قال موقع "فوكس ـ vox" الأميركي، اليوم السبت، إن إسرائيل تلقت مساعدات عسكرية من الولايات المتحدة بقيمة 150 مليار دولار خلال الخمسين سنة الماضية، فيما تعكف إدارة جو بايدن حالياً على إجازة مبلغ 14.3 مليار دولار مساعدات أخرى لتل أبيب. وأضاف الموقع أن إسرائيل ما كانت لتملك القدرة على شنّ حرب على غزة لولا الأسلحة السرّية التي ترسل إليها من الولايات المتحدة.
وكان بايدن قد أعلن عبر المكتب البيضاوي أنه سيسعى للحصول على "حزمة دعم غير مسبوقة للدفاع عن إسرائيل" بمبلغ 14.3 مليار دولار. وأضاف: "نحن نزيد المساعدات العسكرية الإضافية".
ويقول تقرير "فوكس" إن إسرائيل تلقّت نحو 3 مليارات دولار سنوياً، بعد تعديل الرقم وفقاً للتضخم، على مدى الخمسين عاماً الماضية، وهي أكبر متلقٍ تاريخي للمساعدات الأمنية الأميركية. وأعلنت إدارة باراك أوباما في عام 2016 عن أكبر حزمة مساعدات أمنية للبلاد على الإطلاق، وتعهدت بتقديم 38 مليار دولار لإسرائيل على مدى العقد المقبل. ويقول التقرير إن هذه المساعدات العسكرية استخدمت في ضرب غزة.
ويضمن الدعم الأميركي احتفاظ إسرائيل بتفوقها العسكري النوعي على الدول العربية المجاورة من خلال امتلاك أنظمة أسلحة أكثر تقدماً، وهو ما صاغه الكونغرس ليصبح قانوناً في عام 2008.
ويشير التقرير إلى أن إسرائيل لن تكون قادرة على خوض هذه الحرب بدون الولايات المتحدة، التي زودتها بمرور الوقت بحوالي 80% من واردات البلاد من الأسلحة. ويقول إن إسرائيل تستخدم الأسلحة الأميركية، كجزء من عمليتها العسكرية واسعة النطاق التي أدت حتى الآن إلى مقتل أكثر من 11 ألف فلسطيني وتدمير المستشفيات والبنية التحتية المدنية.
ورغم أن قوات الحرب الإسرائيلية هي التي تتولى عملية القتل، إلا أن حجم المساعدات الأميركية أثار تساؤلات جدية حول المسؤولية الأميركية. في هذا الصدد، قالت "هيومن رايتس ووتش" إن "توفير الأسلحة التي من شأنها أن تساهم عن عمد وبشكل كبير في الهجمات غير القانونية يمكن أن يجعل من يقدمونها متواطئين في جرائم الحرب".
وحول نوعية الأسلحة التي ترسلها الولايات المتحدة على وجه التحديد لتلبية طلبات إسرائيل منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأوبل الماضي، يشير التقرير إلى أنها ظلت سرّية حتى الآن، على النقيض من الطريقة التي تعلن بها الولايات المتحدة عن تسليم الأسلحة إلى أوكرانيا. لكن وكالة "بلومبيرغ" نشرت هذا الأسبوع وثيقة مسرّبة من وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) أظهرت أن الولايات المتحدة سلمت 2000 صاروخ هيلفاير يمكن إطلاقها من مروحيات أباتشي، بالإضافة إلى مجموعة من قذائف الهاون والذخائر الأخرى، بما في ذلك "36000 طلقة من ذخيرة مدفع 30 ملم، و1800 من الذخيرة المطلوبة. وذلك بالإضافة إلى ذخائر M141 الخارقة للتحصينات وما لا يقل عن 3500 جهاز رؤية ليلية".
ويشير التقرير إلى أن إسرائيل نشطت في السنوات الأخيرة في مجال تصدير الأسلحة. كما أنها تستورد أسلحة كبيرة من المملكة المتحدة وإيطاليا وكندا وألمانيا، لكن 92% مما تحصل عليه إسرائيل من الأسلحة يأتي من الولايات المتحدة. ونسبت "فوكس" إلى الباحث الأميركي ويليام هارتونغ قوله في صحيفة The Nation إنّ "ترسانة إسرائيل وصناعة الأسلحة الإسرائيلية، يتم تصنيعها وتمويلها إلى حدّ كبير في الولايات المتحدة".