إسرائيل المستفيد الأكبر

12 نوفمبر 2014
بوادر نزاع وربما حرب على غاز شرق المتوسط (الأناضول)
+ الخط -
هناك مشهدان حدثا منذ أيام ويجب التوقف عندهما كثيراً، ذلك لأنهما يرسمان بدقة صورة مصغرة للحرب المقبلة في منطقة شرق البحر المتوسط، وهذه الحرب لن تكون هذه المرة بسبب خلافات على الحدود، لكن ستكون على الثروات النفطية وتحديداً الغاز.

المشهد الأول تمثل في التحركات العسكرية التركية بمنطقة شرق البحر المتوسط؛ بحجة حماية ثرواتها من الغاز والتي تقول أنقرة إن بعض الدول تسعى إلى الاستيلاء عليها، وجاء التحرك التركي عقب تفويض الحكومة قواتها البحرية حماية ثروات البلاد النفطية قبالة سواحلها، وقبل أيام قامت ثلاث سفن منهم اثنتان تابعتان للجيش التركي وواحدة للأبحاث والتنقيب، بمحاصرة حقول الغاز في المنطقة الاقتصادية القبرصية.

المشهد الثاني شهدته القاهرة يوم 8 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، حينما استضافت قمة مصرية يونانية قبرصية جمعت رؤساء الدول الثلاثة؛ بهدف التعاون في مجال الطاقة ومناكفة تركيا وتوجيه إنذار، قيل إنه شديد اللهجة لها، حال الاقتراب من سواحل قبرص الجنوبية واليونان، ولم يصدر عن القمة ما يشير إلى أن ملف سرقة إسرائيل غاز الدول الثلاث من مياهها الإقليمية كان على جدول الأعمال.

نحن إذن أمام فريقين، الأول تقوده تركيا وقبرص الشمالية وربما ينضم إليهما لاحقاً لبنان والسلطة الفلسطينية، والثاني يضم مصر وقبرص الجنوبية واليونان وربما تنضم إليهم لاحقاً سورية.

وهناك قوة ثالثة تلعب منفردة في منطقة الشرق الأوسط، وتستغل حالة الخلاف بين القوتين وانشغال بعض الدول بمشاكلها الداخلية مثلما هو الحال في مصر ولبنان؛ والقوة هي إسرائيل التي نجحت خلال السنوات القليلة في سرقة حقول الغاز بمنطقة شرق البحر المتوسط، خاصة الواقعة قبالة السواحل المصرية والفلسطينية.

وأبرز مثال على ذلك السطو على حقل شمشون؛ الواقع بين مصر وقبرص ويبعد 114 كم فقط من مدينة دمياط المصرية و237 كم من سواحل حيفا، وحقل أفروديت الذي يبعد عن السواحل المصرية 212 كم، وحقل لفياثان الذى يبعد عن مصر 190 كم.

وخلال الفترة الماضية وضعت إسرائيل يدها على 4 حقول غاز تقع داخل حدود المياه الإقليمية الفلسطينية وأمام قطاع غزة وهي حقول نوا (شمعدان)، شمشمون، ماري بي (الذي يجري ربطه بخط بحري لميناء أسدود الإسرائيلي)، حقل غزة البحري.

إذن هناك بوادر لنزاع وربما حرب على غاز شرق البحر المتوسط خلال الفترة المقبلة، وبدلاً من أن تتعاون مصر مع حليف قوي في مواجهة الكيان الصهيوني راحت تتعاون مع دولتين مفلستين وفاشلتين اقتصاديا هما قبرص واليونان.

المساهمون