي سورية. ووفق مراقبين فإن حلفاء بشار الأسد في لبنان، خاصة حزب الله، أسعفوا أيضاً النظام السوري خلال الأسبوع الماضي، عبر إدخال عشرات الصهاريج محملة بمادة البنزين، بشكل غير شرعي إلى سورية.

المساهمون