إجراءات ألمانية لتفادي إفلاس شركات الطاقة بسبب أسعار الغاز

12 سبتمبر 2022
تقليص روسيا إمدادات الغاز يضع أوروبا في مأزق البحث عن بدائل (Getty)
+ الخط -

تدرس ألمانيا إجراءات من شأنها التدخل بشكل مباشر في سوق الطاقة لتفادي موجة من إفلاس الشركات العاملة في القطاع في ظل صعود أسعار الغاز إلى مستويات حادة على خلفية الأزمة الأوروبية المتصاعدة مع روسيا.

قال لارس كلينغبيل، رئيس الحزب "الديمقراطي الاشتراكي" الحاكم بالشراكة مع المستشار الألماني أولاف شولتز في تصريحات للإذاعة الألمانية مساء أمس الأحد، إنه "يتوجب علينا سداد الفاتورة في كل الأحوال، والسؤال هو ما إذا كنا نقوم بذلك حالياً في بداية الأمر، عبر التدخل في الأسواق والتهدئة، أو ما إذا كنا سنشهد في نهاية الأمر حالات إفلاس وبطالة.. أرغب في اتخاذ الخطوة الأولى، بالتدخل حالاً".

وتسمح حكومة ألمانيا لشركات الغاز بنقل قدر بسيط من التكاليف المرتفعة للعملاء، لكنها تحاشت حتى الآن التدخل المباشر، على غرار تحديد الأسعار.

وطالب وزراء طاقة الاتحاد الأوروبي، الأسبوع الماضي، الذراع التنفيذية للاتحاد باتخاذ تدابير عاجلة لكبح أسعار الغاز وتوفير السيولة للتجار الذين تضرروا من الأسعار.

حوافز مالية للأسر لإطفاء الإضاءة

ولم يبلغ الأمر بالوزراء حد الدعوة إلى فرض تقليص إلزامي لاستهلاك الطاقة، بيد أن الدول تتخذ بدلاً من ذلك خطوات متنوعة للحد من الطلب، بداية من تخفيض درجة حرارة حمامات السباحة العامة وصولاً إلى منح حوافز مالية للأسر لإطفاء الإضاءة.

وأكدت روسيا أنها لن تمد الدول التي توقع على اتفاق وضع سقف للأسعار بالغاز، ويخشى البعض من تعريض التدفقات المحدودة التي ما زالت تصل إلى أوروبا للخطر.

وصرح المستشار الألماني، يوم السبت الماضي، بأن بلاده جاهزة بصورة جيدة في حال قطعت روسيا إمدادات الغاز كاملة، لكن خبراء اقتصاد عديدين والبلديات يشككون في أن يكون الأمر على هذا النحو.

وأخذت الأزمة تتفاقم بشكل مطرد بينما تحد روسيا من الإمدادات. وصعدت أسعار الغاز في أوروبا بحوالي 4 أضعاف بالمقارنة بمستويات ما قبل عام، وربما يعرقل إفلاس شركات كبرى والذي يلوح بالأفق نمو الاقتصاد الألماني، الذي يعد الأكبر في أوروبا.

ومع تصاعد المخاوف من انقطاع الغاز الروسي تثار تساؤلات عما إذا كانت أوروبا تستطيع تعويض ما نسبته 40% من احتياجاتها من الغاز التي كانت تستوردها من روسيا والتي بلغت العام الماضي نحو 155 مليار متر مكعب.

وتواجه شركات الطاقة الأوروبية العديد من التحديات، وسط مواصلة نزيف الخسائر والديون، والبحث عن وسائل لتمويل أعمالها التي زادت تكاليفها في ظل ارتفاع أسعار النفط والغاز.

وارتفعت ديون شركات الطاقة في القارة الباردة هذا العام إلى أكثر من 1.7 تريليون يورو، بزيادة بلغت نسبتها 50% عن مستوياتها قبل عام 2020.

إفلاس الشركات الصغيرة

ودفعت أسعار الغاز القياسية عدداً من الشركات الصغيرة، خاصة في بريطانيا، مطلع العام الجاري إلى إعلان إفلاسها، وتكافح الشركات الكبرى في العديد من الدول الأوروبية للخروج من مأزق تغطية كلفة ارتفاع أسعار النفط والغاز، حسبما ذكرت وكالة "بلومبيرغ" في تقرير نهاية يوليو/تموز الماضي.

وتعد شركة "يونيبر" الألمانية في مقدمة شركات الطاقة الأوروبية، التي تواجه العديد من الأزمات، إذ إنها في حاجة إلى تمويل بقيمة 9 مليارات يورو. كما تسعى شركة الطاقة التشيكية "سي إي زد سي بي" للحصول على قرض بقيمة تصل إلى 3 مليارات يورو للتغلب على أزمة الطاقة.

المساهمون