إيران تسلّم ناقلة نفط ثانية لفنزويلا ومادورو يشيد بدعمها

11 يونيو 2022
عقدت إيران وفنزويلا عام 2006 صفقة لصناعة أربع ناقلات نفط لكاراكاس (Getty)
+ الخط -

سلّمت إيران، اليوم السبت، ناقلة النفط الثانية التي صنعتها محليا لفنزويلا، في إطار صفقة قديمة عقدت بين البلدين لتسليم كاراكاس أربع ناقلات محلية الصنع. 
وشارك الرئيسان الإيراني إبراهيم رئيسي والفنزويلي نيكولاس مادورو في حفل تسليم الناقلة من طهران، وأشرفا على عملية التسليم عبر التواصل مع الطاقم على متن السفينة من خلال خدمة الفيديو كونفرانس. 
وقدمت شركة "صدرا" الإيرانية لصناعة السفن وناقلات النفط، خلال الحفل الرسمي، شرحا عن مراحل صناعة الناقلة الثانية التي تحمل اسم "إفراماكس". كما وقع مسؤولو الشركة مع الجانب الفنزويلي وثائق تسليم الناقلة. 
وعقدت إيران وفنزويلا عام 2006 صفقة لصناعة أربع ناقلات نفط لكاراكاس، بقيمة 240 مليون دولار لكل ناقلة. 

وكان من المقرر تسليم الناقلات في غضون 4 سنوات، لكن ذلك لم يحصل، واليوم سُلّمت ناقلة النفط الثانية بعد تأخر أكثر من عقد. 
وتصل القدرة الاستيعابية لناقلة "إفراماكس" إلى 113 ألف طن من النفط الخام، ما يعادل 750 ألف برميل. ويبلغ طول الناقلة 250 مترا وعرضها 44 مترا وارتفاعها حتى متن السفينة 21 مترا. 
وجهزت الناقلة العابرة للمحيطات بمحرك بقوة 21 ألف حصان مع تزويدها بثلاثة مولدات كهربائية، ينتج كل منها 900 كيلوواط من الكهرباء. وسرعة الناقلة تصل إلى 15 عقدة بحرية في المحيطات. 
وأمس الجمعة، وصل الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو إلى العاصمة الإيرانية طهران، وأجرى، اليوم السبت، مباحثات مفصلة مع نظيره الإيراني إبراهيم رئيسي، تناولت بحث العلاقات الثنائية والقضايا الدولية وتعزيز التعاون في مواجهة السياسات والعقوبات الأميركية ضد البلدين. 
وتوجت مباحثات مادورو ورئيسي بالتوقيع على وثيقة تعاون شامل في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والتجارية والسياحية، وفق ما بثه التلفزيون الإيراني، لكن لم تنشر تفاصيل عن الوثيقة. 
وفي مؤتمر صحافي مشترك بعد اللقاء، أكد الرئيس الإيراني أن فنزويلا "قد تجاوزت التضخم العملاق، وبدأ نموها الاقتصادي، وهذا يثبت أن المقاومة والصمود ستؤتي أكلها، والعدو سيجبر على التراجع". 
من جهته، قال الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، خلال المؤتمر الصحافي، إن "هناك علاقات وطيدة مع إيران على جميع الأصعدة، منها المجالات الدفاعية والنفطية"، مضيفاً "إننا اليوم خضنا جولة حوار معمق، وطورنا العلاقات بين البلدين خلال عام 2022، وتمكننا من رسم أفق واضح من خلال وثيقة التعاون لـ20 عاماً". 
وتابع الرئيس الفنزويلي "وضحت للرئيس رئيسي أننا في بلدنا تجاوزنا فترة صعبة وصمدنا أمام ضغوط الإمبريالية، وبالصمود وصلنا إلى هذه الظروف، ونحن أعددنا برامج لمستقبل بلدنا، وسنتمكن من تنفيذها بنجاح". 
وأعلن مادورو أنه سيُفتتح خط طيران مباشر بين طهران وكراكاس في المستقبل القريب، قائلاً إن ذلك من شأنه أن يسهم في تعزيز السياحة بين البلدين. 
وتربط فنزويلا، في أميركا الجنوبية في الفناء الأميركي، علاقات متميزة مع إيران، مدفوعة بالموقف المشترك الرافض السياسات الأميركية و"الأمبريالية" وكذلك تعرضهما إلى العقوبات الأميركية المشددة خلال السنوات الأخيرة، الأمر الذي دفعهما إلى التوجه إلى تعزيز العلاقات والروابط بدافع مواجهة السياسات والعقوبات الأميركية، وهو ما أكده الرئيسان اليوم السبت خلال مؤتمرها الصحافي المشترك بعد لقاء جمع بينهما. 
وقال الرئيس الفنزويلي، أمس الجمعة، في مقابلة مع قناة "هيسبان" تي في الإيرانية الناطقة باللغة الإسبانية، إن العقوبات الأميركية على إيران وفنزويلا "إرهاب اقتصادي"، مقدما الشكر لإيران على مساعدة كراكاس في الالتفاف على العقوبات الأميركية.  

وأضاف مادورو أنه بعد العقوبات الأميركية على فنزويلا من صيف عام 2020، قررت إيران تصدير النفط الثقيل والوقود إلى فنزويلا في ظل هذه العقوبات وتهديدات الرئيس الأميركي السابق باستهداف الناقلات المتجهة إلى بلده. 
وتابع أن بلاده كانت في "حصار تام"، وبعد أن وصلت ناقلات النفط الإيرانية "احتفلنا بذلك"، واصفا الخطوة الإيرانية بأنها كانت "حدثا خارقا للعادة. 
وأضاف أن "الحصار الاقتصادي" الأميركي أدى إلى وقف المصافي الفنزويلية عن الخدمة وتوقف إنتاج النفط، مشيرا إلى أن بلاده أطلعت الجمهورية الإسلامية على المشكلة، و"دخلنا في حوار واتفقنا على العمل وفق المقايضة لمواجهة الظروف المضطربة". 
وأضاف أن إيران عام 2020 أرسلت ثلاث ناقلات نفط ممتلئة بالوقود إلى فنزويلا في ظل التهديدات الأميركية، مشيرا إلى أن الناقلات وصلت إلى المقصد بسلامة. 

المساهمون