كانت حركة القطارات شبه متوقفة في بريطانيا، اليوم السبت، حيث تأتي الإضرابات المنسقة لعمال السكك الحديد لتفاقم أسبوعا من الاضطرابات الناجمة عن ارتفاع أسعار الطاقة والتخفيضات الضريبية غير الممولة التي أزعجت الأسواق المالية.
كان من المتوقع أن يعمل حوالي 11% فقط من خدمات القطارات في جميع أنحاء المملكة المتحدة، اليوم السبت، وفقا لشركة (نتورك ريل)- التي تدير البنية التحتية للسكك الحديد في بريطانيا.
وقالت النقابات، وفقا لوكالة "أسوشيتدبرس"، إنها دعت إلى أحدث حلقة في سلسلة من إضرابات اليوم الواحد، للمطالبة بأن تواكب الزيادات في الأجور التضخم الذي من المتوقع أن يبلغ ذروته عند حوالي 11% هذا الشهر.
وسيضرب في المجمل، وفقا لوكالة "رويترز"، أكثر من خمسين ألفا من عمال السكك الحديدية يمثلهم الاتحاد العام لعمال السكك الحديدية والبحرية والنقل ونقابة سائقي ومهندسي القطارات ونقابة صناعات النقل والسفر اليوم السبت لمدة 24 ساعة، في إضراب سيؤثر على 14 شركة لتشغيل القطارات بالإضافة إلى شركة "شبكة القطارات" التي تمتلك البنية التحتية للقطارات.
كما تعرّض المستهلكون لقفزة في فواتير الطاقة اليوم السبت، حيث أدت تداعيات الغزو الروسي لأوكرانيا إلى ارتفاع أسعار الغاز والكهرباء. ومن المتوقع أن ترتفع فواتير المنازل بنحو 20%، حتى بعد تدخّل الحكومة للحد من الأسعار.
"We've got full support from the public."@RMTunion Mick Lynch talking about the #railstrikes#SupportRailWorkers pic.twitter.com/Ep4OBSOzXI
— RMT (@RMTunion) October 1, 2022
وأشارت رئيسة الوزراء ليز تراس، التي تولت منصبها منذ أقل من شهر، إلى أزمة تكلفة المعيشة، باعتبارها السبب وراء تحركها بسرعة لتقديم برنامج تحفيز اقتصادي مثير للجدل، والذي يتضمن تخفيضات ضريبية غير ممولة بقيمة 45 مليار جنيه إسترليني (48 مليار دولار).
وقالت تراس، في مقال لصحيفة ذا صن نشر السبت، إننا "نحتاج إلى إنجاز الأمور في هذا البلد بسرعة أكبر. لذلك سأفعل الأمور بشكل مختلف. ذلك ينطوي على قرارات صعبة، وينطوي على اضطراب على المدى القصير".
وقد دعت أربع نقابات عمالية إلى ثلاثة إضرابات لمدة 24 ساعة على مدار الأيام الثمانية المقبلة، بما يضمن انقطاع الخدمة في معظم أيام الأسبوع.
ويمثل التوقيت مصدر قلق خاص للعدائين والمشجعين الذين يحاولون الوصول إلى العاصمة للمشاركة في ماراثون لندن يوم الأحد، حيث من المتوقع أن يجتذب الماراثون 42 ألف متسابق.
واعتذر الأمين العام لاتحاد السكك الحديد والملاحة والنقل ميك لينش للسكان المتضررين، لكنه حمّل الحكومة المسؤولية، وقال لشبكة "بي بي سي، إن "الحكومة أثارت هذا النزاع"، بينما انضم إلى صفوف موظفين آخرين ينفّذون إضرابات.
وأضاف أنهم "حمّلونا عبء التحديات فخفّضوا وظائفنا ومعاشاتنا التقاعدية وأجورنا في ظل التضخم".
لكن تيم شوفلير من "شبكة السكك الحديد" التي تملك وتدير البنى التحتية في قطاع السكك الحديد البريطاني اعتبر، وفقا لوكالة "فرانس برس"، أن الإضرابات ستنعكس سلبا على القطاع وتؤدي إلى "أموال أقل يمكن إنفاقها لتحسين نظام السكك الحديد".
وبدأ عشرات آلاف الموظفين من مختلف القطاعات، بدءا بالبريد والأنظمة القانونية وصولا إلى الموانئ والاتصالات، إضرابات في أنحاء بريطانيا منذ الصيف.
وينفّذ عمال في أكبر ميناء حاويات في بريطانيا "فيليكستو" في شرق إنكلترا ثاني إضراب مدته ثمانية أيام، احتجاجا على الأجور وظروف العمل. ويتوقع أن ينتهي الإضراب الأربعاء.
لكن قطاع السكك الحديد هو الذي يقود الاحتجاجات، إذ ينفّذ العاملون فيه أكبر إضرابات منذ عقود.