إنتاج النفط الصخري يعود للارتفاع ويهدد الأسعار

18 اغسطس 2021
محطة وقود في ولاية كاليفورنيا الأميركية (Getty)
+ الخط -

توقعت إدارة معلومات الطاقة الأميركية ارتفاع إنتاج النفط الصخري في الولايات المتحدة خلال الشهر المقبل لأعلى مستوى منذ مايو/أيار 2020.

وذكرت الإدارة في تقريرها، أن إنتاج النفط الصخري الأميركي من سبعة حقول رئيسية قد يرتفع إلى 8.1 مليون برميل يومياً في سبتمبر/أيلول، بزيادة 49 ألف برميل مقارنة بشهر أغسطس/آب الجاري.

وتأتي توقعات صعود إنتاج النفط الصخري الأميركي بدعم الصعود المتوقع في إمدادات حوض بيرميان بنحو 49 ألف برميل، ما سيعوض الانخفاض المتوقع في إمدادات مناطق أخرى.

اتجهت شركات طاقة أميركية لزيادة أنشطة التنقيب عن النفط الصخري في الأشهر الأخيرة مع تعافي أسعار النفط وارتفاع الطلب على الخام

ومن المتوقع أن يتراجع إنتاج النفط الصخري من حقل "إيغيل فورد" في جنوب تكساس بمقدار 5 آلاف برميل إلى 1.05 مليون برميل يومياً، بينما سيتراجع الإنتاج من حوض باكين في نورث داكوتا ومونتانا بنحو ألف برميل عند 1.14 مليون برميل.

واتجهت بعض شركات الطاقة الأميركية لزيادة أنشطة التنقيب عن النفط الصخري في الأشهر الأخيرة مع تعافي أسعار النفط وارتفاع الطلب على الخام.
وحسب بيانات شركة "بريتش بتروليوم" فإنّ الولايات المتحدة حافظت على مركزها كأكبر منتج للنفط في العام 2020 على الرغم من جائحة كورونا وإفلاسات شركات النفط الصخري، حيث بلغ انتاجها 11.3 مليون برميل يومياً وبحصة 14.85 من إجمالي انتاج النفط في العالم.

كما حافظت الولايات المتحدة كذلك على مركزها كأكبر مستهلك للنفط في العالم بحصة 17.2 مليون برميل يومياً.

وعلى الرغم من خطط الرئيس جوزيف بايدن لخفض استهلاك الوقود الأحفوري في الطاقة، فإن الولايات المتحدة تشهد زيادة كبيرة في الطلب على المشتقات النفطية.
وحسب "رويترز" أظهرت بيانات صادرة عن "جمعية السيارات الأميركية" أن أسعار البنزين في الولايات المتحدة تبلغ حالياً نحو 3.18 دولارات للغالون، بزيادة أكثر من دولار عن هذا الوقت من العام الماضي.
وهدد ارتفاع أسعار الغازولين إلى قرابة 4 دولارات في العديد من الولايات الأميركية مثل كاليفورنيا بارتفاع كبير بمعدل التضخم في شهر يونيو/ حزيران الماضي، وهو ما دعا إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى الطلب من "أوبك" وحلفائها (أوبك+) الأسبوع الماضي، زيادة إنتاج النفط لمواجهة ارتفاع أسعار البنزين الذي تراه تهديداً لتعافي الاقتصاد الأميركي.
وترى منظمة البلدان المصدرة للنفط "أوبك" إن الطلب بسوق النفط سيعاني حتى نهاية العام الجاري 2021، حتى مع تخطيطها مع حلفائها لزيادة إنتاج النفط الخام.

هدد ارتفاع أسعار الغازولين إلى قرابة 4 دولارات في العديد من الولايات الأميركية مثل كاليفورنيا بارتفاع كبير بمعدل التضخم في يونيو

وفي أحدث توقعاتها للسوق، أبقت المنظمة توقعاتها للطلب العالمي على النفط لعام 2021 و2022 دون تغيير، مع تعزيز توقعاتها بشأن المعروض من خارج أوبك، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى زيادات إنتاج روسيا بموجب اتفاقية "أوبك +" لزيادة الإنتاج بشكل جماعي بمقدار 400 ألف برميل في اليوم حتى نهاية عام 2022.
وفي أسواق الطاقة واصل خام "برنت" تراجعه خلال تعاملات أمس الثلاثاء، مع استمرار المخاوف المتعلقة بتباطؤ تعافي الاقتصاد العالمي من جائحة "كورونا"، ومتابعة آخر مستجدات سلالة "دلتا".

وأعلنت منظمة "أوبك+"، أمس، أن أسواق النفط لا تحتاج لإضافة المزيد من إمدادات الخام في الأشهر المقبلة، كما كشفت بيانات اقتصادية في الصين مطلع الأسبوع تباطؤ نشاط الاقتصاد خلال يوليو/ تموز بالتزامن مع تفشي سلالة "دلتا"، مما أثار مخاوف حول مستويات الطلب على الخام.

وتعد الصين التي باتت أكبر مستورد للنفط من بين أهم المؤشرات على توجهات أسعار النفط وسط تباطؤ النمو في دول الاتحاد الأوروبي.

وعلى صعيد التداولات، تراجعت العقود الآجلة لخام "برنت"، الخام القياسي تسليم أكتوبر/ تشرين بنحو 0.3% إلى 69.33 دولار للبرميل في التعاملات الصباحية أمس الثلاثاء، بينما استقرت عقود خام "نايمكس"، الخام الأميركي الخفيف تسليم سبتمبر/ أيلول عند 67.26 دولارا للبرميل.
وعلى الرغم من التراجع الحالي للخامات النفطية، ترى بعض المصارف ومن بينها مصرف "غولدمان ساكس" الأميركي احتمال عودة أسعار النفط إلى الصعود ووصولها إلى مستوى 80 دولاراً لخام برنت قبل نهاية العام الجاري.

المساهمون