إبراهيم رئيسي... أعاد نفط إيران إلى الواجهة رغم العقوبات

21 مايو 2024
نجحت سياسات إبراهيم رئيسي في الالتفاف على العقوبات الأميركية، طهران 29 إبريل 2023 (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- تولى إبراهيم رئيسي رئاسة إيران في 4 أغسطس 2021، في ظل ظروف اقتصادية صعبة بسبب عقوبات أمريكية أثرت على صناعة النفط الإيرانية، مما أدى إلى تراجع إنتاج النفط.
- استطاعت إيران تحت حكم رئيسي تحقيق نجاحات في قطاع النفط رغم العقوبات، حيث ارتفع إنتاج النفط من 2-2.2 مليون برميل يومياً قبل توليه الحكم إلى 2.8 مليون برميل يومياً بحلول النصف الأول من 2023.
- بحلول نهاية 2023 ومطلع 2024، شهدت إيران نمواً في إنتاج وصادرات النفط، مع متوسط إنتاج يبلغ 3.1 ملايين برميل يومياً وزيادة في الصادرات بنسبة 39% عن العام السابق، مما يعكس قدرة إيران على التكيف والتغلب على العقوبات.

بتاريخ 4 أغسطس/ آب 2021 تولى الرئيس الراحل إبراهيم رئيسي رئاسة إيران، في وقت كانت البلاد تعاني من عقوبات أميركية فرضت عليها في مايو/ أيار 2018، في ظل أوضاع اقتصادية صعبة تمر بها البلاد، إذ بدأت العقوبات تطبق تدريجياً اعتباراً من أغسطس/ آب لنفس العام.

وكانت الولايات المتحدة قد رفعت العقوبات عن إيران بعد التوصل إلى اتفاق حول البرنامج النووي الإيراني عام 2015، قبل أن تعيد فرضها. وفي عام 2021 كان متوسط إنتاج إيران النفطي يتراوح بين 2 - 2.2 مليون برميل يومياً، من أصل القدرة الكاملة على الإنتاج البالغة 3.85 ملايين برميل يومياً، حتى عشية العقوبات الأميركية.

إلا أن مشكلات الصيانة وصعوبة توريد النفط إلى الأسواق العالمية في ظل العقوبات أبقت كميات الإنتاج عند مستويات تقل عن قدرة البلاد الفعلية، وبالتالي أحدثت تراجعاً في المداخيل المالية. وحتى يوليو/ تموز 2021، أي قبيل تولّي إبراهيم رئيسي الحكم، بلغ إنتاج إيران النفطي 2.02 مليون برميل يومياً، بحسب بيانات منظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك".

مع نهاية 2021، بلغ متوسط إنتاج إيران النفطي قرابة 2.4 مليون برميل يومياً، وهو ما يزال أقل من القدرة الكامل بنحو 1.45 مليون برميل يومياً. ومطلع 2022، اتهمت الولايات المتحدة إيران بمحاولة الالتفاف على العقوبات المفروضة على صناعة النفط وصادراته، فيما بدأت وسائل إعلام غربية، مثل واشنطن بوست ونيويورك تايمز، تتحدث عن "أسطول الظل" لنقل النفط.

و"أسطول الظل"، بحسب مصادر لتلك الصحف، يتولى مهمة تسويق النفط الإيراني، ولاحقاً بدأ يعمل على تسويق النفط الروسي، بعد فرض العقوبات الغربية على موسكو بسبب الحرب في أوكرانيا اعتباراً من فبراير/ شباط 2022. ووفق وكالة بلومبيرغ، فإن "أسطول الظل" الذي تملكه دول مثل إيران وروسيا وفنزويلا، يتجاوز قوامه 40 سفينة على الأقل، مهمتها تصريف النفط الخاضع للعقوبات. 

نجاحات إبراهيم رئيسي

وبحلول النصف الأول 2022، تشير بيانات ثانوية لمنظمة "أوبك" إلى أنّ إنتاج إيران النفطي بلغ 2.6 مليون برميل يومياً، في وقت كانت العقوبات الأميركية تهدف لوصول الإنتاج إلى صفر. وصعد الإنتاج إلى قرابة 2.8 مليون برميل يومياً بحلول النصف الأول من 2023، مع توسع دائرة عملاء إيران للنفط، والذي كانت تبيعه بخصومات تقل بنحو 15 دولاراً لكل برميل على الأسعار العالمية، بحسب تقرير لوكالة بلومبرغ.

ووفق الوكالة: "تمكن النظام الإيراني من تسليم مليون برميل من النفط يومياً إلى زبائن مثل الصين، لكن هذا يجعلها تخسر أكثر من 370 مليون دولار بسبب الخصم، فضلاً عن احتساب تكاليف التحايل على العقوبات". وفي يوليو/ تموز 2023 أعلن مسؤولو إدارة الرئيس جو بايدن عن خلو العقوبات ضد إيران من الأثر والفاعلية، كما يعتقد منتقدون، بينهم السیناتور الجمهوري تيد كروز، أن حكومة بايدن لا تطبق العقوبات النفطية عمليا.

وقال كروز، في تصريحات صدرت عن مكتبه خلال يوليو الماضي، إن الرئيس إبراهيم رئيسي نجح في إلغاء أثر العقوبات على النفط، من خلال اتباع طرق تحايل تجعل من الخام الإيراني متدفقاً بشكل طبيعي إلى أسواق آسيا. 

والعام الماضي، أكد وزير الاقتصاد الإيراني إحسان خاندوزي، في مقابلة مع صحيفة فايننشال تايمز، أن بلاده بلغت أعلى مستوى من صادراتها النفطية منذ 2018، بأكثر من 1.3 مليون برميل يومياً. وبحسب بيانات أوبك، بلغ متوسط إنتاج إيران النفطي بحلول نهاية 2023 نحو 3.1 ملايين برميل يومياً، قبل أن يبلغ الإنتاج في إبريل/ نيسان الماضي - أحدث بيانات متوفرة - 3.2 ملايين برميل يومياً.

بذلك، يكون إنتاج النفط الإيراني في عهد رئيسي وفي ظل العقوبات الغربية قد نما بنسبة 60%، في الفترة بين أغسطس/ آب 2021 وإبريل/ نيسان 2024.

أما في ما يخص صادرات إيران النفطية، فقد انعكست قفزة الإنتاج على متوسط الصادرات الذي ارتفع إلى 1.537 مليون برميل يومياً خلال الأشهر الأربعة الأولى من 2024، بزيادة 39% عن متوسطه البالغ 1.106 مليون برميل يومياً خلال المدة نفسها من 2023، بحسب بيانات شركة كبلر المتخصصة ببيانات النفط وتتبعها. 

(الأناضول)

المساهمون