أكدت منظمة "أوكسفام"، الاثنين، أن أغنى 5 رجال في العالم تضاعفت ثرواتهم منذ عام 2020، داعية الدول إلى مقاومة تأثير الأثرياء على السياسة الضريبية. مشيرة إلى أنه في الوقت نفسه، خسر 800 مليون عامل نحو 1.5 تريليون دولار، على مدى العامين الماضيين، بسبب التضخم.
وقال تقرير صادر عن المنظمة نُشر تزامناً مع اجتماع نخب العالم في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس هذا الأسبوع،، إن ثروات هؤلاء الأثرياء الخمسة ارتفعت من 405 مليارات دولار في عام 2020 إلى 869 مليار دولار في العام الماضي.
وأشار التقرير إلى أن هؤلاء الخمسة إذا أنفقوا مليون دولار يوميا فسوف يحتاجون 476 عاما لاستنفاد ثرواتهم مجتمعة.
وأغنى 5 أثرياء في العالم، وفقا لتقارير "بلومبيرغ" و"فوربس"، فإن الأغنى هم إيلون ماسك وبرنارد أرنو وجيف بيزوس ولاري إيلسون ومارك زوكربيرغ.
ومع ذلك، قالت "أوكسفام" إنه منذ عام 2020، أصبح نحو 5 مليارات شخص في كل أنحاء العالم أكثر فقراً.
وتُصدر منظمة "أوكسفام" عادةً تقريرها السنوي حول عدم المساواة في كل أنحاء العالم قبيل افتتاح المنتدى، الذي تبدأ اجتماعاته الاثنين في منتجع دافوس في جبال الألب في سويسرا.
وضرب التقرير مثلا على علاقة الاحتكارات بأصحاب المليارات، بخمسة منهم الملياردير الفرنسي برنار أرنو بصافي ثروة 191.3 مليار دولار والأميركي جيف بيزوس بنحو 167.4 مليار دولار والنيجيري أليكو دانغوتي بصافي ثروة 10.5 مليارات دولار، والتشيلي خوليو بونس ليرو بصافي ثروة 2.5 مليار دولار والياباني ماسايوشي سون بصافي ثروة نحو 22.5 مليار دولار.
كما يمتلك أغنى 1% من البشر على مستوى العالم 43% من جميع الأصول المالية العالمية.
Over the last two years, the richest 1% of people have accumulated close to two-thirds of all new wealth created around the world, a new report from Oxfam says. #InequalityInc #FightInequality #TaxTheRich #WEF24 https://t.co/yb9TshtuyB
— Oxfam International (@Oxfam) January 15, 2024
وبشكل عام، صار المليارديرات حالياً أكثر ثراءً بمقدار 3.3 تريليونات دولار عما كانوا عليه في عام 2020، على الرغم من الأزمات العديدة التي أثّرت على اقتصاد العالم منذ بداية هذا العقد، وبينها فيروس كورونا.
وأشارت أوكسفام إلى أن جيف بيزوس أحد أغنى الرجال في العالم، زادت ثروته البالغة 167.4 مليار دولار بمقدار 32.7 مليار دولار منذ عام 2020، في الوقت الذي تكلفت رحلته إلى الفضاء نحو 5.5 مليارات دولار، رغم أن شركته "أمازون" لها تاريخ طويل في بذل الجهد لمنع العمال إلى نقابات العمل.
وأكدت أن "التركيز الهائل لسلطة الشركات العالمية والاحتكار يؤدي إلى تفاقم اللامساواة على مستوى الاقتصاد، ففي 7 من 10 أكبر شركات في العالم يوجد إما مدير تنفيذي ملياردير أو مساهم رئيسي من أصحاب المليارات".
وقال عضو مجلس الشيوخ الأميركي بيرني ساندرز في مقدمة التقرير، إن "أغنى 3 أشخاص في الولايات المتحدة يملكون ثروة تفوق ما يملكه النصف الأفقر من المجتمع الأميركي".
وأشار إلى أن "الأجور الحقيقية للعمال الأميركيين باتت أقل مما كانت عليه منذ 50 عاما".
The fortunes of the five richest men have shot up by 114% since 2020. Meanwhile, 800 million workers have lost $1.5 trillion over the last two years due to inflation. It's time to rein in runaway corporate power. #InequalityInc #FightInequality https://t.co/r1fVoaQMfH pic.twitter.com/V8mJucSCWb
— Oxfam International (@Oxfam) January 15, 2024
من جانبها، قالت رقية رفيق، المديرة التنفيذية لمنظمة كارموجيبي ناري الناشطة في مجال حقوق المرأة في بنغلادش، إن "الحد الأدنى لأجور عمال وعاملات الملابس ظل عند نحو 73 دولارا منذ عام 2019، بينما ارتفعت أسعار المواد الغذائية بسبب التضخم بنسب تراوحت بين 21 و50% بين عامي 2022 و2023".
وعبّرت "أوكسفام" عن مخاوف بشأن زيادة عدم المساواة في العالم، حيث يجمع أغنى الأفراد والشركات ثروات أكبر بفضل ارتفاع أسعار الأسهم، كما يكسبون أيضًا وبشكل ملحوظ المزيد من القوة.
وقالت المنظمة، إن "قوة الشركات تُستخدم لزيادة عدم المساواة: من خلال الضغط على العمّال، وإثراء المساهمين الأثرياء، والتهرب من الضرائب، وخصخصة الدولة".
كما اتهمت "أوكسفام" الشركات بمفاقمة "عدم المساواة من خلال شن حرب مستدامة ومؤثرة جداً على الضرائب"، مع عواقب بعيدة المدى.
وقالت "أوكسفام" إن الدول سلّمت السلطة إلى المحتكرين، ما سمح للشركات بالتأثير على الأجور التي تُدفع للناس، وعلى أسعار المواد الغذائية والأدوية التي يستخدمها الأفراد.
وأضافت "في كل أنحاء العالم ضغط أفراد القطاع الخاص بهدف خفض التكلفة، وخلق مزيد من الثغرات، وتقليل الشفافية، ووضع تدابير أخرى تهدف إلى تمكين الشركات من المساهمة بأقل قدر ممكن في الخزانة العامة".
وقالت المنظمة إنّ الشركات تمكنت من خلال الضغط المكثف على صانعي السياسات الضريبية من خفض قيمة الضرائب التي تدفعها، ما يحرم الحكومات من أموال يمكن أن تُستخدم لتقديم دعم مالي للفئات الأكثر فقراً في المجتمع.
وأشارت "أوكسفام" إلى أنّ الضرائب على الشركات انخفضت بشكل كبير في دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، وذلك من 48% في عام 1980 إلى 23,1% في 2022.
ولمعالجة هذا الخلل، دعت منظمة "أوكسفام" إلى فرض ضريبة على ثروات أصحاب الملايين والمليارات في العالم، لافتةً إلى أن ذلك قد يحقق 1.8 تريليون دولار سنوياً.
كما دعت إلى وضع حد أقصى لأجور المدراء التنفيذيين، وتفكيك الاحتكارات الخاصة.
(فرانس برس، العربي الجديد)