سلط تقدم السعودية رسمياً بطلب استضافة الرياض لمعرض "إكسبو 2030"، بحضور ولي العهد الأمير محمد بن سلمان آل سعود، في العاصمة الفرنسية باريس، الضوء على التوجهات المستقبلية لرؤية المملكة بعد تطبيق استراتيجيتها التنموية 2030، ومدى تأثر دول الخليج بتلك التوجهات، خاصة الإمارات، التي استضافت إحدى إماراتها "دبي" معرض إكسبو 2020 و2022.
وتبلغ الميزانية المخصصة لاستضافة المعرض نحو 7.3 مليارات دولار، موزعة بواقع 5.85 مليارات دولار للنفقات الرأسمالية، و1.47 مليار دولار للنفقات التشغيلية، حسبما أوردت وكالة الأنباء السعودية الرسمية "واس".
وتستهدف السعودية استقطاب المعرض نحو 40 مليون زائر، ومليار زائر افتراضي، ليكون الأكبر في تاريخ "إكسبو" منذ انطلاقته عام 1851.
ومن المتوقع أن يُقام المعرض، حال فوز الرياض بتنظيمه، على مساحة 6.5 كيلومترات بالقرب من مطار الملك سلمان الدولي، الجاري إنشاؤه في شمال شرقي الرياض، ضمن مساعٍ لأن يكون "إكسبو 2030" محطة ترويج للوجهات الاقتصادية والسياحية، التي ستكون جاهزة حينها؛ مثل "نيوم"، و"الدرعية"، و"مشروع البحر الأحمر"، بحسب "واس".
ويشير الخبير الاقتصادي، علي سعيد العامري، في تصريحات لـ "العربي الجديد"، إلى أن استضافة السعودية لمعرض إكسبو في مدينة الرياض يأتي كجزء من رؤية المملكة 2030 الاستراتيجية، التي تهدف إلى تحقيق التنمية المستدامة والتحول الاقتصادي والاجتماعي في المملكة.
وتستند هذه الرؤية إلى 3 أهداف رئيسية: العيش الجيد، والاقتصاد الرفيع، والمملكة الطموحة، ولذا فإن استضافة إكسبو 2030 تعتبر فرصة سعودية كبيرة لعرض قدراتها وفرص الاستثمار المتاحة في البلاد، وتعزيز صورتها على الصعيد الدولي، خاصة أن المعرض عبارة عن منصة عالمية تجتمع فيها الدول والمنظمات والشركات لعرض الابتكارات والتقنيات الجديدة في مختلف المجالات، حسبما يرى العامري.
ويضيف أن استضافة المملكة لإكسبو تعني تعزيز التواجد السعودي في مجالات متعددة مثل التجارة والاستثمار والسياحة والثقافة والابتكار، كما توفر استضافة المعرض أيضًا فرصًا لتحقيق الهدف الأساسي لرؤية المملكة 2030، وهو التنويع الاقتصادي، من خلال جذب الشركات والمستثمرين والزوار من جميع أنحاء العالم.
كما تسهم استضافة إكسبو في تعزيز قطاعات متنوعة بالمملكة، مثل السياحة، والضيافة، والبنية التحتية، والتكنولوجيا، والصناعات الإبداعية، وتبادل المعرفة والخبرات وجذب الشراكات الدولية، ما يدعم التطور والابتكار في البلاد، بحسب العامري.
وإضافة لذلك، تعتبر استضافة إكسبو فرصة للمملكة لتعزيز مكانتها الإقليمية والدولية كوجهة رئيسية للأعمال والاستثمار والسياحة، بحسب العامري، مشيرا إلى أن السعودية تعمل حثيثا على تخفيض اعتمادها على النفط، وتعزيز توجهها نحو الاقتصاد المعرفي والابتكار.
ويرى الخبير الاقتصادي الإماراتي أن الدول الخليجية جميعها تمثل منطقة قريبة جغرافيًا وتتمتع بعلاقات اقتصادية وثقافية وسياحية وتجارية قوية، ولذا فإن استضافة الرياض لإكسبو ستعزز الروابط القائمة بين هذه الدول والتعاون والتبادل فيما بينها بمختلف المجالات.
ومن خلال حضور إكسبو وتواجدها فيه، ستتاح للدول الخليجية الفرصة لعرض قدراتها ومشروعاتها وفرص الاستثمار المتاحة فيها، وسيجد العديد من رجال الأعمال والمستثمرين والمسؤولين الحكوميين بها فرصة للاجتماع والتعاون الاستثماري، سواء فيما بينها، بحسب العامري.
ولأن إكسبو مناسبة هامة لتبادل المعرفة والخبرات والابتكارات في مجالات متنوعة مثل الطاقة المستدامة، والتكنولوجيا، والثقافة، والتعليم، والصناعات الإبداعية، فيمكن لدول الخليج، عبر المشاركة بالمعرض، تحسين تطورها في هذه المجالات كما حدث في اكسبو دبي وكأس العالم في الدوحة، حسبما يرى العامري.
ويشير الخبير الاقتصادي الإماراتي إلى أن استضافة إكسبو تتيح للدول الخليجية الفرصة لتوقيع اتفاقيات تعاون وشراكة مع الدول المشاركة في المعرض، ما سيسهم في تطوير العلاقات الثنائية وتعزيز التبادل التجاري والاستثماري.
ويخلص العامري إلى أن استضافة الرياض لإكسبو ستعزز التواصل والتعاون بين الدول الخليجية وتعزز الفرص الاقتصادية والثقافية والتجارية في المنطقة، ما يصب بفائدة دولة الإمارات العربية المتحدة أيضاً.