إدلب سوقاً للبضائع الأوروبية المستعملة

 يتجوّل محمد سعيد العمر في شارع "الصليبة" في مدينة إدلب، المعروف بكثرة محلات صيانة وبيع القطع الكهربائية فيه، يتأمل ماركات البرادات المعروضة في أحد المتاجر، يتأكد من قراءة الاسم بشكل صحيح، لم يعتد رؤية أسماء لماركات عالمية في سورية باستثناء البضائع التي كانت تصنع في الصين وبتقليد لشركات معروفة، لكن اليوم باتت هذه البضائع موجودة، ولكنها مستعملة غالباً.

يقول محمد لـ"العربي الجديد": "منذ مدة بدأت تنتشر البضائع الأوروبية في أسواق إدلب، بأشكال وماركات مختلفة، بعضها مستعملة وبعضها جديدة ولكن بإصدارات قديمة". يضيف محمد: "شكلت تلك البضائع مصدر تسوق مهماً للراغبين في اقتناء أدوات منزلية، فهي تباع في الغالب بأسعار أقل من البضائع الصينية أو التركية، لكنها أفضل بكثير من ناحية المتانة والجودة".

من جانبها تقول سناء اليوسف، وهي سيدة من إدلب، لـ"العربي الجديد": "اقتنيت منذ فترة أواني منزلية عدة أوروبية المصدر، ترددت في البداية كونها مستعملة، لكن بعد تجربتها بت أبحث عن المصادر ذاتها في شراء كل ما يلزمني".

تضيف سناء أنه "مؤخراً ازداد إقبال الناس على هذه البضائع وارتفعت أسعار الكثير منها بشكل كبير نتيجة رواجها في الأسواق، حاولت شراء خلاط فواكه فطلب التاجر ثمنه 65 دولاراً، بينما سعر أفضل نوع جديد موجود في السوق 38 دولاراً، الأمر الذي دفعني للعدول عن الفكرة وانتظار وجود قطعة مناسبة".

اقتصاد عربي

التحديثات الحية

قمح سورية ضحية الاحتكار: حرب أسعار بين 4 حكومات

تتابع اليوسف أن أسعار البضائع الجديدة الموجودة في الأسواق واضحة وقد تختلف بنسب بسيطة ما بين محل وآخر، لكن أسعار البضائع الأوروبية المستعملة تتفاوت بشكل كبير ما بين تاجر وآخر بحسب اختلاف سعر شرائها، الأمر الذي يدفعني كزبون للبحث بشكل مكثف أكثر عن طلبي".

بدوره يقول غازي الحلبي، وهو تاجر أدوات كهربائية، لـ"العربي الجديد": "تدخل تلك البضائع ضمن حاويات إلى الشمال السوري، وتضم تلك الحاويات أصنافاً مختلفة من المعدات والأدوات الكهربائية مثل الأثاث المنزلي وغرف النوم والبرادات والغسالات وغيرها كثير، ويبدأ التجار بفرزها وبيعها في الأسواق الشعبية أو المحلات بحسب نوع وحجم القطعة".

يضيف الحلبي: "خلقت البضاعة الأوروبية المستعملة مصدراً مهماً للتجار، لكن العمل فيها لا يخلو من الخطورة نتيجة الخوف من وجود أعداد كبيرة تالفة أو تكسر بعض البضائع أثناء النقل، لكنها بشكل عام زوّدت السوق المحلي بجزء مهم من احتياجاته وحققت للتجار أرباحاً جيدة تساعدهم على الاستمرار في أعمالهم".