طورّت الحكومة المغربية تدبيراً يُرادُ منه تشجيع تشغيل الشباب في ظل جائحة كورونا، خاصة أن تلك الفئة هي الأكثر عرضة للبطالة في المملكة، كذلك يتوخى منه حفز الشركات على التشغيل في ظل الصعوبات التي تواجهها.
وكانت الحكومة قد اقترحت عبر مشروع قانون المالية للعام المقبل، إحداث تدبير ينص على الإعفاء من الضريبة على الدخل بالنسبة إلى الأجور المدفوعة للأشخاص البالغين من العمر ثلاثين عاماً على الأكثر عند أول تشغيل لهم، وذلك لمدة عامين، شرط أن يكون التوظيف في إطار عقد شغل غير محدد المدة.
غير أن المناقشات التي عرفتها لجنة المالية، في مجلس النواب، أقنعت الحكومة بسنّ إعفاء من الضريبة على الدخل، التي تصيب الأجر المدفوع من طرف شركة أو جمعية أو تعاونية للأجير بمناسبة أول تشغيل له، حيث ينتظر أن يسري ذلك الإعفاء لمدة ثلاثة أعوام اعتباراً من تاريخ التشغيل.
ونص التعديل الجديد، من أجل الاستفادة من ذلك الإعفاء، أن يبرم العقد في الفترة الممتدة بين يناير/ كانون الثاني ونهاية ديسمبر/ كانون الأول، وألا يتجاوز عمر الأجير 35 عاماً عند إبرام عقد الشغل، عوض 30 عاماً، كما جاء في مشروع قانون المالية الذي اقترحته الحكومة.
وجاء ذلك التدبير استجابة لمقترح تعديل تقدمت به أحزاب الأغلبية الحكومية، بينما اقترح حزب الأصالة والمعاصرة المعارض، إلغاء شرط السن المحدد بـ 35 عاماً، لفتح المجال أمام جميع الباحثين عن عمل.
وطالب حزب الاستقلال المعارض، عند مناقشة ذلك التدبير، بتمديد الاستفادة من الإعفاء من الضريبة على الدخل، كي يشمل أولئك الذين يبلغون 40 عاماً، واقترح أيضاً تمكين الأشخاص الذين فقدوا فرص عملهم لظروف قاهرة خارجة عن إرادتهم من الاستفادة من ذلك الإعفاء، خاصة في ظل الجائحة.
ويعتبر الشباب المراوحة أعمارهم بين 25 و34 عاماً من بين الأكثر عرضة للبطالة في المغرب، حيث قفزت من 15 في المائة في الفصل الثالث من العام الماضي إلى 19.5 في المائة في الفترة نفسها من الحالي، حسب بيانات المندوبية السامية للتخطيط.
ويؤكد عضو اتحاد الجامعة الوطنية للزراعة، محمد الهاكش، لـ"العربي الجديد" أنه إذا كان الشباب المراوحة أعمارهم بين 25 و34 عاماً في الأرياف أقل عرضة للبطالة، مقارنة بتلك الفئة في الأرياف، فلأن الشغل الناقص والشغل غير مؤدى عنه في الأرياف أكثر انتشاراً بين أولئك الشباب.
ويتصور أن عدد الشباب من تلك الفئة في الأرياف، الذي يعاني من الهشاشة في سوق الشغل، قد يكون ارتفع في ظل الجائحة والجفاف الذي عرفه المغرب في الموسم الأخير، خاصة أن فرصة الهجرة نحو المدن أضحت شبه منعدمة في ظل التدابير الاحترازية التي اتخذتها السلطات.