قال وزير الطاقة الأوكراني جيرمان جالوشينكو إن أوكرانيا سيكون لديها ما يكفي من موارد الطاقة لتجاوز فصل الشتاء المقبل، لكن التصاعد المتوقع في الهجمات الروسية قد يعطل شبكات الإمداد.
وأضاف جالوشينكو للتلفزيون العام الأوكراني، في وقت متأخر مساء السبت، أن "لدينا ما يكفي من موارد الطاقة، وفي هذا الصدد نشعر بالاطمئنان... السؤال هو إلى أي مدى يمكن أن تؤثر الهجمات المستقبلية على الإمدادات".
وقالت كييف يوم الأربعاء إن روسيا هاجمت البنية التحتية الأوكرانية 60 مرة في الأسابيع القليلة الماضية، مما أثار مخاوف من أن موسكو ربما تكون قد بدأت بالفعل في استهداف شبكة الكهرباء لشتاء ثان على التوالي في الحرب.
وفي الشتاء الماضي، ضربت آلاف الطائرات المسيرة والصواريخ الروسية البنية التحتية للطاقة، مما تسبب في انقطاع التيار الكهربائي بشكل كبير.
وتوقع جالوشينكو، وفقا لوكالة "رويترز"، أن تستأنف روسيا الهجمات الكبيرة بطائرات مسيرة وصواريخ على البنية التحتية للطاقة، بمجرد انخفاض درجات الحرارة وبقائها تحت الصفر.
وقال مسؤولون أوكرانيون، السبت، إن روسيا شنت هجوما صاروخيا على العاصمة الأوكرانية كييف والمنطقة المحيطة بها لأول مرة منذ سبعة أسابيع، وهاجمت شرق البلاد وجنوبها بطائرات مسيرة.
وذكر سيرهي بوبكو رئيس الإدارة العسكرية في كييف على تطبيق تليغرام، أنه "بعد توقف طويل دام 52 يوما، استأنف العدو شن هجمات صاروخية على كييف... فشل الصاروخ في الوصول إلى كييف؛ إذ أسقطته الدفاعات الجوية في أثناء اقترابه من العاصمة".
وأكد جالوشينكو أن "درجة الحرارة المنخفضة تزيد الضرر بالطبع... أي درجة حرارة أقل من الصفر تزيد المخاطر بالفعل".
وتكثف روسيا قصف الموانئ الأوكرانية، بما في ذلك أوديسا، فضلا عن البنية التحتية لصوامع الحبوب منذ يوليو/تموز حين انسحبت موسكو من مبادرة تصدير الحبوب عبر البحر الأسود.
ميزانية دفاعية
ووافق البرلمان الأوكراني، الخميس الماضي، على ميزانية الدولة للعام المقبل في مسعى لتعزيز الجيش وقدراته الدفاعية، مع دخول الحرب بين أوكرانيا وروسيا شهرها العشرين دون أن تلوح أي نهاية لها في الأفق.
ومن المقرر أن تبلغ إيرادات الميزانية 1.77 تريليون هريفنا (48.4 مليار دولار)، بينما من المقرر أن يصل الإنفاق إلى 3.35 تريليونات هريفنا.
وقال مسؤولون حكوميون إن أوكرانيا ستواجه عجزا ضخما في الميزانية يبلغ نحو 43.58 مليار دولار في عام 2024.
وفي العام المقبل، من المقرر أن يتم تخصيص أكثر من نصف إجمالي إنفاق الميزانية الأوكرانية لقطاع الدفاع لتمويل المجهود الحربي ضد روسيا التي شنت غزوا واسع النطاق للأراضي الأوكرانية في فبراير/شباط 2022.
وقدّرت كييف حاجتها إلى 41 مليار دولار من الدعم الخارجي لتغطية الإنفاق اليومي العام المقبل، وهو الرقم نفسه الذي توقع صندوق النقد الدولي أن تحتاجه عام 2023.
وتعتمد أوكرانيا بشكل كبير على دعم مالي من صندوق النقد الدولي والحلفاء الغربيين مثل الولايات المتحدة للحفاظ على مرونة اقتصادها خلال الحرب.
ذكرت وكالة "بلومبيرغ" أمس السبت، نقلا عن أشخاص مطلعين، أن حكومة المستشار الألماني أولاف شولتز الائتلافية وافقت على مضاعفة المساعدات العسكرية الألمانية لأوكرانيا العام المقبل إلى ثمانية مليارات يورو (8.54 مليارات دولار).
ويخطط الاتحاد الأوروبي لإنفاق ما يصل إلى 20 مليار يورو (21.4 مليار دولار) على المساعدات العسكرية لأوكرانيا.
وتسعى الحكومة الأوكرانية لتحقيق نمو في الاقتصاد في العام المقبل، وتتوقع نمو الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 4.6%، بعد زيادة متوقعة بنحو 5% هذا العام.
وفي العام الماضي، تراجع الاقتصاد الأوكراني بنحو الثلث بسبب فرار ملايين الأشخاص من الحرب وقصف المدن والبلدات وتدمير البنية التحتية الحيوية وتعطل سلاسل الإمداد والخدمات اللوجستية بشدة.
(رويترز، العربي الجديد)