على الرغم من إطلاق الرئيس الأميركي، جو بايدن، خطة تحفيز ضخمة لأكبر اقتصاد في العالم، فإنّ بيانات حول الإنفاق الحكومي، أوردتها وكالة "بلومبيرغ" الأميركية، أظهرت أنّ الولايات المتحدة ما زالت بعيدة عن اللحاق بالصين.
وفي حين يبلغ الحد الأقصى لخطة بايدن لخلق الوظائف 2.25 تريليون دولار، تضخ الشركات الصينية الحكومية والخاصة تريليونات الدولارات سنوياً لتمويل مشروعات البنية التحتية الجديدة التي تتنوع بين النقل، وشبكات الاتصالات، ومشاريع المياه والتصنيع.
وبحساب المتوسط السنوي لإجمالي قيمة خطة بايدن عند توزيعها بالتساوي على إطار زمني مدته 8 سنوات، ستكون أكثر بقليل من 280 مليار دولار في السنة. وبالمقارنة مع الصين، يبلغ مجموع مصدر واحد فقط من الإنفاق الحكومي المستخدم بشكل أساسي للاستثمار في البنية التحتية (السندات الحكومية المحلية) 3.65 تريليونات يوان (556 مليار دولار) هذه السنة فقط.
وقالت الحكومة الصينية، الشهر الماضي، إنّها تسعى إلى زيادة الإنفاق على البحث والتطوير، الذي تحتل فيه المرتبة الثانية عالمياً بعد الولايات المتحدة، من ناحية قيمة الاستثمار السنوي.
وتهدف بكين إلى زيادة إجمالي الإنفاق من قبل الشركات الخاصة، والوكالات الحكومية، إلى 3.76 تريليونات يوان (573 مليار دولار) في عام 2025، بزيادة 1.3 تريليون يوان (198 مليار دولار) عن إجمالي ما جرى إنفاقه في العام الماضي.
أما برنامج بايدن فيتضمن تخصيص 180 مليار دولار من التمويل الحكومي للبحث والتطوير. وبحسب تصريحات الرئيس الأميركي، تعدّ هذه أكبر زيادة في الإنفاق بعيداً عن ميزانية الدفاع، مما يثير التساؤل عما إذا كانت تلك الزيادة كافية.
وقال جاريد وودارد، رئيس لجنة الاستثمار في البحث والتطوير في "بنك أوف أميركا"، لتلفزيون "بلومبيرغ": "بذلك المعدل لن تكون قادراً على اللحاق بي" في إشارة إلى تأخر الولايات المتحدة عن الصين.
ووفق غوستين لين، كبير الاقتصاديين في البنك الدولي سابقاً، والذي يعمل مستشاراً للحكومة الصينية، فإنّ "الصين دولة نامية، ولذلك فإنّ مخصصات الاستثمار في البنية التحتية أكبر منها في الدول المتقدمة".
وقال لين: "قد تكون لدى الولايات المتحدة البنية التحتية، لكنّها قديمة، وتحتاج إلى تطوير، لذا فإنّ مخصصات الإنفاق الاستثماري في الدول ذات الدخل المرتفع تكون أقل من غيرها".
لكن، في حالات أخرى، مثل السكك الحديدية فائقة السرعة، نجد البنية التحتية للصين أصبحت بالفعل أكثر تقدماً من البنية التحتية الأميركية؛ فقد بلغ طول شبكة السكك الحديدية فائقة السرعة في الصين نحو 38 ألف كيلومتر، العام الماضي.
وتسهم تكلفة البناء الرخيصة في الصين في ذلك التفوق، واستناداً إلى دراسة أجراها البنك الدولي عام 2019، تبلغ تكلفة بناء شبكة السكك الحديدية الصينية فائقة السرعة نحو ثلثي التكلفة في البلدان الأخرى.